«الفصل الثاني»
كانت تي تعد الطعام في الصباح الباكر..وها هي نبرة تستيقظ من نومها تئن بألم وهي تمسك رأسها..
نبرة:-أاااااه أين أنا
التفتت إليها تي..ثم صمتت لبرهة من أثر الصدمة ثم قالت..
تي:-أنت في منزلي يا عزيزتي..أنا أدعي تيسير..ويمكنك أن تناديني تي..تفضلي كوب الشاي هذا حتي تصبحين في وعيك..
نبرة:-أشكرك
جلست تي بجوارها واردفت بحنان:-ما اسمك عزيزتي..
نبرة:-تيفيتي..
تي بتعجب:-تيفيتي! أليست تيفيتي هذه جزيرة في المحيط
نبرة:-نغم.. هي جزيرة علي شكل فتاة نائمة.. وأسماني أبي هكذا لأنني كنت أنام مثلها
تي:-ااه زوجي رحمه الله أيضا كان يناديني تي.. من ذلك الحين ويدعونني العجوز تي
نبرة:-عذرا سيدتي.. انت تبدين عجوز جدا.. ولا تقدرين علي حملي.. فمن أتي بي الي هنا إذا
تي ضحكت بحنان:-عندك حق.. وليد من نقلك إلي هنا
نبرة:-ومن يكون هذا أيضا
تي:-إنه شاب يتيم يعمل في السوق.. وأيضا يعيش معي هنا.. لسوء الحظ لن يأتي لمدة يومين
نبرة:-أنت جميلة يا سيدتي
تي:-ليس بقدر جمالك يا حلوتي.. ما رأيك ان نذهب للسوق اليوم.. ام انك ترغبين في البقاء هنا..
نبرة:-بالطبع سآتي معك... إحم هلا اسألك سؤالا..
تي:-تفضلي تيفيتي
نبرة:-هلا وصفتي لي ذلك الوليد..
ابتسمت تي بخبث ثم قالت:-إنه شاب يافع..خمري اللون.. طويل بعض الشئ.. يشمر عن ساعدين قويين.. وذراعين مفتولين.. شعره أسود فحمي طويل يربطه من الخلف..لديه ذقن منمقة تزين فكه العريض فلا تليق الا به.. دائما يرتدي سراويل واسعة وقميص جلدي بدون أكمام
أغرمت نبرة بذلك الوليد الذي لم تره بعد وذهبت في كلام تي كالتائهه..
نبرة:-كم عمره..
تي:-ثلاثون فأقل.. لم يبلغ الثلاثين بعد.. ماذا عنك..
نبرة:-سني اثنان وعشرون عاما..
تي:-اعطاك الله العمر الطويل يا ابنتي.. هيا إذا إلي السوق..
***********************************
يقف وليد عند الخاج سعيد يداعب حور وأيضا يضع اللثام علي وجهه..
حور بطفولية:-أنت جميل يا عمي وليد...أريد أن أراك بدون تلك القماشة التي علي وجهك. أرجوك إذا سمحت..
وليد:-إليك ما تريدين يا سيدتي الجميلة..
نزع وليد اللثام عن وجهه وقال لها بابتسامته الجذابة:-أعندك عروس لي..
حور:- كم أنك جميل لم أتوقعك هكذا
ضحك وليد بشدة علي تلك الصغيرة وقبلها من جبينها ثم وضع اللثام مرة أخري..وأخذ يتمشي بين ممرات السوق وشوارعه الضيقة..كل من في السوق يعرفه حتي الأطفال..يلقي التحية علي كل من يقابله..ها هم حراس القصر يلحقون به مجددا..
وليد وهو يركض بابتسامة:-ها قد بدأنا للتو...
كانت تي قد اعطته شالا يلفه حول خصره فإن رأي الحراس وضعه علي رأسه واختبأ بين النساء..قام وليد فعلا بفعل ما قالته تي. لكن أين المفر فما هذه الانثي التي يبلغ طولها متران ونصف..عرفه الحراس وذهب اليه احدهم نظر خلسه فرآه
شهق وليد ثم قال:- يال الهول افتضح أمري
ذهب الحارس اليه فنزع عن رأسه الشال..
الحارس:-وقعت بين يدي يا صعلوك..
وليد:-آسف سيدي لست بمزاج يسمح لذلك اليوم..ضربه وليد واخذ منه الشال وقال يقلد النساء..:-هذا لي
سمع صوت باقي الحراس فأخذ يجري حتي اختبأ عند بائع القماش..
***********************************علي الصعيد الآخر كانت تي ونبرة يشتريان بعض الاشياء من السوق..
تي:-انتظريني هنا يا...ما اسمك الحقيقي..
نبرة:-اسمي هو نبرة سيدتي..
تي:-ياله من اسم رائع..لم اسمع به من قبل..
نبرة:-هذه قصة طويلة
تي:-حسنا..قفي هنا ولا تذهبي بعيدا سأحضر شيئا من ذلك المكان .اومأت برأسها موافقة
كانت نبرة تقف عند بائع القماش الذي إختبأ عنده وليد..
خرج وليد ينظر ان كان الحراس لازالوا يلاحقونه..وفي التفاتته..رأي ملاكا في هيئة بشري. فتاة ببشرة ثلجية وعينان زرقاوين كالؤلؤ جسد ممشوق، مقارنة به فهي قصيرة جدا..لديها ثغر ناعم وردي اللون..وجهها به حمرة طبيعية علي رأسها عقد من اللؤلؤ يزين شعرها الاسود الطويل..وشال أحمر اللون موضوع فوق رأسها..زيها رائع اسود به ماسات حمراء تلمع بشدة... حاجبيها كثيفين ترتدي خلخالا ذهبي اللون آخ من أهداب عينيها عندما تغمض عينيها وتفتحها....من هذه إنها بطلة قصتي. انها نبرة..
اقتربت الحسناء من احدي القماشات الحريرية..ووضعت يدها عليها..خرج لها وليد ووقف امامها..
وليد:-كيف أخدمك سيدتي..
نبرة نظرت له نظرة طويلة وظنت ان هذا هو وليد كل المواصفات تنطبق عليه..ولكن تي لم تخبرها عن عيناه البندقيّة او عن اللثام الذي علي وجهه..
افاقت نبرة ثم قالت:-أشكرك جذبني لونها فقط..
رحلت نبرة وقال وليد:-تماما كما جذبتني عيناكي..
ذهب وليد خلفها وقفت عند بائع النحاس وامسكت بإحدي الأواني..ثم قالت:-بكم هذه سيدي
..اخرج وليد رأسه من نافذة الدكان ثم قال:-بكم تريدينها
نبرة:- كم أنك سخيف..نزل وليد ووقف امامها
وليد:-وأين هذه السخافة..
نبرة:-ماخص بائع القماش بالنحاس..
وليد:-انا ابيع كل شئ واي شئ انا ابن السوق وهذا هو بيتي..انت هنا ضيفتي..ولكنني لم أري ضيفة بهذا الجمال والجاذبية..
نبرة:-لن تسكت حتي تنزل بك قارعة..
وليد:-من سينزلها بي انت..افعلي ناشدتك الله..
نبرة:-لا بل سأنده علي الحراس
وليد:-افعليها فأنت لا تعرفين كيف يموت الفتي لجمال مثل جمالك..
نبرة:-ولكنني اعرف كيف يموت الفتي لسوء أدبه..
تي:-ما الذي يحدث هنا.
كلاهما في نفس الصوت:-تي..
وليد:-اتعرفينها..
تي:-نعم عزيزي.. إنها الفتاة التي وجدناها في الغابة أمس..نبرة هذا هو وليد..
صمت تام..لا أحد يتكلم كاد خفقان قلب وليد ان يسمع ولولا أنه شديد لوقع علي الارض مما يحدث بداخله..
تي:-هيا يا وليد احمل هذه الحقائب وتعالي معي الي البيت.
مشي وليد في المقدمة يفكر كيف كان يحمل كل هذا الجمال بين يديه ولم يلحظ أنه ضل الطريق من خلفه تي تنادي..
تي:-وليد انتبه يا بني الي اين انت ذاهب بيتنا من هذا الاتجاه تسير في الاتجاه الخاطئ..
وليد:-آسف لم ألحظ ذلك..
***********************************سالم:-كيف لا تجدها
راضي:-صدقني بحثت في كل المدينة حتي المدينة المجاورة..حتي حصانها في الحظيرة
سالم:-إلم تأتي هذه الفتاة سأقتلك انت وزوجتك العاقر..
ذهب سالم وترك راضي يندب حظه
شريفة:-هل حقا ستسلمها له..
راضي:-ألا ترين ما يفعله بنا..
شريفة:-انا لن اسامحك يا راضي..كل هذا من أجل المال..
راضي:-أردتها ان تعيش في هناء ومطمئنة
شريفة:-بل انت من أراد أن يعيش. انسان وضيع تبيع ابنة أخاك بالمال..
ضربها راضي حتي وقعت من شدة الصفعة..
راضي:-إنها أبنة أخي وأنا سأجدها وسأزوجها لسالم..ولا نقاش في هذا الموضوع..
♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥
بقلمي /مي ابوعلي
أنت تقرأ
أحببتك حد الموت
Romanceقصة مختلفة نوع ما.. باللغة العربية الفصحي.. من القرن السادس عشر.. بطلها وليد.. وبطلتنا نبرة. قد تبدو الاسماء غير مألوفة للبعض ولكنها شيقة وممتعة