في مسار حياة كل شخص توجد تدخلات جديدة, أغلبها تتمثل في صداقات و نزاعات. هذه التغييرات تحدث من خلال أول انطباع تجاه هؤلاء الأفراد و عادة هذا ما يحدد طبيعة و نوع العالقة معهم.
تمثل العين أول وسيلة للتواصل مع الشخص, عبر إلقاء نظرة على مظهره الخارجي مما يؤدي الى تكوين فكرة عامة عنه و ليس من الضروري أن تكون صحيحة. تلك النظرة تكون أول رسالة يتلقاها العقل و من ثم تتحول الى احساس. بمعنى إن رأيت شخصا ما و أول تعليق جال في عقلك أنه مغرور, هذا التفكير
يجعلك تحس بالإشمئزاز و الكره و هنا نرى بوضوح كيف انتقل اول انطباع إلى فكرة يحللها عقلك و من ثم تصبح احساس تشعر به.
رغم ذلك, يمكن أن تتحول هذه الأفكار الأولية بمجرد معرفة الشخص عبر التعامل و التكلم معه, فتتحول صورة الكره الى عكسها تماما, و هذه هي المرحلة الثانية بإسم مرحلة التعارف و ليس من الضروري حدوثها مما يجعل الفكرة الأولى سائدة .
نجد هذه المشكلة خاصة بالبلاد العربية، أهذا ناتج عن عادة من الأجداد فأصبحت نقمة الأحفاد؟ أم أن كل شخص إختار هذا من تلقاء نفسه؟ تعتبر الإنتقادات الشكلية مشكلة و آفة اجتماعية يجب تسليط الضوء عليها و دراسة جذورها نحو أمل تغييرها في حين أنها أصبحت جرثومة العقل.
من جهة أخرى, الإنسان يحوز كفاءات لا ينتبه اليها و هي بمثابة أحاسيس تكون رد فعل مضادة للتعاليق الموجهة نحوه دون أن يسمعها, بل بمجرد القاء نظرة على من يفكر بها يمكن للشخص المقصود الإحساس بها و يعرف ذلك بالحاسة السادسة. أجل إنك تشعر بذلك, كأننا مرتبطين ببعضنا, أي فكرة موجهة الى أحد ما تجعله يشعر بها، كأنها كلمات لا مرئية مرتبطة بالقرنية لكلا الطرفين، تذبذبات ترسل عن طريق النظر من العين إلى العين لتصل إلى القلب, ليقشعر البدن في آخر المطاف.
المثال المدون أعلاه ليس محصورا على مشاعر الكره فقط، فحتى الإعجاب،الحب، التكبر، السخرية و مختلف الأحاسيس لها نفس الدور في العلاقات و كذا الأفعال مثل الإبتسامة كما تم شرح ذلك في الشطر الأول.
فيما يتعلق بالصداقات، ينتج نوع آخر من الصراعات تحت عنوان عدو صديقي هو عدوي. فيحمل الصديق نفس أحاسيس صديقه بحكم مسبق دون معرفة التفاصيل الحقيقية أو معرفة الشخص المعني عن كثب.
كل مرحلة أمر بها يزيد تساؤلي حول هذه العلاقة، فكيف يمكن لكليهما أن تغمض أعينهما في حين أن الإسلام يوكل اربع شهود، إن نسى أو تغاضى الأول يصححه الثاني و يثبته على الحق فالثالث و الرابع.
على طول سنين عمري، أتساءل إن كان حقا إسم أعز صديق يطرح على من يمشي في خطى صديقه محقا كان او مخطئ أم من يفتح عينا صديقه على الحقيقة و يصحح تفكيره المشؤوب !! بالرغم من أن الأيام أصبحت معاكسة للحق و المعروف, لن يمتزج الجيد بالسيء مدا الدهر، فكلا له لونه يفرقه عن الثاني و كذلك رفيق العمر؛ إن لم تكن كفاءته في حمل هذا اللقب بجدارة لن يستحقه ولن يكون.
القول الحق يصنع من صاحبه معدنا صلبا يحب الخير و يسعى إلى فعله، من أعلى سيمه الصدق بحيث أنه لا يخلط بين العلاقات الشخصية و المشاعر حينما يتعلق الأمر بالصراحة، فهو يمتثل لقول الصراحة راحة.
عندما يتعلق الأمر بظلم أحدهم فلن يهتم لأمر أحد أيا كان و لا حتى لأمره، كل ما يطمح إليه هو تحقيق براءته و معرفة الحقيقة.
أنت تقرأ
ما المشاعر إلا سبيلا للنجاة
Espiritualيحتويه هذا الكتاب على وقائع حدثت في حياة كل منا و بعضنا يتساءل لماذا دون أن يلقى اجوبة مقنعة. فنرجو أن نكون قد اطرنا أغلبيتها بتفسيرات و أمثلة مستمدة من أرض الواقع لتسهيل فهم القارئ و تقريب الصورة إليه. كل فقرة تفتح أعيننا على أمور أغلبيتنا كان متها...