part - 19

1.4K 85 46
                                    



شعاع الشمس المنبثق من خلال النافذه كان يرتل لي قصائد تعزف
لحنها طيور النورس التي تضرب بجناحيها الرياح و تطير فوق المياه
الصاخبه

الشمس اشرقت بهدوء عكس عادتها ، تداعب وجنتي بلطف و تربت على
كتفي لتزيل بقايا الليل الموحش ، الليل الذي سلب مني لذه النوم فيه

لأول مره لم يكن النهار مخيف ، لم يكن الغد صعب علي جدًا ،
كان باهت فحسب

منذ رأيت ذلك الكره داخل عينيه ، ايقنت ان لا مكان لي هناك ،
لم يعد لي مكان في تلك الاعين

هبت الرياح لتحرك خصلات شعري القصيره ، احتضنت الغطاء حولي
بشكل اكبر و دفنت نصف رأسي فيه بينما انا اتأمل الامواج ترتطم
بالصخور

لم يكن هذا ما يلفت انتباهي في الحقيقه ، بل جسد يونوو العاري
و الملطخ بالدماء ، كان هو ما انظر اليه تحديدًا بينما هو يعطيني ظهره

استطيع رؤيه الزجاجه داخل عنقه ، لن انساها

تلك الليله المشؤومه التي افسدت حياتي بالكامل ، الليله التي افسدتها بنفسي

ليس الامر كما لو اني ألوم يونوو ، الامر هو اني ألوم نفسي ، كان
بإمكاني التوقف عن زياره يونوو و ينتهي الامر بأكمله لكني كنت جشع
جدًا لأتخلى عنه

ماذا وجدت فيه؟ لا شيء ، لكني احببته بصدق ، احببته رغم كل تلك
الشوائب التي تغطي صورته ، رغم الخدوش التي على ايطارها ، رغم
انه اسوء ما حدث لي

وجدت حبي له اعمى لا يبصر ، اخفقت في رؤيه عيوبه المشبعه به ،
تركته يسري في دمي كمجرى الدم دون ان اكترث لمضاعفاته التي
اهلكت جسدي

انه اشبه بالسم ، السم المحبب

استدار لينظر الي بوجهه البارد نفسه ، يحدق من بعيد ، الخطوات بيني
و بينه طويله لكني شعرت بقربه لي كما لو ان لا شيء يحول بيننا

امر مؤسف انه مات و الاشد اسفًا اني انا من قتله

رن هاتفي للمره العشرون بعد الالف ، ابعدت بصري عن يونوو و نظرت
الى شاشه الهاتف التي تضيء بأسم هيونجين ، استغرقت الوقت كله
احدق فيه حتى انقطع الاتصال ... مجددًا

اوشكت على ان اعيد بصري الى يونوو لكن على ما يبدو ان هيونجين
لا يمل ، لا هو ولا امي ولا فيلكس

منذ اربع ايام لم تتوقف اتصالاتهم ، فكرت برمي الهاتف في البحر
لكن رؤيه اسم هيونجين يضيء الشاشه نوعًا ما كان مريح

i want sleep . HNحيث تعيش القصص. اكتشف الآن