part 1 : « الحرية »

293 23 4
                                    


البداية..

___________________

كان في وقت متأخر من الليل الجميع في القرية في صمت عميق و مثير للقلق فقط الغربان الجريئة والخفافيش المظلمة التي أتت إلى ذلك المكان المنكوب ... في قلعة زاكريستان العظيمة الواقعة تقريباً في القرية المعروفة بأسم « كوكورو »
هناك في إحدى الغرف الباردة حدث نزاع ...

الخادم : سيدي الشاب ، يجب أن تأكل وإلا سينزعج والدك « بتوسل» .
كيلوا : أرفض ! لقد سئمت من الاطعام على البشر المستأنسين لقد أشمئزوني « بصراخ »
الخادم : لكن سيدي الشاب هذه هي الطريقة الوحيدة لإعالة نفسك ، يجب أن تأكل ، دم البشر لن يشبعك إلا بطريقة مؤقتة جداً ، وعلى المدى الطويل ستمرض وستصبح متوحشا .
كيلوا : أنا مصاص دماء نقي ! لاتقارنني بتلك الانحرافات المثيرة للأشمئزاز ،بصق كيلوا بشراسة ثم
هدد الرجل واظهر أنيابه و مخالبه الحادة : إذا استمررت في مضايقتي ... سأنهي وجودك البائس.

صوت : لن تقتل أحدا .... كيلوا .
بدى الانزعاج واضحا جداً على وجه كيلوا عندما التقى بالشخص اللذي قال هذه الكلمات
كيلوا : أخي ....« نطق بصوت خافت على الرغم من أن ايلومي سمعه »

ايلومي : لقد استمعت إلى هذه المناقشة السخيفة لفترة طويلة وفضلت وضع حد لها في الحال ، توقف عن العناد وأطعم نفسك كيلوا لانريدك أن تضعف أو تصبح متوحشا .

لقد تمكن الأخ من أثارة أعصاب كيلوا التي وضحت في تعابير وجهه اضافة إلى هوس ايلومي به الذي أشمئز منه كيلوا أكثر من شرب دماء البشر من الدرجة الثانية

كيلوا : لقد قلت بالفعل أنني لن أتغذى على الماشية « يقصد لحم البشر » ، أذهب الى الجحيم ، لقد سئمت من كل هذا .

عندما بدى أنه لا توجد طريقة لجعل كيلوا يفهم ما يجب عليه فعله ، ظهر العضو الوحيد في عائلته القادر على جعله يرتجف
اصبحت البيئة متوترة للغاية

_ كيلوا
تجمد كيلوا في مكانه بسبب الطاقة المنبعثة من صوت الأب
الأب : كيلوا .. هل تريد مواجهتي ؟ دون أي مخرج آخر ؟

جمع كيلوا كل طاقته وشجاعته وقال : أستمع لي يا ابي ، أريد أن اخرج وأطعم من الخارج كما ينبغي ، ليس من الماشية التي تقدم لي مثل طبق طعام ،بل من الطعام المعقول
جاد بتصميم ولكن الخوف في نظره ... رغم ذلك حاول التركيز في عيون والده ،الكونت سيلفا زولديك المعروف أيضاً بأسم سيد مصاصي الدماء
ساد الصمت ، تجمعوا في الغرفة للحظات يمكن قطع الهدوء في أي لحظة

أبتسم الأب قليلاً واغلق عينيه
حسناً كيلوا .. لقد خمنت أن هذا اليوم سيأتي عاجلا ام اجلا ، لقد تم حبسك في هذه القلعة لمدة نصف قرن وحان الوقت لتخرج وتعرف ما هو الخارج .

نظر كيلوا اليه بأهتمام شديد ومتفاجىء من كلامه .
صحيح أنه كان محتجزا في ذلك المكان لاكثر من 50 عاماً . مظهره هو مظهر صبي يبلغ من العمر 15 عاماً بشعر فضي و بشرة ناصعة البياض و عينين من الياقوت ، أشرق في ضوء القمر ، ولم يكن قادرا على الخروج إلا إلى الفناء داخل القلعة لأنه كان أفراد عائلته يعتبرونه وريثا لسلالة الزولديك التي بدأت قوته في الاستيقاظ وعلى هذا النحو كان
يتدرب لأن الاخطار الجسيمة تنتظره بالخارج .

سيلفا : تذكر أنها ستكون الليلة فقط ، غداً قبل شروق الشمس ، يجب أن تعود ، فأنت لست مستعدا بعد لأستقبال ضوء الشمس دون التعرض لأضرار ، وليس هذا فقط ، يجب أن تكون حذرا من فيلق البحر ، قتلة مصاصي الدماء اللذين يعيشون في القرية .

ظل كيلوا صامتا وهضم كل ما كان والده يشرح له وفي النهاية أجاب :
لاتقلق أبي ، سأكون بخير ، أنا قوي بما يكفي لمواجهة أي شيء « بجو من التفوق عبر عن نفسه بينما كانت لديه ابتسامة ملتوية »

سيلفا : أن التكبر قد يكلفك ثمنا باهضا يا بني العزيز ، وعدني بأنك لن تفعل أي شيء غبي ، أو سأحبسك بقية حياتك إلى الأبد .
« قال سيلفا كلماته الأخيرة وهو واقف أمام كيلوا : و أزيل كل هواء واجواء العظمة من كيلوا »
مما جعل كيلوا يبتلع لعابه بغزارة و يومئ برأسه قليلاً .

ايلومي : كيلوا .. تذكر ما علمتك إياه ، لا تقترب من أي إنسان ولا تدعه يتعرف عليك واذا اكتشفك شخص ما فعليك قتله و إخفاء كل الادلة .
تجاهل كيلوا تحذير ايلومي وواصل الاستعداد للخروج.

ترددت اصداء منتصف الليل عبر القلعة ..

كيلوا فتى  يبلغ من العمر 15 عاماً يرتدي سروال جينز أسود و قميصا عضليا أسود ذو ياقة عالية و حذاء أسود من الجلد و قبعة صوفية لاخفاء شعره اللامع

وهكذا وقف كيلوا على الشرفة العلوية للقلعة مع تأطير القمر لشكله وبدا مستمتعا بمنظر القرية العظيمة من بعيد على مشارف الجبل المظلم ...

كيلوا : الليلة سترتجف المدينة قبل وجودي ولن يشهد تحركاتي إلا القمر ...

قفز من الشرفة بخفة الحركة وشرع في مغامرته الليلية ، لكنه لم يكن يعرف شيئا ... في تلك الليلة ، كان عالمه كله يأخذ منعطفا لم يكن يتخيله حتى في أعنف أحلامه ......

يتبع .....

_____________

الأمير مصاص الدماءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن