الفصل الخامس
بعد مرور عدة أيام، غادر معظم العاملين بالنادي بعد الانتهاء من التدريبات اللامتناهية التي لا تتوقف حتى يأتي موعد المعسكر القريب للغاية كما حددت الإدارة مع المدرب أملًا في عودة التناغم والتناسق بين اللاعبين.
جلست "مادونا" فوق أحد المقاعد بالكافية داخل النادي، تنتظر صديقتها "ليلو" التي شددت عليها ضرورة انتظارها حتى انتهائها من موعد الطبيب وبعدها ستأتي ليغادران معًا.
فتحت الأجندة الكروية الخاصة بها وبدأت في تخطيط ما تريد إنجازه خلال فترة المعسكر المقبلة، وأثناء انشغالها لوحت يد ما أمامها بكوب من الشاي الساخن، فرفعت بصرها للواقف أمامها فوجدت "ليدو" مرسلًا لها ابتسامة هادئة، رمقته بنظرة مطولة متعجبة من وجوده، فقاطعها بصوت مرتبك بسبب تجاهلها ليده:-هفضل واقف بالكوباية كتير؟
شقت ابتسامة عذبة محياها وأخذتها منه باستيحاء بينما هتفت باعتذار وتوضيح رقيق:
-شكرًا يا كابتن، أنا استغربت بس كنت بحسبك روحت من زمان.
-كنت مروح لكن الصراحة لما شوفتك لوحدك قولت مش هينفع أروح واسيبك، وقولت كمان هتكون فرصة حلوة إننا نقعد وندردش سوا.
جلس "ليدو" أمامها ثم وضع كوبه فوق الطاولة بينما يواصل حديثه بنبرة لم تعتدها من قبل خاصة وأن المعاملات بينهما رسمية دومًا، لذلك هي متعجبة من حديثه الذي بدأ يتخذ منحنى جديد، تحاول التغاضي عنه مبررة أن السبب في الألفة المريبة هي تعدد لقاءاتهما الكثيرة في الفترة الأخيرة.
عندما أعطت الأمر بعض التفكير انتبهت إلى أن نظراته وابتساماته لها كثرت كلما جالت حولهم أثناء التدريب في البداية أعادت الأمر إلى رغبته في جذب عدسات الكاميرات ولكنها بدأت تشعر من تصرفاته بأن هناك أمر غامض يجول داخل عينيه المتمركزة عليها بشكل لافت جعلها تخجل فظلت صامتة تحاول الهرب بالعودة إلى التدوين في كتيبها.
راقب "ليدو" وجنتيها المحمرة بلون أحمر قاني، فارتفع جانب فمه بابتسامة طغى عليها الغرور، مشجعًا نفسه على اقتناص قلبها الغض لصالحه:-قاعدة بتكتبي إيه؟
رفعت وجهها نحوه وهي تجيب بهدوء ينافي اضطرابها:
-مفيش برتب مواعيدي.
التزمت الصمت من بعدها واخفضت بصرها لأجندتها مرة أخرى تاركة إياه يجول بعينيه عليها مدققًا في ملامحها بإعجاب، فبالرغم من وجودها كصحفية في النادي فترة كبيرة، إلا أنها لم تجذب اهتمامه بهذا القدر، وقد كان كل ما يشغله هو اختطاف عدسة كاميراتها طيلة الوقت، ولكن الآن وبعد أن اكتسح "عمرو مزيكا" الأجواء بوسامته ومهاراته العالية، واستطاع في فترة قصيرة التربع على منصات التواصل الاجتماعي من خلال لقاء واحد معها، الأمر الذي عزز داخله كره وحقد نحوه.
كما أنه شعر بغليان حينما أخبرهم "لوكه" عن مقالتها التي سربت مدى إعجابها بطريقة لعب "عمرو مزيكا" في المباراة وبهدفه التي وصفته الأجمل على الاطلاق، كل ذلك جعله يشعر بالهزيمة ويدفعه للسيطرة على عقلها بأي طريقة.