بعد أن غادرت

5 0 0
                                    

(بشرة بيضاء كالثلج، عينان صغيرتان سوداوتان، ترتدي حذاء رياضي ابيض ذو عقدة واضحة إلى الأعلى سروال جينز فاتح و قميص ابيض،
وراءها حقيبة ملوّنة و شعرٌ أسود تربطه إلى فوق إلا خصلتين بجانب أذنيها الرقيقتين رفضتا الخضوع و الانضمام الى البقية).

ينتهي طريقها عند باب كبير مزخرف و بناية اكبر، إنها المكتبة العمومية بجانب كلية الفنون، بناء كبير يرمز الى الجدية و العزم .
بثقة في النفس فتحت ذلك الباب لكنها سرعان ما أغلقته دون ان يدركها احد، أخذت نفسا عميقا، راجعت نفسها و هي تعض شفتها الوردية فبرزت عنها غمازتينن تشّعان براءة:
_"لونا"هل انت متأكدة، المكتبة لا تعد ملجأ جيدا و ماذا إن طال بقاؤك، لن تجدي اين تنامين، وما بالهم النتائج كانت ستعلن في اي ظرف  هل خطيئة ان يجمع الشخص قوته؟

دوّى هذا الصوت برأسها و هي تمسك الباب .
لكنها سرعان ما أحنت رأسها إلى الأرض وإقتلعت رجليها من المكان و اسرعت الخطى نحو الجهة الاخرى من الطريق لكي لا يراها احد .
_ انظري انت تهربين مرة أخرى، هل هذا ما كبرتي لتكونين عليه ايتها الجبانة؟!...نعم سأذهب و اواجه المديرةو المدير بنفسي .

ولكن موكبا من السيارات إعترض طريقها ، سيارات سوداء فخمة متشابهة كانت تسير على صف واحد ناشرة في الجو شيئا من الرسمية و الكاريزكما ، فوقفت تنتظر مرورها.

_"لونا" .

ناداها صوت من بعيد بدت كما لو أنها زميلتها في الصف "مين" . فأغللقت عينيها و ضربت برجلها الأرض و تنهدت من عمق قلبها:
_اه يا ربي..، مالذي سيوقفها عن السؤال الآن ، لو أن الأرض تنشقّ و تبتلعني فأتفادى تفاهتها ،

_"لونا"،"لونا" وهي تلهث بسرعة لتلحقها .

_أرجوكي راعيْ طول قائمتيك!#، وتوقفي عن الصراخ ، فصوتك يخترق طبل أذني!،صاحت من مكانها.

_ "لونا" و قد أوشكت ان تصطدم بها

_و اخيرا أدركتكي لحظة فقط لأتنفس !!

و قد أحنت ضهرها على ركبتيها تلتقط ما بقي من أنفاسها.
_ أين مقصدك؟

لم تكن لونا قد فكرت إلى أين ستذهب بعد ، لكنها عندما فتحت فمها لتجيبها ،قاطعها صوت صادر من معدتها فأوحى لها برد مناسب:

_ آآآ كنت متوجهة نحو المطعم كما ترين .

_هل انتي جادّة !،واو..!! يال الصدفة و انا ايظا!!

أحست الفتاة كما لو أنها قفزت في بئر ما بمحض ارادتها أو أن صاعقة ضربتها فأبرحتها مكانها ، فإستسلمت لحظها و سارت معها الى أقرب مطعم .

جلستا على طاولة معا يقابل وجه واحدة وجه الاخرى، تكلمت " يمين" :
_هل أطلب لنا شيئا ؟ ...
لا تعرفين كم ان الطعام لذيذ هنا ، ثم نادت النادل.

وقبل ان تتكلم قاطعتها "جي أون" بطبيعتها
القيادية :

_ اثنان برغر من فضلك! . ما أسكت زميلتها كالعادة في كل مرة .

_إذن " لونا" ما برنامجك اليوم؟
هل نذهب الى السينما معا ؟ أو ربما إلى حديقة الحيوانات....
آمم... أو أعرف أعرف نذهب الى مدينة الملاهي...
أو ربما إلى التسوق، آيي أعرف متجر أدوات تجميل لديه أشياء رائعة .

أمسكت" لونا" أذنيها متجنبةً صياح "مين" الذي كان يتزايد شيئا فشيئا و الذي لم ينقطع....

_توقفي سوف تختنقين و الطعام في فمك !
اآيي ما هذه الضجة التي تحدثينها.

صاحت فيها وهي تضع يدها على فمها، فتفطنت فجأة أن الجميع يحدقون بها!

_آهههي...، لاعليكم ،

قالت ذاك لكن شيئا ما دار بذهنها فجأة فعاودت الإلتفاف إليهم.

_ما بكم تحدقون بنا ! هل يمكننا ان نتجادل على راحتنا؟

_أنا معجبة بكي جداً "لونا" ،
اقصد ...، انتي بطلتي، لقد شاهدتكي كيف ابرحتي أولئك المتنمرات ضربا
وتلك المرة عندما عندما...

_ حسنا !حسنا ! كلي على مهلك...

(في نفسها: رائع لم أظنني بطلة ، هل فعلت هذا؟)

كانت تجامل نفسها فدارت افكار خيالية كثيرة في رأسها بينما تحملق في السقف .

صدفة وبينما كانت عيناها تجوبان المكان ابصرت شيئا جعل معدتها تقرصها :

_ انها الحافلة ، صاحت ولم تقدر على قلع عينيها من النافذة البلورية.

_ماذا؟ لم تفهم " مين " شيئا.

انتفظت من الكرسي و هي تلملم أغراضها :

_إن فاتتني سأبيت في الشارع اليوم!!!

_و الفاتورة؟

_ألم تقولي أنني بطلتكي المفضلة!

وقفزت من الباب مهرولة في الطريق .

اغلقت الحافلة ابوابها لكن أون لم تستطع اللحاق بها، جرت و جرت حتى الشارع المقابل لكن دون جدوى.

_اهه#!! ماذا سافعل الآن ، اه يا حظي اللعين
هاه ابي! ...حتى وإن علم مؤكد سألقى حدفي .

و بعد برهة ...
_لحظة ..لحظة ...هذه ليست آخر حافلة الي السكن الجامعي اظن ان هناك واحدة اخرى لكنها في وقت متاخر ، حتى انني لم احمل معي ما يلزم من المال لأستقل سيارة اجرة
آمل ا لا تتفطن المديرة لغيابي ...هل حقا كنت سأبيت في الشارع اليوم

مرت الدقائق و الساعات و حل المساء ، و ازدحمت الشوارع بضوضاء السيارات .

و لونا مازالت تقف على الرصيف تنتظر الحافلة و قد احست بقليل من الارهاق بسبب الوقوف ، مع ذلك ها قد بان ضوء الحافلة الساطع من بعيد مبشرا لها بالعودة الى صديقاتها الحنونات ،
وقفت عند المحطة فركب الجميع و معهم لونا المرهقة التي جلست على الكرسي معلنة استسلامها للتعب .

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Feb 24, 2022 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

Hitting a Wall ✨⁉️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن