البداية

1.8K 47 5
                                    

العاصمة 28 ديسمبر 2019 - الساعة 2 بعد منتصف الليل.
ها هو عصام قد انهى ورديته بعد يوم شاق و متعب، متجه الآن نحو منزله منتظرا وجبته المفضلة التي اعدتها له زوجته ، فقد سبق ان هاتفها و اخبرها عن مدى جوعه. تزوج عصام و هناء بعد ان عاشا قصة حب كما التي في الافلام ، فزوجته كانت احد معارف زميلاته في الجامعة ، فهي الاخرى خريجة كلية طب لكن قسم بيطرة. وصل الى الحي القاطن به فهو يعتبر من اعتق احياء العاصمة و احسنها. وصل لباب العمارة رقم 8 القاطن بها لكنه سرعان ما اطلق وابلا من الشتائم بسبب انقطاع النور المتواصل في العمارة فالظلام هو عدو عصام اللدود لأنه ضعيف النظر.
دلف عصام الى داخل العمارة يخطو خطوات حذرة خوفا ان يسقط في السلالم ، لكنه و فور دخوله للعمارة سمع احدا يصرخ في الطابق السفلي ، و بفضوله اقترب من باب المنزل لكي يطمأن ما اذا كل شيء على ما يرام مع الجيران لكنه عند اقترابه من الباب عم صمت رهيب المكان ، لم يعر عصام انتباهه ما حدث فهكذا هم الأزواج تارة تندلع بينهم حرب ضروس و تارة هم كالسمنة على العسل.

الجزائر العاصمة 27 ديسمبر 2001

" ارفعها نحو الاعلى قليلا ، لا ذلك كثير يا احمق" يقول عم محمد لأحد العمال ، فلقد اشترى لتوه محل احلامه ، فهو يطمح منذ ان كان شابا ان يمتلك محلا للحلاقة. فقد امضى 20 عاما من حياته يعمل عند الحلاقين و ها هو الآن اصبح يمتلك ورشة حلاقة خاصة به. يعتبر عم محمد من اعتق و احرف حلاقي الحي. كانت حياة عم محمد عبارة عن دائرة روتينية          - يفتح محله صباحا ثم يقفله مع صلاة العشاء ليذهب فيما بعد للبيت ليجد زوجته كل يوم على نفس الحال ، حزينة مكتئبة لا تبرح مكانها-.فعلى الرغم من تقدمه في السن الا ان عم محمد لم يفقد شيئا من رومنسيته ، فهو لا يزال يعاملها كالملكة ، يحضر لها العشاء و يلقي عليها النكت ، يحاول بكل طريقة ان يرسم الابتسامة على وجهها ، كما انه في بعض الاحيان يغني لها اغاني ام كلثوم. كان الجميع يحب عم محمد فهو معروف بحسن خلقه و جواره.

ماذا لو ؟Où les histoires vivent. Découvrez maintenant