14 فبراير 2002
اغلق عم محمد دكانه بعد يوم شاق فهو يعيش في دوامة روتينية لا يكاد يخرج منها. لكن يومها حدث شيء غريب أخلّ بالمصفوفة. أدار ترباس الباب ثم دلف لشقته ثم نادى زوجته عدة مرات لكن دون اجابة اعتقد للحظة ان مكروها قد حدث لها ، لكنه بعد تفقده لجميع غرف المنزل لم يجدها.
ظل ينتظر حتى نفذ صبره فالساعة تشير الى الساعة العاشرة مساءً و زوجته لم تدخل المنزل فعلى غير عادتها لم تستأذن زوجته ، استشاط عم محمد غضبا و ظل يمشي بغرفة المعيشة ذهابا و ايابا واضعا برأسه جميع الاحتمالات التي قد تجعل زوجته تتأخر في الدخول للمنزل فطيلة مدة زواجهما لم تفعل زوجته امرا مماثلا.
الساعة تشير الى العاشرة و نصف حتى دخلت زوجته و هي تحمل اكياسا بيدها و على وجهها ابتسامة لم يسبق ان رآها على وجهها ، فقد كانت تعاني آخر 5 سنوات من اكتئاب حاد و ها هي الآن تبتسم الأمر الذي اثار ريبة عم محمد الذي ظل يوبخها عن اهمالها البيت و اهمالها لأوامره ثم سألها صارخا " اين كنتي يا رجل المنزل ؟ فقد اصبحت انا من يدخل البيت اولا عكسك " تأهأهت قليلا ثم قالت
" كنت عند امي اتفقدها فقد تقدمت في السن ثم اشتريت لها بعض الملابس و المؤونة ، اما بالنسبة لتأخري فالمواصلات كانت منعدمة " تعالت الاصوات بينهما ثم ذهب كلاهما الى النوم في غرفتين منفصلتين للمرأة الاولى منذ 30 عام زواج.15 مارس 2002
استيقظ عم محمد على صوت أنين زوجته و ترديدها لفظ الجلالة ، لم يلبث ثانية واحدة حتى طلب طبيب العائلة لكي يكشف عليها. فهاهو الآن عم محمد يمشي ذهابا و ايابا في توتر خارج غرفة زوجته ينتظر الطبيب ليخرج و يطمأنه ، لم تمر دقائق كثيرة حتى خرج الطبيب ليزف له الخبر الذي لطالما انتظر سماعه ، فقد اخبره للتو ان زوجته حامل في الشهر الثالث و يجب عليه الاعتناء بها ، سجد عم محمد و شكر الله باكيا كونه سيصبح ابا و سيرزق بطفله الاول بعد صبر طويل.