باوعت للساعة وجان الوقت متأخر كلش ممتعود ابقى كاعد لهيج اوقات بس اليوم حسيتني تعبان وجسمي كله يوجعني وراسي شويه وينفجر.. الهوا اللي يدخل من الشباك جان نسيم بارد بس البرودة الحلوة اللي مصبرتني على حالة الأرق اللي جاي اعيشها .. رفعت عيني للساعة اللي جان لونها زيتوني ومعلقة على جدار ابيض بالكامل .. الساعة بالضبط اربعة وربع صارت ..جنت اكره الساعات بشكل عام لأنها تذكرني بالعمر اللي يمشي ويفوت ومنحس بي .
انتقلت من فراشي وكعدت على الكرسي الخاص بالمكتب اللي جان موجود بزاوية الغرفة شوي عن الشباك المفتوح ..
تعب وصداع ينخر براسي بشكل قوي سحبت قلم من الأقلام اللي جانت عالمكتب بشكل عشوائي ودفتر صغير ما اعرف نور شلون تكتب بهالدفتر من كد ما حجمة صغير .. ابتسمت واني اشخبط بشكل مو مرتب بصفحات وأوراق الدفترالصغيرون في سبيل انسى الوجع وبلكت همين انعس واني اشخبط وأنام
واني دا ارسم بشكل عبثي ووي سكون الليل والهوا اللي جان يلعب بشعري ويخربط الخصلات اللي موجودات على وجهي بشكل مو نظامي ابداً ..تسربت ذكريات الماضي التعيس لراسي وذكرى ورا ذكرى بلش الصداع يزيد ويزيد اكثر واكثر ..
حركت ايدي ورفعت خصلات شعري عن وجهي بمحاولة فاشلة حتى ما افكر باللي صار
بس للأسف الأجواء مجانت تساعد ابداً انو اعيش حالة سلام وهدوء عقلي كلشي موجود جان يحفز الألم القديم انو يتواجد ويعصر روحي بطريقة اقوى من المعتاد هالمرة ..
شد عالقلم بأصابعة بشكل مفرط ... بشكل لا أرادي ... بشكل مو منطقي ولا متعمد ابداً ..
وهنا تحديداً بلش يتسلل لذاكرتة صوت صياحه وضبابية اللقطة المقرفة اللي مر بيها والأيادي اللي تلعب بجسمة بقذارة وشلون شادين قبضاتهم على ايديه علمود ميتحرك ..جان يتذكر رغم قبح المشهد اللي يريد ينساه ويمحي من ذاكرتة لنهاية حياتة بس ميكدر .. رغم عدم اتضاح التفاصيل والتشويش اللي صارله بس جاي يستذكر ويستشعربأستمرار لا متناهي اللي مر بي بالتفصيل الدقيق .. يتذكر اصواتهم . روائحهم . واليوم المشؤوم اللي قلبه وغير مسار حياتة الطفولي .
يوم انتزاع روحة الحلوة والبرائة اللي جان يعيشها
كل هذا راح وتغير كلشي بعد ..
ما حس بنفسة لمن تلاشت خيوط الماضي اللي ولدها الجو الكئيب بالغرفة والساعة الزيتونية القبيحة الا وهو يبجي وكاسر القلم بدون ميحس على نفسة .. رفع اصابعة عن هيكل القلم المكسور وخلاهم على خدوده يحاول يلملم الدموع اللي نزلت غصب عنه مثل كلشي يصير عكس ما يتمنى ويريد .
رجع ارتمى على سريرة بأرهاق وتعب جسدي
باوع للسقف الأبيض بعيون متورمة و رجع باوع لليمين وشاف نور نايمة بعمق شديد وغفى بدون ميحس على نفسه ..