4
كان يوم حبك
البارت الرابع
عدنان كان الذهول مسيطر عليه بشده و بقى كل اللى بيعمله انه عمال يردد جملة واحدة مكونة من اربع كلمات مافيش غيرهم … اومال انا ابقى مين
بدر بتعاطف : ما تعملش فى روحك كده يا غريب
غريب بقهرة : انا اللى كان مصبرنى انى لقيت عيلة حواليا تعرفنى يابدر ، بس كل ده طلع كدبة ، طب لو انا مش عدنان الى بيقولولى عليه ده ، ابقى مين ، و هم مين و ليه جايبينى ف بيت مش بيتى و فهمونى انى انسان تانى مش موجود اصلا ، بعدين قال بانتباه : هو الخبر الل انتى شفتيه ده كان بتاريخ ايه
بدر و هى بتبص فى تليفونها : من سنتين تقريبا
فجأة بدر لقت تليفونها بيرن و كان سيد اللى بيكلمها ، و لما ردت لقته جاب لها رقم فادى ، فشكرته و قفلت معاه و قالت لغريب : سيد بعتلى نمرة فادى
غريب : انا عاوزه يقابلنا فى اسرع وقت ، هو الوحيد اللى نعرف انه يعرفنى بجد ، ما فيش قدامنا غيره
بدر : طب و هنعمل ايه مع ماجد و عاليا
غريب : مش لازم يعرفوا اننا عرفنا حاجة ، على الاقل لحد اما اقابل فادى
بدر : طب هقول له ايه
غريب : ما تقوليش حاجة ، اتصلى عليه و ادينى انا اكلمه
بدر اتصلت على فادى واول ما رد ادت التليفون لغريب اللى قال : ازيك يا استاذ فادى ، يا ترى فاكر صوتى
فادى بتخمين : غريب معايا
غريب بتنهيدة راحة : ايوة انا
فادى بلهفة : انت فين يا غريب ، و ليه اختفيت بالشكل ده ، و ايه الكلام اللى ابن عمك قالهولنا ده
غريب : ابن عمى مين و كلام ايه
فادى : ماجد ابن عمك ، كان عندنا هنا من كام يوم و قال انك ناوى تبيع المعرض ، و هتفضل برة مع معاذ و مرام
غريب طبعا مش فاهم اى حاجة و لا عارف مين الناس اللى فادى بيتكلم عنهم دول فقال : بص ، انا مش هينفع اشرح لك فى التليفون ، بس انا عاوزك تجيلى القاهرة فى اسرع وقت
فادى : اجى القاهرة منين يا عم انت ، ما انا فى القاهرة
غريب : انت جيت من اسكندرية
فادى باستغراب : و انا هقعد فى اسكندرية اعمل ايه ، ما المعرض خلاص خلص
غريب بلهفة : طب ينفع تقابلنى دلوقتى
فادى : طب ما تيجى على الشركة
غريب بفضول : شركة ايه
فادى ببعض الغضب: انت فيك ايه النهاردة و مالك مش مركز ليه ، شركتك يا عم ، هتكون شركة ايه
غريب : معلش ، خلينا نتقابل برة ، عاوز اشوفك بعد نص ساعة من دلوقتى ، ممكن
فادى : خلاص تمام ، عاوز فين
غريب : خد اتفق مع بدر ، و اشرح لها بالتفصيل
فادى : بدر مين
غريب : بعدين هتفهم كل حاجة ، بس اوعى تجيب سيرة لمخلوق انى كلمتك
غريب ادى التليفون لبدر اللى فادى وصفلها كوفى شوب و عرفها تروح له ازاى ، و لما قفلت غريب قال لها : ياللا بسرعة قبل ما اى حد منهم ييجى
و فعلا بعد نص ساعة بالظبط ، كانوا قاعدين فى المكان اللى حددهولهم فادى ، و بدر كانت قلقانة و خايفة ، و عمالة تتلفت حواليها لحد ما لمحت فادى جاى عليهم من بعيد فقالت لغريب : فادى وصل
اول ما فادى قرب منهم قال بصوت عالى : عمنا غريب ابن الناس الطيبين
غريب وقف و مد أيده قدامه عشان يسلم على فادى ، بس فادى ما اخدش باله و اخده بالحضن و هو عمال يتكلم على اد ايه غريب واحشه و غريب كان بيبادله الاحضان لما حس بصدق نبرة صوت فادى و صدق حضنه ، و لما اخيرا فادى سابه فضل ساكت و ده خلى فادى استغرب لكن قعد قدامه و قال : ايه يا عمنا ، ايه الاختفاء المريب اللى انت عملته ده
غريب : الحقيقة يا استاذ فادى
فادى باستغراب : و ايه حكاية استاذ دى كمان ، جرى ايه يا غريب ، من امتى و انت بتتعامل معايا كده ، و اللا انا حصل منى حاجة ضايقتك
بدر بحمحمة : الحقيقة يا استاذ فادى ، كل الحكاية ان غريب مش فاكر حضرتك
فادى استياء : يعنى ايه مش فاكرنى يا انسة بدر
غريب : يعنى انا فقدت الذاكرة و بيتلعب بيا و مش عارف اى حاجة عن نفسى او عن الناس اللى حواليا
فادى بصدمة : ايه الفيلم العربى ده
بدر : هى دى الحقيقة يا استاذ فادى
فادى : و لما هى دى الحقيقة ، اومال انتى ازاى معاه دلوقتى و عرفاه و عارفك
بدر : انا هحكى لحضرتك على كل حاجة بالتفصيل
و ابتدت بدر تحكيله من ساعة ما قابلت عاليا و ماجد فى المعرض لحد ما جت القاهرة مع غريب و ما رضيتش تحكى اى حاجة تانية
فادى : ازاى كل ده يحصل و انا ما اعرفش ، ده انا كلمتك كتير جدا فى الفترة اللى انت اختفيت فيها ، فى الاول كان ساعات يدينى مغلق و ساعات جرس و ما فيش رد ، لحد ما اخر مرة رد عليا ماجد و قاللى ان انت سافرت برة لمعاذ و مرام و انك قررت تفضل هناك نهائى و ماتنزلش مصر تانى ، و انك هتبيع له دار العرض و الشركة ، حتى لما سألته و قلت له .. طب هيعمل ايه فى الشركة الام ، قاللى هيديرها من هناك
غريب : انا عاوز اعرف علاقتى بماجد و عاليا ايه بالظبط
فادى باستغراب : عاليا … عاليا دى تبقى اخت عدنان الله يرحمه ، بس انت ايه اللى فكرك بيها دلوقتى
غريب : يعنى ايه .. ايه اللى فكرنى بيها ، تقصد ايه يا فادى
فادى : يعنى يا غريب ، اصل انت بتقول انك فاقد الذاكرة ، تبقى عرفت عاليا دى ازاى
بدر : يا استاذ فادى ، انا يوم افتتاح المعرض ، كان ماجد موجود هناك مش كده
فادى : ايوة كده
بدر : و عاليا كمان كانت موجودة معاه ، ما انا لسه حكايلك انها هى اللى قابلتنى فى المعرض
فادى : لا طبعا مش ممكن ، عاليا مين دى اللى كانت موجودة هناك
بدر : انا شفتها و اتكلمت معاها و هى اللى عرفتنى على ماجد و حكتلى على الحادثة بتاعة غريب
فادى بتركيز : انتى تقصدى اللى كانت مع ماجد فى المعرض
بدر : ايوة .. هى دى
فادى : بس دى مش عاليا اخت عدنان
غريب : اومال دى تبقى مين
فادى : دى تبقى سوزان … طليقتك يا غريب ، و الحقيقة انا كنت مستغرب جدا وجودها مع ماجد فى المعرض ، و ما بقيتش عارف ايه اللى لاممهم على بعض ، بس طبعا ما قدرتش اتكلم و لا اسأل على حاجة ، و خصوصا انى مابقيتش عارف لك مكان
غريب : هو انا كنت متجوز
فادى : و مطلق من حوالى سنة و شوية كمان
بدر حست انها اتضايقت لما عرفت ان غريب كان متجوز فسكتت تماما ، لكن غريب قال : بس دول فهمونى انها تبقى عاليا اختى
فادى : بس عاليا تبقى اخت عدنان مش اختك ، و كمان عاليا لا يمكن تبقى موجودة باى شكل من الاشكال
غريب : ليه .. هى فين
فادى : عاليا كانت مع عدنان و عمك فى اليخت لما غرق
غريب : هو غرق و اللا اختفى
فادى : فى الاول قالوا اختفى و قعدوا يدوروا عليه ، بس بعد كده لقيوه و لقوا اللى باقى من جثة عدنان فى كابينة القيادة ، البحر ما جرفهاش لما اليخت غرق لان الباب كان مقفول عليه من جوة ، لكن عاليا و عمك ، ما كانلهومش اى اثر ، و عشان كده عدنان طلع له شهادة وفاة ، لكن عاليا و عمك لسه معتبرينهم مفقودين ، و المحكمة عينتك وكيل لادارة اعمالهم لحد ما يمر المدة القانونية اللى ممكن نطلع لهم شهادة وفاة
غريب بفضول : و المفروض المدة دى اد ايه
فادى : قانونا اربع سنين
هنا بدر اتكلمت و قالت : طب مين معاذ و مرام اللى اتكلمت عنهم دول
فادى : دول ولاد عدنان ، بس امهم اخدتهم و رجعت بلدها لانها اصلا فرنسية ، و غريب هو اللى مسئول عن كل فلوسها و فلوس ولادها هنا و بيحول لهم الارباح اول باول ، و ده كان سبب الخلاف الرئيسى اللى حصل بين غريب و سوزان ، لانها كانت عاوزاه يطلع لنفسه نسبة ربح نظير ادارته لاموال ارملة عدنان و ولاده ، و بينه و بين ماجد اللى كان شايف ان المفروض يبقى ليه نسبة من فلوس و اموال عدنان و عمكم لانه كان خاطب عاليا و كانوا على وش جواز ، فكان شايف ان من حقه انه يورثها و ما سكتهوش الا انها كانت مجرد خطوبة و ما كانوش كاتبين الكتاب ، لكن غريب رفض باصرار و كان دايما يقول حد الله ما بينى و بين فلوس اليتامى ، و ان ربنا غانيه من فضله و مش محتاج ، حتى كانت سوزان دايما عاملة مشكلة على الفيلا بتاعة عدنان و عاوزة تروح تقعد فيها باى طريقة ، بس لما غريب زهق من كتر المشاكل طلقها
بدر ماقدرتش تمنع بصة الاعجاب اللى بصتها لغريب ، بس رجعت بصت لفادى و قالت له : طب هو ايه علاقة ماجد بغريب
فادى : علاقة زى الزفت ، لان ماجد كان طمعان ينوبه من الحب جانب من تركة عدنان الله يرحمه ، بس طبعا غريب كان واقف له بالمرصاد ، و عشان كده استغربت لما ماجد قاللى ان غريب ساب الدنيا كلها و باع له هو بالذات دار العرض
غريب : انا طبعا مش فاكر ان كنت بعت حاجة و اللا لا ، بس على كل الاحوال ، انا بيتلعب عليا لعبة كبيرة اوى يا فادى ، و عاوزك تساعدنى انى اطلع منها
فادى : انا روحى فداك يا غريب ، ده احنا عشرة عمر ، بس لازم افهم الاول الحكاية و ما فيها
غريب : انا هحكيلك كل حاجة ، انا لما فوقت بعد الحادثة ، لقيت نفسى جوة ضلمة كبيرة بلعانى جواها ، و كمان ما بقيتش عارف حتى روحى ، جالى انهيار ، الدكتور بقى كل شوية يدينى فى مهدئات تنيمنى و تغيبنى عن الواقع ، لحد ما فى مرة اقنعنى انى طول ما انا مستسلم لليأس كده هفضل كده بقية عمرى ، تليفونى اللى كان معايا كان مقفول بابسوورد و ما حدش عرف يفتحه ، فالدكتور صورنى و حط صورتى على الميديا ، و قال فيها على حالتى ، و تانى يوم على طول لقيت ماجد و الست اللى معاه عندى و فهمونى انها اختى و هو خطيبها ، و ادونى التليفون اللى معايا و قالولى انهم ظبطوا التليفون على رنة معينة ليهم هما بس لان لو اى حد عرف انى فقدت الذاكرة ممكن يستغل ده استغلال غلط
و ما عرفتش ان التليفون اللى معايا ما يبقاش نفس التليفون اللى كان معايا فى الحادثة الا لما بدر كانت عاوزة تكلمنى و ما عرفتش ، ….. و ابتدى غريب يحكى لفادى بقية كل الحاجات اللى حصلت بعد كده و بداية شكه فى عاليا و ماجد لحد ما خلص كل كلامه
فادى : ما هو طبعا لو سابوا تليفونك الاصلى معاك هتلاقى امة لا اله الا الله بيكلموك و بيعرفوك الحقيقة ، يا ولاد التييييييت ، دى نصباية جامدة اوى
بدر : طب هم هيستفيدوا ايه من اللفة دى كلها
فادى ضحك اوى و قال : الا يستفيدوا ، دول هيكوشوا على كل حاجة
غريب : طب ليه قدموا لى طليقتى على انها اختى
فادى : دى بالذات اكيد وراها حاجة كبيرة ، و مش بعيد يكونوا هيستولوا على ورث عاليا و عمك
بدر : طب و هو ينفع ، مش المفروض فى اثبات شخصية و مستندات و حاجات كتير لازم تتقدم
فادى : لا ، فى دى ما تفكريش كتير ، حاكم ماجد طول عمره و هو له فى الشمال ، و ما فيش اسهل عنده من التزوير ، ده حتى كل شهادات التخرج بتاعته مضروبة
بدر : كانت عاليا قالت لى ، اقصد سوزان ، قالتلى ان غريب خريج جامعات برة و دارس قانون دولى
فادى بتنهيدة : ده عدنان هو اللى كان كده ، انما غريب خريج فنون تطبيقية و عنده شركة انشاءات على اعلى مستوى ورثها عن ابوه الله يرحمه
بدر باستغراب : طب ما هو معنى ان ماجد ابن عم عدنان و ابن عم غريب ، المفروض ان هو كمان يكون مستواه المادى كويس ، ايه اللى يخليه يلجأ لحاجة زى دى
فادى : ده لو كان مشى عدل فى حياته زى ولاد عمامه ، لكن ده طول عمره ما يعرفش غير اللعب و بس ، غير كده مافيش ، ده لولا انه اقنع عمه انه هيمشى عدل و انه بيحب عاليا و عاليا كمان الصراحة كانت بتحبه و دايما متعاطفة معاه ، لولا كده ما كانش ابوها وافق ابدا على الجوازة دى
غريب : طب و الحل
فادى : انا شايف ان الحل انك تختفى تماما من قدامهم ، لان كده هم بيلعبوا لعبة كبيرة اوى و شكلهم كده ناويين لك على مصيبة ، حتة انهم مفهمينك انك عدنان ، يبقى ناويين يستولوا على حاجة من وراك
بدر : بس المفروض ان عدنان مات ، ايه اللى هيستفيدوه لما يفهموه انه شخص مش موجود على وش الارض ابدا
فادى بتفكير : ممكن بكل بساطة يمضوه على اى عقود على انه عدنان و يسجلوها بتواريخ قديمة
بدر : طب ما هم ممكن يعملوا كده من غير ما يلجأوا لغريب
فادى : لا طبعا ، لان غريب كان خطه زى عدنان بالظبط ، و كان دايما بيمضى على شيكات الشغل المتأخرة بتاعة عدنان وقت ما كان عدنان ما كان مسافر ، و ما كانش حد ابدا بيقدر يكتشفها فى البنك
بدر : و عشان كده كان بيقول لغريب هجيبلك موظف البنك ياخد الفورمة الجديدة بتاعة التوقيع بتاعك
فادى : يبقى اكيد مش موظف البنك اللى كان هيبجى يعمل كده ، الله اعلم كان ناوى يمضيه على ايه ، و خصوصا ان لسه قرار المحكمة بموت عمك و عاليا لسه ما طلعش ، و عشان كده بقول انك لازم تختفى
غريب : بس لو اختفيت ، هروح فين بس
فادى بمرح : هترجع لقديمك يا باشا
غريب : و ايه قديمى ده بقى
فادى : هتيجى تآنسنى فى شقتى ، ما انت زمان ما كنتش بتحب تقعد غير عندى ، ماسيبتنيش غير وقت ما اتجوزت ، و اول ما طلقت رجعت لحضنى تانى
غريب : هو انت مش متجوز
فادى بتنهيدة : لسه يا صاحبى ، انا خاطب نعمة بنت عمى ، و مستنيها تخلص الدكتوراة بتاعتها اللى مصممة تاخدها قبل الجواز
غريب : طب انا هسيب البيت ازاى
فادى : و ايه اللى يرجعك ليه اصلا
غريب : حاجتى و حاجة بدر كلها هناك
فادى بتفكير : خلاص ، انتو تجهزوا حاجتكم كلها و انا هبعتلكم عربية تاخدكم بكرة الصبح ، و قبلها هكون كلمت ماجد و سوزان و طلبتهم فى الشركة لاى سبب
بدر : ايوة ، بس انا ازاى هاجى معاكم ، ما ينفعش اقعد معاكم فى شقة و لوحدى
غريب : يبقى لازم ترجعى اسكندرية تانى
بدر : و اسيبك لوحدك
غريب : لازم ترجعى و قبل ما انا اسيب الفيلا كمان ، على الاقل ما يحاولوش يدوروا وراكى او يفكروا انهم يأذوكى ، ممكن النهاردة تخترعى اى سبب تسيبى بيه الفيلا ، و ما اعتقدش ان حد فيهم ممكن يتمسك بيكى بما انك عاملالهم قلق فى تصرفاتهم
بدر : طب لو انا مشيت ، انت ازاى هتقدر تخرج من الفيلا لوحدك و انت كده
غريب : مش عارف
فادى : مش مشكلة ، انا هتصرف
غريب : هتتصرف هتعمل ايه
فادى : هبعتلك صلاح السواق بتاعى ، هيدخل ياخدك من جوة
غريب : و حاجتى
بدر : انا قبل ما امشى هجهزلك حاجتك ، و صلاح ده يبقى يطلع ياخدها من فوق
فادى : خلاص ، كده تمام
غريب : طب و بدر هترجع اسكندرية لوحدها ازاى
بدر : اكيد هتصرف مش قضية
غريب : ماتنسيش ان معاكى عنتر
فادى : هى لاسى فين صحيح
غريب : هى لاسى دى تبقى الكلبة بتاعتى و اللا بتاعة مين
فادى : بتاعة عدنان الله يرحمه ، بس لما مات انت اخدتها و بقت على طول معاك و متعلقة بيك جدا
غريب : انا لاحظت انها طول الوقت بتبقى قاعدة قريبة منى
بدر : طب و هتسيبها لوحدها و اللا هتاخدها معاك
فادى : خليها معاك يا غريب ، انا هوصى صلاح يجيبها معاك
غريب : انا متشكر اوى يا فادى ، مش عارف من غيرك كنت هعمل ايه
فادى : ما تقولش كده ، احنا طول عمرنا اصحاب و اخوات
غريب : تحبى ترجعى اسكندرية امتى يا بدر
بدر : ممكن النهاردة
فادى : انا شايف كده برضة ، عشان نقطع عليهم السكة فى اى حاجة ناويين عليها
غريب : طب هو ممكن اللى اسمه صلاح ده ييجى يوصلها اسكندرية عشان اتطمن عليها
فادى : ااه طبعا ممكن ، خلاص اول ما تبقى جاهزة كلمينى ، و انا هبعتهولك اكنه اوبر ، و هياخدك من جوة الفيلا
بدر : بس كده الشغالين ممكن يعرفوه بكره لما يروح لغريب
فادى : عندك حق ، خلاص هخليه يستناكى على الباب من برة بعربيتى و ما ينزلش من العربية ، و بكرة ان شاء الله يروح لغريب بعربية تانية
غريب : ماشى يا فادى ، و مد له ايده بتليفون و قال له : سجل لى نمرتك هنا
فادى اخد التليفون عشان يسجل له الرقم ، لكن لقى التليفون مقفول برقم سرى و معرفش يفتحه
بدر : مش مشكلة ، انا هديك الرقم ، و بعتتله الرقم بتاع غريب على تليفونه
غريب : احنا لازم نمشى لانهم هيشكوا فى خروجنا من البيت
بدر : طالما ما كلموش حد فينا لحد دلوقتى يبقى ما عرفوش حاجة
غريب : طب ياللا بينا
فادى لبدر : ياللا هوصلكم و انتى اول ما تجهزى كلمينى و انا هبعتلك السواق على طول
…………………
فى الوقت ده كان ماجد و سوزان فى المستشفى و قعدوا مع الدكتور اللى هيعمل العملية اللى قال لهم : يا جماعة الدكتور چون متفائل جدا و قال ان حالة عدنان بية لو صبرنا عليها شهر كمان ، الكيس الدموى ده ممكن يختفى تماما طالما انه اتأثر بالعلاج و حجمه ابتدى يقل
ماجد : للاسف ، عدنان بية مش صابر و مصمم انه يعمل العملية
الدكتور : لكن العملية فى الوقت ده خطورتها اكبر بكتير
ماجد : انت عارف ، عدنان بية حالته النفسية وحشة اوى ، و عشان كده مش صابر ابدا ، حتى لما قلنا له ان فى الحالة دى هتدخل العمليات على مسئوليتك الشخصية ، قال انه ماعندوش اى مانع انه يمضى على الاقرار ده
الدكتور : بس احنا فى الحالة دى هنحتاج حد من اهله من الدرجة الاولى يمضى معاه على نفس الاقرار
ماجد شاور على سوزان و قال : اخته موجودة ، و هتمضى على كل الاوراق اللى انتم محتاجينها
…………...
غريب و بدر نزلوا من عربية فادى بعيد عن الفيلا ، و مشيوا مع بعض لحد الفيلا اللى اول ما وصلوا عندها لقوا ماجد فى وشهم و كانت عينه بتطلع شرار ، و اول ما شافهم بص لبدر بغضب و قال : انتو كنتو فين ، و مين اللى سمحلك انك تاخديه و تخرجى من غير اذن حد فينا
بدر بثبات : طلب منى انه يخرج يمشى رجله ، و بعدين احنا ما بعدناش ، احنا كنا بنلف قريب من الفيلا
ماجد بغضب : بعدتوا و اللا ما بعدتوش ، الموضوع ده ما يتكررش
بدر : في ايه يا استاذ ماجد ، ازاى حضرتك تتكلم معايا بالاسلوب ده
ماجد : اسلوب ايه و زفت ايه ، انتى لازم تفهمى حدودك هنا لحد فين ، و ماتنسيش روحك ، انتى مش اكتر من واحدة بتشتغل عندنا
بدر كانت لسه ماسكة غريب من دراعه ، فغمزته فى دراعة من غير ما حد ياخد باله و قالت : و انا ما ينفعش استمر فى مكان بتعامل فيه بالاسلوب ده ، انا هرجع اسكندرية النهاردة
غريب فضل ساكت تماما و ما اتكلمش فبدر قالت له : سامحنى يا غريب ، ما كنتش اتمنى انى اسيبك بسرعة كده
غريب : هو اكيد ما يقصدش يا بدر ، هو بس تلاقيه قلق علينا
ماجد بنرفزة : لا اقصد ، افرض تهت منها و ما عرفتش تعتر فيك ، و انت ماتعرفش اصلا معلومات كفاية ترجعك هنا تانى ، يبقى ايه الحل ساعتها ، و اللا هنقعد بقى ندور عليك و نقول راجل تايه يا اولاد الحلال
غريب بحدة : ما تحافظ على كلامك معايا يا ماجد
ماجد : لما الاقيك متحمل مسئولية الموقف اللى انت فيه ابقى احافظ يا غريب
بدر : عموما ما اعتقدش انى هزعجكم تانى باى شكل من الاشكال ، انا هطلع احضر حاجتى و هطلب اوبر توصلنى ، عن اذنكم
غريب : بدر ، انا مش هطلب منك انك تفضلى ، بس من فضلك ، وصلينى اوضتى فى سكتك
بعد ما طلعوا على فوق ، و كل واحد قفل على نفسه بابه ، بدر راحت له من البلكونة ، و لمت له كل هدومه فى شنطة لقيتها فوق الدولاب ، و خبتها تحت السرير و قالت له : خليك فاكر ان مافيش هدوم فى الدولاب ، يعنى هتفضل بهدومك دى لحد ما فادى يبعت ياخدك ، و انا هروح على اوضتى احضر حاجتى و همشى على طول
غريب : خدى بالك من نفسك يا بدر
بدر : صدقنى كان نفسى افضل معاك ، بس مجبرة
غريب : اتأكدى ان عمرى ما هنسى وقفتك جنبى اليومين دول ، و يمكن ربنا يريد انى اقدر ارجع لحياتى من تانى و ارجع من تانى غريب اللى انتى و فادى حكتولى عليه و ساعتها اكيد هجيلك و نحتفل مع بعض
بدر رجعت على اوضتها و كلمت فادى يبعتلها السواق و حضرت حاجتها و نزلت اخدت عنتر و خرجت من الفيلا ، لقت صلاح مستنيها ، فاخدها و مشي على طول و فضلت طول الطريق تدعى ان ربنا يسلم غريب من اديهم
بعد ما بدر مشيت ، سوزان ( اللى مسمية نفسها عاليا ) قالت لماجد : مش شايف انك زودتها اوى معاهم
ماجد : لا مش شايف ، لو كنت سكتت ، كنتى هتلاقيها شوية شوية مستحوذة عليه بالكامل ، و بعدين مدية لنفسها حقوق مش بتاعتها
سوزان : لا و البية شكله هيمان على الاخر ، بس مش ملاحظ انه سابها تمشى بسهولة ، و حتى ما حاولش انه يدافع عنها
ماجد : ما تنسيش انه دلوقتى حاسس بالضعف ، و عارف انه مالوش غيرك ، و طبعا انا ابقى خطيبك اللى قايم على كل شئونك ، فلو زعلنى ، انتى هتزعلى على زعلى ، و اعتقد ان زعل اخته الوحيدة و اللى مايعرفش حد فى الدنيا دى غيرها .. مش سهل ابدا عليه
سوزان : طب و هنسيبه كده ، و اللا هنتكلم معاه
ماجد : تؤ ، ابقى روحيله انتى ، و حاولى تقوليله كلمتين ناعمين تنسيه اللى حصل ، و انى كنت مرعوب عليه و خايف من اللى اسمها بدر دى لا تستغل حالته و تأذيه باى شكل و كده يعنى
سوزان : طب و لو طلب اننا نعتذر لها مثلا و نرجعها
ماجد بتفكير : و ماله ، ابقى قوليله ان خلاص العملية بعد كام يوم ، و لما يبقى يستقر فى المستشفى هتخلينى اكلمها عشان تجيله
سوزان : و اشمعنى يعنى
ماجد : نكون مضيناه على كل اللى احنا عاوزينه من غير رقيب و لا حسيب
بدر كانت طول الطريق لاسكندرية دموعها على وشها و قلقانة جدا على غريب ، و كانت طول الطريق عمالة تعمل بحث على النت عن اسم عدنان و غريب ، و اتأكدت من كل كلمة فادى قالها لهم ، و لقت اخبار عن حكم المحكمة اللى طلع بوصاية غريب على ولاد عدنان ، و خبر بان المحكمة عينت غريب لتسيير اعمال عمه ابو عدنان لحد ما تمر فترة الاربع سنين على مايثبت وفاته قانونا هو و عاليا ، كل الكلام اللى قريته خلاها بقت مرعوبة على غريب و بقت خايفة ان ماجد و سوزان يستغلوا بعدها عنه و يأذوه ، و اول ما عدت الاستراحة ، ماقدرتش تقاوم رغبتها انها تتطمن عليه ، فاتصلت بيه و اول ما رد عليها قالت له : غريب ، عامل ايه
غريب بخفوت : قاعد فى اوضتى من ساعة ما مشيتى
بدر : و هتفضل حابس روحك كده كتير
غريب : ايوة ، مش هخرج من الاوضة غير بكرة الصبح لما يحصل المراد
بدر : خايفة فادى ما يعرفش يتصرف
غريب : انا متفائل ما تقلقيش ، بس عاوزك تاخدى بالك من روحك و اول ما توصلى بالسلامة كلمينى
بدر : ماشى حاضر ، بس ابقى رد عليا على طول عشان ما اقلقش عليك
غريب : ماتقلقيش ، انا حاطط التليفون فى جيبى عشان احس بصوته اللى انتى ظبطتى التليفون عليه ، انتى وطتيه اوى
بدر : ما انا مش عاوزاهم يحسوا انى على تواصل معاك ،انا قلقانة اوى و حاسة انى مش هيجيلى نوم قبل ما فادى يكلمنى و يقول لى انك خلاص بقيت فى امان معاه
غريب بصوت دافى و هامس فى نفس الوقت : خايفة عليا
بدر بنفس النبرة : مرعوبة
غريب : و انا كمان
بدر : انت كمان خايف
غريب : عليكى
بدر : خايف عليا انا
غريب : يمكن تستغربى كلامى او ماتصدقيهوش ، يمكن ما عرفتكيش غير من كام يوم ، بس صدقينى … حاسس انك حاجة مهمة اوى بالنسبة لى ، عشان كده حبيت انك تبعدى عن كل ده ، الاول كنت حاسس ان انتى الوحيدة اللى تنفعى تبقى عينيا اللى بشوف بيها اللى بيحصل حواليا ، لكن وقت ماحسيت بالخطر ، اول حاجة خطرت على بالى انى احميكى انتى و ابعدك عن اى حاجة ممكن تأذيكى
بدر بخفوت : بس انا لولا ان ماكانش ينفع اقعد معاك انت و فادى …..
غريب قاطعها و قال : و انا عمرى ما كنت هسمح انك تبقى موجودة فى مكان مع راجل غيرى شايفك و انا لا ، و لا هسمح انى ممكن اعرضك لاى خطر و انا عارف انى عاجز انى احميكى يا بدر
بدر بخفوت : متشكرة
غريب بتنهيدة : انا اللى نفسى اشكرك بطريقة تليق بيكى و بدعى ربنا انه يحقق لى اللى بتمناه عشان اقدر اقدم لك الشكر ده
بدر : و يا ترى ايه اللى بتتمناه
غريب : صدقينى اول ما يحصل .. هتكونى اول حد على وش الارض يعرفه
بدر بحمحمة : طيب انا اول ما اوصل ان شاء الله .. هكلمك اطمنك ، و هكلم فادى يتابعك ، بس انت دايما اتأكد ان باب البلكونة بتاعتك مقفول
غريب : تربستها اول ما رجعتى اوضتك ، و الباب كمان
بدر : ما حدش حاول انه يطلع لك
غريب : الهانم طلعت و قعدت تخبط و تنده ، و لما لقتنى ما رديتش عليها زهقت و سابتنى و نزلت
بدر : عموما حرص على نفسك ، على ما فادى يقدر يتصرف ، لا اله الا الله
غريب : محمد رسول الله
……………….
تانى يوم الصبح على الساعة عشرة ماجد صحى على صوت تليفونه ، و لما رد لقى فادى بيكلمه و بيقول له انه لازم يروح الشركة الام ضرورى ، عشان فى فاكس وصل من كيت مامة يزن و مرام و بتقول ان الفلوس الشهرية بتاعتها ما وصلتش من الشهر اللى فات ، و انه عرف ان غريب مش عندها و الشغل متعطل جامد فى المجموعة ، و كمان قال له ان كيت لما اتصل بيها قالت له ان الفلوس لو ماوصلتلهاش هتنزل مصر خلال اسبوع واحد
ماجد قام بسرعة و قال : طب ما تقلقش ، انا جايلك حالا
ماجد لبس بسرعة و جاى يخرج فسوزان لمحته و راحت عليه جرى و قالت له : مالك بتجرى كده ليه على الصبح ، فى ايه
ماجد : مصيبة ، كيت ناوية تنزل مصر
سوزان بشهقة : ليه ، اشمعنى يعنى
ماجد : الفلوس اللى كان غريب بيبعتهالها كل شهر ماوصلتلهاش من الشهر اللى فات ، و فادى بيقول انه عرف ان غريب مش عندها
سوزان بخوف : يا خبر اسود ، طب و بعدين ، انت رايح على فين دلوقتى و سايبنى هنا لوحدى
ماجد : رايح شركة عمى ، عاوز اشوف الفاكس اللى اتبعت ده بعينى ، و اشوف معلومات فادى واصلة لحد فين ، و بعدين هرجع على المستشفى عشان اخليهم يسرعوا معاد العملية باى طريقة
سوزان : خلاص ، روح انت على الشركة ، و انا هروح على المستشفى و بالمرة اخلص اوراق العملية اللى محتاجينها كلها
ماجد بتفكير : خلاص تمام ، و ماتنسيش تاخدى معاكى الباسبور اللى اديتهولك اللى باسم عاليا ، ممكن يحتاجوا رقمه و اللا حاجة
سوزان بقلق : و افرض عرفوا انه مزور
ماجد بسخرية : و مين قال لك انه مزور ، انا كل الحكاية انى شيلت صورة المرحومة و حطيت صورتك
عاليا بشهقة : انت بتتكلم جد
ماجد : و جد الجد كمان ، اكيد مش هعمل اى خطوة كده بهبل ، انتى فاكرة انى ممكن انقل املاك عاليا من غير بيانات مظبوطة مية فى المية و ماحدش يقدر يطعن عليها بعد كده ، كل حاجة لما تخلص بالتمام و تتسجل ، هرجع صورة عاليا من تانى مكانها ، ما فاضلش غير شركة عمى اللى الاعمى الاهبل عاوز يسيبها لشوية عيال لسه فى الروضة و لامهم الخواجاية يتنعموا بيها على الجاهز
سوزان : انا لغاية دلوقتى ما اتكلمتش عن حساباتنا يا ماجد ، و انت كل حاجة فى ايدك ، و يوم ما هيحصل حاجة انا مش هلاقيك
ماجد : مش وقتك خالص دلوقتى ، خلينا نشوف المصيبة اللى لا كانت على البال و لا على الخاطر
سوزان بقلة حيلة : ماشى يا ماجد ، انا هفضل معاك للاخر اما اشوف
ماجد : ماشى ، روحى انتى على المستشفى خلصى الاوراق ، و فهمى الدكتور انه لو عاوزه فى المستشفى من النهاردة هيكون ، و ان اهم حاجة العملية تتعمل الاسبوع ده
سوزان بقلق : مش قلقان انه يعمل العملية و يخف
ماجد بابتسامة صفرا : طب ما يخف
سوزان بذهول : يخف ازاى يعنى ، انت مش قلت انك بتعمل له العملية دى عشان يموت و هو بيعملها
ماجد بخبث : او يخف ، و يبص يلاقى روحه ما بيملكش اى حاجة و رايح ورا الشمس
سوزان : طب ما هو ممكن يطعن على كل ده و يثبت انه كان فاقد للاهلية وقت ما تم البيع
ماجد ضحك اوى و قال : الكلام ده لما اكون بلعب ، صحصحى شوية و شوفى جوزك بيلعب ازاى
سوزان بسخرية : جوزى ، هو فين جوزى ده ، ده انت شكلك صدقت اننا لسه مخطوبين
ماجد و هو بيقرب منها بخبث : ما تستعجليش ، هانت ، هو بس يدخل المستشفى و يمضيلى على كل الاوراق اللى محتاجينها و افضالك يا قلبى
سوزان بحيرة : نفسى اعرف انت ليه قلت قدامه اننا مخطوبين مش متجوزين
ماجد بدهاء : لان وقت الحادثة انا و عاليا كنا مخطوبين ، فلما ييجى هو يهلفطله باى كلام … ده لو عاش ، يبقى مخه حصل له حاجة ، و عايش على الذكريات
سوزان بتفكير : و هو يعنى حد هيصدق ان غريب بيهلفط باى كلام
ماجد : لما يكون كان فاقد الذاكرة و مش عارف حتى هو مين ، الف مين هيصدق يا عمرى ، و كل حاجة هتتسجل بتواريخ قديمة من قبل الحادثة ، يعنى بكل بساطة هو اللى هيبقى خاين للامانة و بيتلاعب على القانون ، ياللا انتى زى ما قلتلك على المستشفى ، عاوزك تخلصى كل الاوراق اللى عاوزة تتمضى و ترجعى على هنا على طول ، مش عاوزين حد يلمحك
سوزان : هطلع اجيب شنطتى و اروح على طول
ماجد : و زى ما قلت لك ، ماتنسيش الباسبور ، و انا هعدى على المحامى و انا جاى و هجيب العقود كلها عشان امضيه عليها قبل ما يطلع على المستشفى
سوزان بقلق : انا قلقانة و الله من حكاية المستشفى دى
ماجد بقلة صبر : اسمعى الكلام و ياللا بلاش لكاعة خلينا نخلص ، انا عاوز اروح اشوف موضوع الزفتة اللى عاوزة تنزل مصر دى
سوزان بامتعاض : خلاص حاضر ، خمس دقايق و اكون خرجت وراك على طول
……………
صلاح كان واقف بالعربية برة الفيلا و كان معاه واحد تانى ، و اول ما لقى ماجد ركب عربيته و مشى بيها ، اتصل على فادى و قال له : ماجد خرج لوحده ، ادخل برضة لاستاذ غريب و اللا اعمل ايه
فادى : لا .. اوعى ، استنى و انا هحاول اشوف صرفة نخرجها بيها هى كمان ، المهم انت خليك عندك اوعى تتحرك الا اما اقول لك
صلاح : ما تقلقش انا موجود و معايا منعم اخويا ، و مش ….. ، ايه ده ، دى خرجت اهى هى كمان ، و شكلها بتوقف تاكسى
فادى ببهجة : حلو اوى اهى جت من عند ربنا ، ركز يا صلاح ، اول ما تبعد عن باب الفيلا ، قوللى على طول ، انا معاك على الخط مش هقفل
صلاح : اهى خلاص ، ركبت و مشيت
فادى : استعدوا ياللا ، انا هكلم غريب انبهه ان انتم رايحين له ، عاوزكم خلال عشر دقايق تدونى التمام
و فعلا خلال اقل من ربع ساعة .. كان صلاح و منعم اخدوا غريب و شنطته و لاسى و مشيوا من الفيلا كلها ، و اول ما العربية اتحركت بيهم صلاح كلم فادى ، و بلغه ان كله تمام ، و فادى كلم غريب و اول ما غريب سمع صوت فادى قال : كلم بدر طمنها انى بقيت معاك
فادى فعلا قفل مع غريب و كلم بدر فى ساعتها و بلغها بكل اللى حصل ، و يا دوب بيقفل التليفون لقى ماجد داخل عليه و بيقول : صباح الخير يافادى ، ازيك
فادى : اهلا اهلا يا ماجد ، هو انا لازم اكلمك عشان تيجى تشوف فلوسك بيحصل فيها ايه يا جدع انت
ماجد حس براحة و نشوة لما ماجد قال كده ، فقال : ايه اللى حصل
فادى مد ايده بورقة لماجد و قال له : ده الفاكس اللى بلغونى انه وصل من كيت ، و طبعا كلمتها بعد كده ، و لقيتها بتقول لى انها ما تعرفش حاجة تماما عن غريب ، انا مستغرب جدا من كلامها ده ، و حاسس ان فى حاجة فى القصة دى مش مظبوطة ، و مش فاهم هى بتنكر وجود غريب عندها ليه ، هو حد هيقول لها استقبلتيه ليه ، او يمكن يكون غريب حب يفصل عن كل حاجة شوية الاول و بعدين يروح لهم ، بس برضة مش فاهم ليه غريب يسافر كده مرة واحدة من غير ما يقوللى و لا حتى يدينى خبر ، هو انا هقول له يعمل ايه و ما يعملش ايه
كلام فادى لماجد خلاه يتطمن اوى من ناحية فادى انه مش شاكك فى حاجة ، خصوصا انه عارف علاقته بغريب طول عمرهم عاملة ازاى ففضل يقرا فى الفاكس شوية و بعدين قال : احنا اهم حاجة دلوقتى نحول لها الفلوس اللى غريب كان بيحولها لها ، عشان تهدى علينا شوية
فادى : دى هتتجنن و عماله تقول انها لازم تيجى تشوف ايه سبب العطلة دى ، و انا بصراحة مش عاوزها تيجى ، مابحبش اتعامل انا فى الشغل مع الستات ، و يا سلام بقى لما تبقى اصلا مش فاهمة حاجة و تقعد تحط مناخيرها فى كل كبيرة و صغيرة .. اتصرف يا ماجد و خلص لى الليلة دى
ماجد بابتسامة واسعة : هخلصك يا عم حاضر ، ابعتلها انت بس الفلوس بتاعتها
فادى : ما انا عشان ابعتلها التحويل ، لازم غريب يمضى على الورق بتاعه ، اجيب انا منين بقى سى غريب اللى ساب كل حاجة فوق دماغى و هج ده
ماجد : ما انت طول عمرك معاك تفويض بنكى منه ، ما تحول انت الفلوس
فادى : انا معايا تفويض عشان امشى الشغل انما المبالغ اللى كانت بتتحول لكيت دى لو انا حولتهالها من الحساب اللى تفويضه معايا ، هقفل الشركة هنا و عند غريب ، ما ينفعش ، اومال انا اتصلت بيك ليه ، لو تعرف توصل لغريب كلمه خليه يتصرف
ماجد بتفكير : خلاص .. ما تقلقش انا هتصرف ، هبعتلها انا الفلوس من معايا على ما ابقى اشوف هتصرف ازاى
فادى : و عاوزك تفوق معايا شوية يا ماجد ، انت من ساعة ما غريب سافر و انت كمان مختفى و انا محتاس لوحدى ما بين هنا و ما بين شركة غريب
ماجد : حاضر يا فادى ، انا بس فى شغلانة فى ايدى كده ، هخلصها و افوق لكم ، ادينى انت بس ارقام التحويل اللى بتحول بيها الفلوس لكيت ، و اللا اقول لك ، انا هكتب لك شيك بالفلوس ، و انت اتعامل زى ما بتتعامل كل مرة ، المهم الفلوس توصل لها
فادى : ااه و النبى عشان مش عاوزين وجع دماغ
ماجد : و عشان ولاد عدنان الله يرحمه يا فادى ، دول مهما ان كان ولاد الغالى
فادى : عندك حق ، ماشى ، انا هنزل البنك اعمل التحويل بنفسى عشان اتطمن ان كله تمام
………………
فادى راح على البيت عنده لقى غريب قاعد و لاسى نايمة تحت رجله ، و صلاح و منعم جابوا له فطار و هو بياكل بنهم لانه ما اكلش حاجة من اليوم اللى قبله ، و قاعدين يتكلموا معاه
فادى : نورت البيت ياغريب
غريب : متشكر يا فادى ، انا مش عارف اشكرك ازاى
فادى بضحك : لما ان شاء الله ترجع لحالتك و تفتكر كل حاجة يبقى لينا كلام تانى ، المهم دلوقتى عاوزك تقوم تلبس ياللا عشان هوديك لدكتور عيون كبير اوى حجزتلك عنده ، و بعد كده دكتور مخ و اعصاب ، احنا لازم نتابع حالتك مظبوط عشان نشوف نعمل ايه و نتحرك ازاى ، ولو الدكاترة قالوا انك محتاج تسافر هسفرك
………………
ماجد رجع الفيلا لقى سوزان قاعدة بتتفرج على التليفزيون ، فقعد جنبها و قال : ها عملتى ايه طمنينى
سوزان : خلاص كله تمام ، و مستنيينا بكرة فى المستشفى
ماجد : و حددوا معاد العملية
سوزان : الدكتور قال لما هيستقر هيبتدوا يعملوا تشيك اب و يحددوا كل حاجة ، بس قال ان العملية بالكتير اوى هتبقى خلال خمس ايام ، انت بقى عملت ايه
ماجد : شفت الفاكس اللى كيت بعتاه ، و لقيت ان اسلم حل انى ابعتلها الفلوس بدل ما نلاقيها نطة لنا و مبوظالنا كل حاجة
سوزان : و بعتتهالها
ماجد : ااه ، كتبت شيك لفادى و هو هيتصرف ، وبعدين شاور بعينه على فوق : طلعتيله
سوزان : لا ، انا قلت استناك لما تيجى عشان نتفق مع بعض هنقول له ايه
ماجد : انا عديت على المحامى ، و هييجى هو و رمزى على الساعة خمسة عشان نمضيه على كل الورق اللى عاوزينه ، و رمزى جاب مشترى هيشيل كله مرة واحدة
عاليا : بس كده مش بتخسف بسعر الحاجة الارض
ماجد : ما احنا لو استنينا نبيع حاجة حاجة مش هنخلص ، و كمان الموضوع هيتعرف ، و بعدين يا حبيبتى لما يبقى معانا فوق الميتين مليون و نسافر و نعيش ملوك مكان ما نحب و من غير ما حد يجيب سيرتنا بنص كلمة ، و يبقوا يدوروا بقى على عاليا اللى قامت من موتها واللى غريب باعلها كل حاجة و هى كمان باعت كل حاجة
سوزان : ده انت الشيطان يتعلم منك
ماجد بضحك : يا حبيبتى خليه يتعلم ، و بعدين كمل بسخرية .. قومى قومى لما نطلع لاخوكى نصالحه طالما عامل زى العيال الصغيرين و مقموص من امبارح
و إلى اللقاء غدا باذن الله فى البارت الخامس
أنت تقرأ
كان يوم حبك
Mistério / Suspenseكان يوم حبك بقلمى .. ميمى عوالى مقدمة ايام عمرنا بتمر مننا يوم ورا التانى ، ايام كتير شبه بعض و ماتفرقش عن بعض ، لكن اكيد كل واحد فينا بيبقى له يوم او اكتر له ذكرى خاصة فى حياته ما بتتنسيش ، و بتبقى ذكرى متعلمة جوانا ، يمكن تكون ذكرى وجع ، او ذكرى...