10

27 10 11
                                    

تخيل لو فتحت القرآن ووجدته مجرد أوراق بيضاء بلا معنى

أن ترى النهاية أمام عينيك وعلامات الساعة الكبرى في طريقها اليك

أن يفر الجميع منك باحثون عن ملجأ أو أمان وتبقى وحيدا ومنسيا أنت وأعمالك التي ختمت سواءا كانت صالحة أو سيئة لأنها في النهاية من عمل يديك

أن تجد دراستك ووظيفتك وثروتك ونسبك هباءا منثورا

تقول يا غفار ويا تواب فإذا بباب التوبة قد أغلق أمامك في حين كان ينتظرك عقودا من حياتك وها هو ينهي عمله لتواجه مصيرك وحدك

تقول أين الذين كرست لهم حياتي ووقتي فإذا بك تدرك أنك لم تكن تعيش سوى في وهم صنعته لك الدنيا لتضللك فكل شيئ مصيره الزوال إلا من أدرك ذالك قبل فوات الأوان

كنت تتوهم أن الطريق الذين اخترته بحجة أن تعيش اللحظة ما هي إلا كذبة صدقها الكثير لتغطية أفعالهم الباطلة

فإذا بك تراهم يصرخون من هول هذا المنظر

لما كل هذا الرعب ألم يسمعوا من قبل بأن هذا اليوم أت لا محالة .
أين هي حجتهم ؟
أين حرية التعبير؟
وأين حرية الرأي وحرية شخصية ؟

يقولون لهم هذا منكر فيردون عليهم بأننا في عصر التكنولوجيا والثقافة

يقولون عن النفاق عقول راقية وعن ترك الحياء ثقة بنفس

ترى علامات الساعة الصغرى واضحة وضوح الشمس فيخفونها لك بدراسات علمية

ما هي حالهم الأن الكل يبحث عن مفر من العذاب الذي لطالما نكروه

خدعوك بأحوالهم وسعادتهم وأنهم يعيشون أفضل منك حتى أنسوك الجنة

وهنا تمر عليك كل ثانية من حياتك. تتذكر حين كنت تفرش سجادتك لله وتقول الحمدلله رب العالمين فإذا تفكيرك في أخر رسالة تلقيتها

تقول سبحان ربي العظيم بلسانك بينما قلبك غائب بالصور والفيديوهات وعقلك سارح فيها

تقول سمع الله لمن حمده والله لا يسمع سوى أصوات الملهيات تستحوذ على عقلك .
تمر على المصحف كأنه مجلة او كتاب يمكنك قراءته في أي وقت بينما لا تقرأه إلا نادرا ؟؟

أصبحت الصلاة مجرد عائق لك في تحقيق أحلامك أو الدردشة مع أصدقاءك وتسرع إما في إنهائها بسرعة أو تأجيلها مع الصلوات القادمة مع أنها في النهاية هي التي ستقف معك يوم الحساب بينما من أعطيتهم كل وقتك ينكرون أنهم يعرفونك حتى

لكن تأخر الوقت على استيعاب ذالك .
لم يعد الصراخ والندم والحسرة ينفعك في شيئ لأنه لن يسمعك أحد أو ينظر لحالك
حانت نهاية قصة البشرية وانتهى كل شيئ سبق وعهدته

لتبدأ بدايتك في عالمين إما في الجنة أو في النار ...

لك حرية الإختيار قبل فوات الأوان لأن مصيرك بين يديك
والله لا يظلم أحدا

لحظة تأمل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن