هذه حقيقتي

24 4 0
                                    


لم تكن الحياة سهلة قط قديما و حتى الآن. لكن, أليس البأس علينا إذ كل هذه التطورات و نشعر بالإحباط و التذمر رغم أن الماضي كان أصعب؟ أم أن في الصعب حلاوة المعيشة و في البساطة مرارتها؟، أو ربما كان هذا عقاب الله لنا إذ توارينا وراء أهدافنا و طموحنا فأخذت من بالنا مفتاح الفرج و الطريق الأصح. نشارككم من نبع قلب ينبض للحياة و السالم بعض المشاعر التي نعيشها و ال تراها أعيننا, ألنها أصبحت جزءا من كياننا. أجيال تمت في فعلها إلى أن أصبحت أمورا عادية في حين يجب تصحيحها لتربية أمة حسنة ذات أخلاق و قيم نبيلة. يحتويه هذا الكتاب على وقائع حدثت في حياة كل منا و بعضنا يتساءل لماذا دون أن يلقى اجوبة مقنعة. فنرجو أن نكون قد اطرنا أغلبيتها بتفسيرات و أمثلة مستمدة من أرض الواقع لتسهيل فهم القارئ و تقريب الصورة إليه. كل فقرة تفتح أعيننا على أمور أغلبيتنا كان متهاونا حيالها أو لم ينتبه لها أو يحاول تغييرها, فتساعدك على تحسين ذاتك إن كنت تسير عليها او تغييرها كعادة في محيطك.

هذه حقيقتي

نبتسم للحياة تارة رغم ألمنا, فنغدو سعداء أمام الناس مفكرين أن حياتنا ملونة بالوردي الفاتح الذي نحلم به
في خيالنا. هل هذا حقا ما يبدو على وجهنا حين نبتسم على عكس مشاعرنا ؟. أم اننا فنانون في التمثيل و تخبئة مشاعرنا ؟ رغم أن حقيقة الأمر عكس هذا. هناك من تغلبه دموعه, فتفضح جروحه. و الآخر ينعزل وحده يخفي مالمح وجهه تحت وسادته عكس البعض يحول انهزام كيانه على الأكل. أما بعضنا يبتسم عسى أن تخف أحزانه أو ربما نخبئ وجع الأيام لنجعل الغير يفكر بقوتنا و عدم هزم كياننا.
يقال أن كثرة الألم تصيب علة بالقلب و لكن السنين تبرهن أن سرد المواجع تقتل الانسان من الخيانة, اليوم
هو صديقك و حبيب قلبك فيغدو ثعبان يلدغ ويحاصر مخرجك. ان كل شخص بيننا يتسم بطريقة للنجاة من مخاوفه, فما بال طريقتنا من أجل نسيان ألامنا ؟ تساؤالتي كثيرة ؟ أولستم تتساءلون عن مصدر سعادتنا و انعدام مشاكلنا ؟ أم أن أفواهكم خرصت عند تلقي شكوانا. أجل, إن تكلمت أفواه الخارصين أصبحت بحورا من الشعر و الدمع المرهق. فهذا عذاب سنوات و نزيف أعوام كتمتها شفاه متلألئة تنشر بصيص أمل لعيون كانت و ما زالت سد أنهار تنتظر أوان جفافها. إن هذا النوع من الناس يحب الحياة رغم صعوبتها, تكون أحلامه و مخيلته مصدر أمله للغد و طاقة استمراره في العيش.يتمكن من جعل سقوطه نقطة يرتكز عليها ويحولها لنجاح مبهر مهما طالت المدة. فهو على يقين بأن الصبر مفتاح الفرج والمثابرة تولد النجاح. كل خطوة يخطوها تزيده من الحيل و الفكر انبثاقا تنبؤه بحل المعضلة التالية, تجعله أكثر صالبة نحو الشدائد و تصطع ضحكته في الأجواء تملأ المكان بهجة.
الإبتسامة هي رمز السلام و المحبة، بإمكان أي شخص العبس و الشكوى بكل سهولة و نشر الطاقة السلبية في الأجواء بشكل لا إرادي أو بشكل إرادي و لكن من يبتسم رغم الإرهاق النفسي الذي يصارع كيانه  يعرف كيف يولد و ينتج بصيص أمل لنفسه و غيره. تحتاج هذه المهارة تدريبا يوميا بحيث أن كل ما تمر به
من لحظات سيئة هي نقطة إنطلاقة جديدة تولد طاقة للإستمرارية و النجاة.
الأشخاص السلبيين لا إراديا تسببت لهم ضغوطات نفسية الواحدة تلو الأخرى، فأصبحت نسبة رد الفعل المعاكس (بمعنى النهوض بعد السقوط) ضعيفة. تكتل هذه الأزمات تجعل الإنسان يستسلم و يبطل فكرة الإيمان باادلإيجابية و العزيمة. لقد عود عقله على الفكر السلبي و السيئ، فأصبحت كل فكرة تجول عقله محدودة الطرق.
العقل هو عبارة عن برنامج يتماشى مع أحاسيسك و معتقداتك. أي فكرة تؤمن بها يعطيك نفس نتيجة معناها. إن قلت أنا جميل كل يوم لنفسك، يصبح عقلك مبرمج على تقبل ذاتك و هذا يحسن من مزاجك و حياتك، و إن قلت بأنك لست جميل فيرسل عقلك نفس الرسالة و تتحول مشاعرك نحو ذاتك إلى جحيم مما يؤدي إلى قلة ثقتك بنفسك و نفس الشيء ينطبق على كل فكرة إن كانت فعل أو إحساس.
بالنسبة للنوع الثاني، و هم الأشخاص الذين تكون ردة فعلهم الأولى في كل حوار بالتستر على الجيد و النعمة. مقابل ذلك جميع تصريحاتهم و أقوالهم مفعمة بالسوء و المصائب التي تكون حقيقية و غير حقيقية، بمعنى أن حتى لو أن صحتهم جيدة يصرحون عكس ذلك. هذا النمط يحبون الانشغال كثيرا بمعرفة كل أخبار و أحوال الناس الذين من حولهم سواء الجيدة أو السيئة منها، و لكن تركيزهم يكون على الجيد فقط و مقارنته بحالهم.
التقدم في الحياة لن يجدي نفعا بربط حالك مع شخص أكثر منك إمكانية على الصعيد المادي و المعنوي. المتنافس الوحيد الموجود لدى كل منا هو ذاته، إن عملت على تحسين نفسك و قارنت النتيجة تقدمت و أفلحت، و إن بقيت ترى مكان غيرك فلن تحرك ساكنا و لن تلحق إلا بأخباره. انتشرت هذه العادة كثيرا، بدأت عند الصغر حين يطلب الآباء من الأبناء بعدم التكلم للغريب عن أحوال وأخبار البيت بتوصية إحفظ الميم تحفظك، لكن عند كبر وعينا نعرف تمييز الصواب من الخطأ و نصحح قانون الميم بتفرقة ما يمكن البوح به و ما هو غير جائز للقول. و هنا نستنتج أنه لا مبرر لأقوال النوع الثاني السلبية والمتشائمة.

ما المشاعر إلا سبيلا للنجاة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن