الفصل الثاني

32 3 0
                                    

ابدوا اولا بتحضير النيه لله عز وجل

**********
.
.
الرجل الأول . هل تصدق بهذا الكلام يا صديقي ، أنه ينكر اللات والعزي ، وجميع الآلهه التي نعبد ، ويقول إن كل هذا كذب ويؤمن برب واله واحد .

الرجل الثاني . وما ادراني وانا لم اره ، ربما كان كاذب كما يقول الكثير في الجزيره العربيه، وربما يكون صادق كما لقبه قومه .

الاول . ما رأيك أن اقترح عليك امر .
الثاني . ما هو
الاول . ما رأيك أن نترك القافله ونذهب ليثرب ونتحري صدقه من كذبه .

الثاني بشده . وهل تنوي ترك دينك ودين اباءك

الاول بهدوء .اششسششس
اهدء ؛ حتي لا يسمعنا أحد ما ويقتلنا.
سوف نذهب فقط لنشبع فضولنا ونُؤكد لقومنا أنه كاذب .

الثاني . ممممم
حسنا هيا بنا

هنا ياسر فرح بشده وكأن الله يريده أن يذهب وسخر له من يدله .
انتهي الليل سريعا

والصباح جاء
ركب ياسر خلف أحد الرجلين ولم يشعر به
الي أن ذهبوا ليثرب

وهنا تركهم ياسر ليعاين الأجواء بنفسه ويعيش فيها

قلبه بدأ يطرق بشده ...
ما هذا ؟! لما كل هؤلاء الرجال والنساء والاطفال علي بدايه البلده
هم في كل مكان وكأنهم ينتظرون زائر عزيز لدرجه كبيره

الجميع ينظر وينظر إلا أن ....
الجميع بصوت واحد
"الله أكبر جاء رسول الله ..
‏ ‏الله أكبر جاء محمدًا ..
‏ ‏ الله أكبر جاء رسول الله".

والحقيقه أنه خرج أهل المدينة عن بكرة أبيهم لاستقبال الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم بفرحة غامرة، فامتلأت بهم الطرقات، حتى أسطح المنازل امتلأت بالنساء والأطفال والرجال
وسمع صحابي علم بعد ذلك أن اسمه البراء بن عازب - وهو شاهد عيان يقول - : " ما رأيت أهل المدينة فرحوا بشيء فرحهم برسول الله صلى الله عليه وسلم )

ياسر بفرح يملئ قلبه ويجعله متضخم من السرور لقد جئت في وقت مناسب جدا
شكرا ربي

فاستقبل النبى صلى الله عليه وسلم وصاحبه سيدنا أبو بكر الصديق ما يزيد عن خمسمائة من الأنصار،

الذين ما إن وصلوا إليهما حتى قالوا للنبى صلى الله عليه وآله وسلم وصاحبه:
انطلقا آمنين مطاعين،

اقبل ياسر مع جموع الناس من الصحابه حتي يسلم عن النبي ويحتضنه بشوق كبير يريد أخباره الكثير والكثير، هو لا يصدق ما يراه .

يتقدم للنبي وعيناه كالبحر من كثر الدموع ، يريد أن يشكوا له واقعه الأليم ، يريد أن يعيش معه للابد هنا في هذا الجو الايماني العطر

ذهب لاحتضان النبي
لكن .. النبي لا يراه ، لا يسمعه ، هو كالهواء

جلس ياسر أرضا يبكي ويندب حظه الأليم ، لا استطيع الشكوي له ولا احتضانه ، لا اعلم من انا ولا اين انا

كيف سيكون حالك لو عشت اسبوع مع رسول اللهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن