one

3.3K 146 151
                                    

خيال1

.
.

لكل انسان ما يكفيه من ألام ، فلا تتألم و تشكو من ألم دون أن تعرف بمعاناة الاخرين الصامتة.

أخذ ينظر لتلك العملة المعدنية التي تعلو و تعلو حتى تعود لتسقط بكف يده تزامنًا مع انغلاق عينيه و ابعاد أهدابه لتظهر زرقة عينيه العميقة ، ارتفعت العملة مجددًا ثم عادت لتفاجئه بسقوطها على وجهه باللحظة التي صرخ فيها فتى بالثامنة عشر و هو يدلف بلهفة الى غرفته :
" خيال! .. تعال بسرعة!! "

انتفض يجلس بشكل عفوي و هو يحدق بوجوم بصاحب العين الرمادية و الخصلات الكثيفة ذات لون بني غامق  ليجده يبتسم و هو يتحرك نحوه ، ثم وجد نفسه يُجذب خلف الأكبر الذي لم يهتم بقِصره بينما يتكلم باستعجال مع بداية استماعهما للمفرقعات بالخارج :
" تعال معي ، ستُذهَل حين ترى مفرقعات العام الجديد يا خيال! تعال لنشاهدها معًا قبل أن أخرج من هذا الميتم ."

عبس المعني حين سمع أخر كلماته ، باللحظة التي توقفا فيها لينظرا لتلك المفرقات التي تشكل أشكالاً جميلة جدًا بالسماء ، تنهد دون أن يهتم بالأمر فهو كان يفكر بأمر خروج أخيه الاكبر ، أكثر شخص قد إحتواه بالميتم منذ مجيئه ، فأدخل أصابعه بين خصلاته السوداء الكثيفة ليبعثره بانزعاج و بشكل قوي !

" خيال ؟ خيال؟ .. ألا يعجبك ...."

قاطعه جلوسه على الأرض بضجر ، يأخذ تنهيده عميقة ليحبسها داخله ثم يزفرها بضيق ، ففهم الاكبر ما يعنيه ، و قد نزل على ركبتيه أمامه و أخذه في عناق كبير فـ تشبث به المعني و قد انطلقت دموعه قائلاً بغصة ألم تصاعدت في حنجرته :
" أخي تميم لا تذهب و تتركني ، لا أريد أن أكون وحدي بهذا المكان .. الجميع يعاملني بسوء ."

أبعده عنه و مسح دموعه قائلاً للصغير بابتسامة و بعض الاولاد و الفتيات اقتربوا يحيطون به في قلق :
" لا أحد يكرهك ، أنت تتخيل ذلك فقط و..."

اندفعت النيران في قوةٍ مزعزعة المكان حين انفجر شيئٍ ما مولدًا تفجيرًا مفاجئًا دمر الميتم في غضون لحظات!

ارتفعت النيران بلهيبها المستعر ، انتشرت جثث الاطفال و المربيين بالمكان ، بينما هو كان أخذ يحدق على جانبه ، مع الكثير من الاطفال الموتى ممن يحبهم ثم بضعف أخذ يحدق بالسقف ، يراه من تشوش بصره يتحرك جزء كبير منه و يتهاوي فوقه ، ببطء ، ببطء ثم ... إختفت الصورة أمامه و حل محلها ظلام دامس!

بعد عدة أشهر من تلك الحادثة ، و توالي أخبارها في كل وسائل الاعلام و نشرات الاخبار ، كحادثة غامضة قتلت المئات بأكبر مئاتم العاصمة ، كأكبر كارثة حلت دون معرفة السبب المباشر للأمر ، حتى حل الهدوء قليلاً مع مرور عام و قد هدأت الأخبار و لم يبقي شخص واحد فقط ليذكر أمر الميتم الذي احترق بل نُسِف تمامًا بكل من فيه و كأنه أصبح طي النسيان !

خَيَالْ! [مكتملة]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن