الملاك الــمصاب

رحــلة الـرحمة الأبـديةٓ

الــ24 من ديسمبر
يوم كئيب على معبد الـملائكة السـماوية

دعوـنا نلقي نظرة خاطـفة على حال المعبد بـعد وفاة الـملاك الحارس ورحيل روحه إلى الخلود مابعد الموتـ

لم يكن حـال المعبد كحالته السابقة
فبعد وفات هذا الأخــير صام أغلـب سكان المـعبد عن الحديث أو البوح بأي من الثرثرة الخاوية
ولا تـخفى ألسنتهم الصلاة و التـعبد و تلاوة الصلوات المباركة على أرواح المؤمنين والآلهة المقدسة

اجتاح المعبد سكونا لمدة طويلة لكن في غرفة واحدة شخص لم يخرج المدعو بـكاي منذ إنتهاء جنازة أخيه الشقيـق

بالطبع لم يكن في لحظة حداد فإن بطلنا كان من النـوع الصبور وكذلك كان متمسكــا بقدر الإلاه كتمسك الـيرقة بالغصن إلى حين ولادة الفراشــة

كان كاي في حيرة من أمره حول المرض المجـهول الذي أصاب أخاه وأدى به إلى التابوت المغطى بالرمال و اللقاء المؤكد مع الـرب

لم يخفى على كــاي أن سكان المعبد قد تصلهم عدوى هذا المرض المجـهول وقد يكون كاي بنفسه مصابا فيـه بالتحديد لذلك قام بعزل نفسه بعد جنازة أخيه مباشرة خشـية أن ينقل العدوة إلى الكهنة والمصلــين

كان الوحيد العالم بحالة كاي وانعزاله على أصحابه هو طبيب المعبد أوليفور
فقد كان هو المسؤول عن دراسة صحته وهل هو في حالة انتشال من المرض أم أنه سليم من كل داء..

كـاي..! كــاي !

صاح الطبيب من وراء الباب لكي يلفت انتباه كاي أو يفيقه من غفوته فوق الـكتب الطبية التي إستعارها من المكتبة

نـ..نعم !!

ماذا تفعل يا فتى ؟

لا..لاشيء كنت أقرأ فقط وإذ بي غفيت على صفحات الكتاب

اذا هل تناولت الدواء ؟

بلى لقد تناولته قبل برهة

حسنا إذا تصبح على خير ولا تنسى الصلاة قبل طلوع الفجر عسى من الرب أن يبعد عنك الداء ويحميك من الـأضرار والشرور
دمت في رعاية الرب

باركك الرب..! و..وشكرا لك على اهتمامك !

ترك الطبيب غرفة كاي واتجه إلى مكتب كبير الكهنة ليعلمه بالأخبار الـصادمة التي لم يتوقعها أحد

*دق على الباب*
سيدي كبير الكهنة أنا الطبيب آوليفور أرجوك اسمح لي بالدخول

تفضل

بركات الإلاه..
سيدي لدي بعض الأخبار..
و..وأنت أعلم بأن قدرة الرب شاسعة وكل مايصيبنا من أضرار إلا رحمة من الرب علينا لكي نتطهر من ذنوبنا وأن لا نكون من مستوى الـشياطين الفاسـقة التي فضلت المكوث في الجـحيم الأبدي على تقديم نفسها وطاعتها للرب الأكبر

أدخل في صلب الموضوع

سـ..سيدي
...

كان كبير الكهنة مسلطا اعينه في إتجاه طبيب المعبد وقد علم الواقعة من غير أن يسمع ولا حرفا واحدا من قبله

علم أن المرض الذي أصاب الملك الحارس قد انبعث سمه وغرس انيابه في سكان المعبد

إن الرب يرى أننا مذنبون ولسنا في موجب استحقاق رحمته ومغفرته !
غدا مع طلوع الفجر سيجتمع جميع سكان المعبد بأمر مني وسيتوجهون لغرفة الصلاة وسيظلون هناك يتلون صلواتهم ودعواتهم حتى طلوع فجر اليوم الثاني !
أما بالنسبة للـخدم والحرس فأمرهم أن يعدو ذبائح مكرمة و أطباق من الــشهوات والعطاءات الـمغطات بالذهب !
وأمر الـرسامين والنحاتين بصنع تماثيل تكرم عظمة الإلاه !!
كل ذلك يتم الآن !

حـ..حاضر سيدي ! في طاعتك سيدي ! بوركت سيدي !

خرج الطبيب مهرولا ومستعجلا يطرق كل باب و يفتح كل باب يعلم سكان المعبد بالخبر الـذي كان كالخنجر في ظهور المؤمنين سائلين نفسهم سؤالا واحدا

هل رجاء مغفرة الرب هو القصاص ؟

__________________________________

كل العبارات الـتابعة لكلمة إلاه لا تمد الواقع بصلة وكلها معتقدات وأفكار خيالية لا صلة لها بالواقع أو محض اتباعها

اللهم صلي وسلم على سيدنا