• إنّه مُحتَال •

130 14 10
                                    

تَطرُق باب غرفته بهدوء
"فيلكس ، حبيبي افتح الباب لنتكلم قليلاً"

لا رد

"فيلكس ! افتح الباب "

لا رد

"انت تتعبني ليكسي هلّا فتحت الباب ارجوك صغيري لنتحدث ؟"

صوت خفيف يصدر من الباب ،صوت فتح القفل يفتح الباب ثم يعود ادراجه الى سريره تتبعه والدته تتحدث بسرعة وهلع طفيف :
"هل يمكنك ان تخبرني ما الذي حدث قبل قليل بالضبط ؟"

"امي انا فقط لا اثق به "
تعابير وجهه المستاءة و رأسه المنخفض يُشعل النيران بقلب القابعه امامه تنظر بحيرة وأسى لما يحدث لفلذّة كبدها انها تشعر بالفوضى العارمة و عواصف الأفكار التي تهدم اعصابه شيئاً فشياً ..

"فيلكس ماذا تقول !؟ انه صديقك منذ الصغر ، انه الشخص الذي ترعرع معك في نفس المكان ،أمين سرك و رفيق وحدتك ، ما الذي حدث لتتغير عليه بهذه السرعة "

"لا تفهمين شيئاً ،تباً لا احد يفهمني ، لا أحد يُصدقني ،لقد قلت لكم انه ليس تشانقبين ،منذ اسبوع وانا اقول لكم انه ليس هو لقد تم خطف تشانقبين من قِبل ذلك المحتال الذي يشبهه ، لما لا تصدقونني !؟"

"ليكس انت تهذي كثيراً في الآونة الاخيرة تمالك اعصابك ارجوك ،سأتركك فتره لتفكر بما يحدث معك "

"ارجوك لا تدخليه المنزل ، قد يختطفك انتم ايضا ، من يدري قد يستبدلك ايضا بشخص شبيه لك "

تقف عند الباب ،تنظر بعدم تصديق لأبنها الذي اصبح غريبا في الايام القليلة الماضية ،في عقلها حيرة و في قلبها حزن وفي عينها دمعة ترجوا ان يتخطى صغيرها هذه المرحله الغريبة التي يمر فيها ..

***

رنين هاتفها يعطي روحاً للمكان الهادئ الذي تقبع فيه تلك الذابلة حزناً لولدها الذي لم يخرج من الغرفة ليومان متتاليان

"اهلاً تشانقبين ، كيف حالك؟ "

"بالأصل انا الذي يجب ان اسأل عن احوالكم ؟"

تنهيدة مملوءة بالحسرة والخيبة من ثغرها خرجت ، تغرغرت عينيها دموعاً تجمعّت من وجع فؤادها واخرها شهقة حزن ارادت كتمانها منذ فترة

"انه .. فيلكس ليس بخير ، انه لا يتصرف على طبيعته ابداً هذا .. هذا ليس ابني انه لا يبدو كأبني "
تخرج كلماتها المكتومة دفعه واحدةثم تنتهي ببكاء هادئ وشبه أنين يعبر عن وجع ما بداخلها ..

اما عن تشانقبين الذي آلمهُ قلبَه لا يَدري هل على صديقهُ الذي أختلف عليه فجأة ، ام على أُمه المسكينة التي تعاني بسبب ما يفعله فيلكس ، أم يؤلمه قلبه بسبب لوم نفسه الشديد ، لا يدري على ماذا لكنه يلوم نفسه ويلعنها منذ يومان ..

"أنا آسف ، حقاً آسف لما يحدث "

"لا تتأسف صغيري ، ليس وكأنك السبب في ما يحدث "

"برأيك لو .. اتيت و ... "

" لا لا لا ، أرجوك سيدخل بنوبه اخرى من الغضب والصراخ ، ألا تذكر ما حدث ؟ ارجوك لا يمكنني تحمل رؤيته هكذا مرة اخرى ،انه يؤلم قلبي "

"حسناً كما تريدين لكن .. اردت ان احاول اقناعه للذهاب لطبيب ، لا اعلم ربما حالته النفسية غير مستقره "

"سأحاول معه انا ، هل تضن انه سيتقبل ؟"

"لو انه يونقبوك الذي اعرفه منذ سنوات ، سيرفض رفضاً قاطعاً بلا ادنى شك ، و لو كان من تهجم علي ذلك اليوم فإحذري منه ارجوك قد يؤذيك "

"تشانقبين ! كيف تقول هذا عن ابني ، انت تعرفه حق المعرفة انه حتى لا يؤذي نملة صغيره "

حسناً انا فقط .. آه انسي الأمر ، اسف تصبحين على خير "

انقطع الخط قبل ان ترد حتى او تتمنى له احلام هنيئة ، و هل هناك شيء هنيء الآن و صديقه و شخصه المفضل من بين الجميع الآن يتهمه انه مُحتال ؟ لا يمكن له ان يُغمض جفناً الا وراودته الكوابيس ..

لا يستطيع النوم و فيلكس اصبح هكذا معه فجأة


لا يستطيع النوم و فيلكس اصبح هكذا معه فجأة

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

. *٠ °. ٠ ▪.*(يتبع)*.▪ ٠ .° ٠* .

المُنتَحِلْ | the impersonatorحيث تعيش القصص. اكتشف الآن