ذكريات طفولتي

236 15 25
                                    

في صغري كنت أعيش مع والداي وأختي الكبرى (تسوتاكو) في الريف بعيدا عن المدينة في منزل صغير وسط أشجار الصنوبر العملاقة وكان بالقرب من منزلنا جدول مياه، كنت أحب منزلنا كثيرا رغم أن والداي كانا يعملان بجد ليجمعا المال الذي يكفي لنقلنا إلى المدينة حتى أ...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

في صغري كنت أعيش مع والداي وأختي الكبرى (تسوتاكو) في الريف بعيدا عن المدينة في منزل صغير وسط أشجار الصنوبر العملاقة وكان بالقرب من منزلنا جدول مياه، كنت أحب منزلنا كثيرا رغم أن والداي كانا يعملان بجد ليجمعا المال الذي يكفي لنقلنا إلى المدينة حتى أنهما يتغيبان عنا بسبب عملهما ولا نراهما إلا في الصباح الباكر أو في أيام عطلتهما.

أما أنا وأختي كنا نذهب إلى مدرستنا في المدينة، كانت المسافة بين منزلنا والمدرسة طويلة ويجب علينا الاستيقاظ باكرًا لنصل في الوقت المناسب، كنت أتأخر في الاستيقاظ حتى أن أختي كانت تجرني خارج فراشي أو تسكب علي الماء لكي استيقظ، إلى أن تيأس مني وتبدأ بإعداد الفطور وتعم رائحته أرجاء المنزل حتى تصل رائحته إلي بعدها أبدأ بالاستيقاظ وأتناول الفطور وأبدل ملابسي، ثم نخرج ونسير على أرجلنا حتى نصل إلى محطة القطار، وفي أغلب الأوقات كنت أتعب من السير فتضطر أختي لحملي على ظهرها حتى نصل.

كانت أختي أكبر مني بـ ٥ سنوات، فعندما كنت في الصف الأول من الإعدادية كانت في الصف الثالث من الثانوية،كنا ندرس في مدرسة واحدة للإعدادية والثانوية لذا كنا قريبين من بعضنا طوال الوقت، وعند نهاية اليوم الدراسي نزور المتجر ونشتري ضروريات المنزل وبعض الأطعمة، ونعود إلى منزلنا وتقوم أختي بطهي الطعام ونجلس خارجا ونستمتع بالهواء الطلق ثم نذهب إلى الجدول ونغسل الفاكهة بمياهه الباردة، ونرش به على بعضنا حتى نبتل وأصوات ضحكاتنا تملأ المكان.

عندما يكون والدانا في العمل كنت ارتدي رداء جدي وأتظاهر بأني هو وكانت أختي دائمًا تضحك علي لأن الرداء كان أكبر مني أما السيف فكانت تخشى علي من حمله لأنه حاد وأنا كنت ألح عليها بفتحه لأن جدي لم يخرجه من غمده عندما كان يريني إياه
فوضعته أختي على الأرض وسحبته برفق، عندها سطع من النصل لمعة زرقاء براقة، لقد كان جميلا حقا، كان النصل متقن الصنع وكان له واقية سداسية حمراء جذابة، رجوت أختي أن تدعني أحمله فقالت لي أنها تخشى علي من أن أجرح نفسي فقلت لها بأني سأحمله لفترة وجيزة فأعطتني إياه، عندما أمسكته شعرت بإحساس غريب كأنها ليس المرة الأولى التي أحمله فيها وفجأة بدأت أرى أشخاص لم تكن ملامحهم واضحة وكان أحدهم يناديني:
(غيو.. هل أنت بخير؟ هل تسمعني يا غيو؟)
أغلقت عيناي وفتحتهما فكانت أختي ممسكة بي وتناديني فسألتها ماذا حصل وأجابتني بأنه شرد ذهني عندما أمسكت السيف وكدت أن أجرح نفسي عندما وضعت النصل على يدي.
كانت أختي تتسائل إن كانت تلك حقا اللعنة التي كان يتحدث عنها أبي؟ وقالت لي ألا نخرجه من غمده مرة أخرى وإنها سوف تصنع لي سيفًا خشبيا عوضًا عنه.

في أيام عطل والداي كانا يعودان ويحضران لنا الهدايا ويجلسان معنا ويسألانا عن كيف قضينا يومنا الدراسي فكانت أختي تتذمر مني لأني استيقظ متأخرا وأسبب لها المتاعب وأنا أنفي لهما ذلك بنبرة صوتي الخجولة فيقومان بالضحك، وفي بعض الايام يصطحباننا إلى الشاطئ أو نخيم ليلا في الجبال تحت النجوم.

كانت أسرتي رائعة بأبوان محبان وأخت مثالية، حتى ولو لم يكن والداي معنا طوال الوقت إلا أنهما يعوضان غيابهما في أيام عطلتهما، وأختي أيضا كانت تعوضني عن ذلك برعايتها واهتمامها بي حتى أنني لم أكن أشعر بطول مدة غيابهما.

عشت معهم حياة مليئة بالحب والسعادة إلى أن جاء ذلك اليوم وتحول كل شيء إلى رماد متناثر...

عودة المعركة... (بعد حوالي مئة سنة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن