أحاِديثُ تِحتِ المِطرِ.

20 2 0
                                    




كَمِا قَالَ لَيوِ تِولسَتوْيِ، الجَميعُ يُفكِر بتَغِييرُ العالِمِ لكِن لا أحِدَ يُفُكرُ بَتغَييْرُ نِفسةُ. 

تِجلسُ أحِدِهَمِ عَلىِ حاِفةِ الشِاطئِ، يُغلفُ جَسدِهاِ فُستانِاً طِويلً ذَوِ اللَونِ السَماويِ، تُراقب الاِمواجِ وكأنهاِ تتِحدِثُ إليِهاِ، وِضعتِ أنامِلْها عَلىِ تِلكَ المِوجِاتِ الباِردةِ، أرسلتِ رعِشةً لجِسدِهْا، النَسيمُ يُداعبُ بِشرْتهِا العاِريةِ، تُحلقُ بتلِكَ الأفكِارِ، أخِرجتِ مُذاكِرتْها 



صَباحُ الأحِدِ، هَا أناِ أجلسُ عَلىِ الشاِطئِ الخِلابِ، فَقطَ انِا وتلكَ الأمواجِ، أشَعرِ بأنِ أنتمِيِ لهِذهِ المِكانِ، أشعرِ بأنِ تلكَ الأمواجِ تستِطيعُ فهَمِ ما أشعُرُ بهِ بِطِريقةً ماِ، أتمِنىِ هِذهِ اللحِظةِ تِبقىِ للاِبدِ، ياِ ليتِ أستِطيعَ وِضعِ هِذهِ اللِحظةِ بِزجاجهِ وهكِذاِ أستِطيعُ عِيشهاِ مُجدِداً ومُجددِاً، ما أجمِلِ شعِورِ مُداعبةِ الشمسِ بِوجهيِ والنَسيمِ يُلاعبُ شِعريِ، وصِوتِ الأمواجِ الِذيِ يتراقصُ بمُخيلتيِ، فَقطِ أناِ والبحِرِ"

2004\05\22 



زِخاتِ المِطرِ بِدأتِ تُملئِ فُستانِها وخِصّلاتِها البُندِقيةِ، وضَعتِ مُذكِرتهاِ بِعيداً بِسرعةً كَبيرةً، رِكضتِ نحِوِ تلكَ المِظلةِ الكَبيرةِ، رَسمتِ ملامحِ الأنزِعاجِ علىِ وِجهْهاِ، الآنِ عليِهاِ الجِلوسِ تحتِ تلكَ المَِظلةِ حتىِ يقفُ المِطرِ معِ ذلكَ الغرِيبُ، هُماِ فَقطِ تحتِ المِظلةِ، رمِتِ نِظرةِ سَريعةِ عليهِ تتَفقدهُ، قَميصِ أبيضّ ذوَ أكمامً طِويلةً، بِنطالاً بَيجِ، لكنِ ما يُلفتُ الانتِباهِ هَوَ شَعرهُ ذَوِ الخِصلاتِ الِذهبيةِ، مِلامحُ الفاتنِةً، لاحِظتُهُ يِتقدمُ نِحوهِا، خِفقَ قلِبهاِ شَعرتِ بأنهاِ ستِسقطُ مَن هاِويةِ مُرتِفعةً ومُمِيتةً، "يَبدوِ انِ المِطرِ سيِقفُ قَريباً" نِبرةً ثِقيلةً خِرقتِ مِسامِعهِا، بِدتِ مُرتِكبةً لتِنتِطقَ "أعِتقدِ بأنكَ مُحقِ!" 

سَقطتِ مُذكِرتِهاِ، لتِضحكَ مُنحِرجةً نابسةً "انِهاِ دِوماً تِسقطِ، يإللهيِ!" قهقهَهُ هُوُ بِخفةً عِلىِ قِولهاِ ذلكَ، "لا بآسِ، أدواتيِ دِائماً تسقطِ" لمِحتِ طِلاءِ علىِ أصاِبعهِ، لتِبتسمُ بتفاجئ "هلَ أنتَ رساِمِ؟" هُناكَ تِراكمِ مِنِ الأفكِارِ برأسهِا بِتلكَ اللحِظةِ، أجابهِا بهِزِ رأسهاِ لفِوقِ ولاِسفلِ، "لَمِ أتوقعِ ذلكَ ابِداً" ضَحكَ مُتسائلاً "لَماذاِ هلِ أبدِوِ وغِداً؟" ضِربتِ كِتفهُ بخِفةً لِيسرقِ الصمِتِ المُميتِ الاجِواءِ، فَقطِ أعيُنهماِ تِتحِدثِ، فوِضىِ عارِمةً بدِاخلِ ذلكَ الرجلِ، كِميةِ مِشاعرِ غَريبةً يحمِلهاِ، لمِ يفهمِ ما يِحدثُ بداخلهُ ، تآسفتِ آليناِ بسرعةَ بتوترِ ملحِوظً علىِ ملامِحهاِ، ليِتصنعُ أبتسامةً نابساً "لا بآسِ" مِسحتِ آليناِ جِبينهاِ بخجلِ "لا أعلمِ لماذِاِ استِمر بارتكابِ الحِماقةِ!؟" 

ليُغيرِ المِوضوعِ لانِ التِوترِ بالاجِواءِ أستطيعُ الشعَورِ بهِ، تسألَ هَوَ مُغلقاً مِجرتِيةِ " اِتمنىِ انِ استِطيعِ التِحدثُ معِ القَمرِ أمِ البحِرِ" وسِعتِ أعُينهاِ نابِسةً "هذِهِ مُخيفِ لانِ أريِدُ ذِلكَ بشِدةِ!" تواِصلِ بَصريِ لعِدةِ ثوانً مَعدِودةً، تَوقفَ المِطرِ بعِدِ هِطولِ لسِاعةِ تَقرِيباً لِتنبسُ آلينِاِ "عَليِ الذِهابِ، سَعدتُ للقائِكَ يا..؟" أجابهِا بِسرعةِ "هَاري وَيستنِ!" لتَكملَ هَيَ "يا هاري الرساِمِ!" ضَحكَ يُراقبِ تَحركتهِا لِينبسُ "انتِظريِ هلِ يُمكنكِ أحتساءِ كَوبِ قهوةِ مَعيِ؟" ظِلَ يَحدقُ لشفتِيهاِ

 كماِ تِرونِ! أحببتِهاِ مِن النِظرةِ الاِولىِ. 




الفِصلِ الأولِ : أحَادِيثِ تِحتِ المِطرِ.

أنهِيتُ كِتابةِ الفَصلِ الاِولِ التاِسعةِ والخِمسينَ دِقيقةً صِباحِاً، بِرفقةَ كِوبِ الشايِ خاصتيِ. 

وأتمنىِ صباحِكمِ يَكونِ لطِيفَ ومليئِ بِسعادةِ☆*: .。. o(≧▽≦)o .。.:*☆




لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Feb 28, 2022 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

غُرِباءِ.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن