(2)

21 0 0
                                    

.................

كان مستمرًا ف التدرجِ والبهتان وبعد أن تَمَلك الخوفُ قلبي صرخت بصوت مدوي "لااااتتخذلني!" .... وانصدمتُ انه وبعد صرختي انتشرَ ضوءٌ شديدٌ  وكأن المكان اشتعل !! وافترضتُ أن هذه اجابته وانها تعني "لن اخذلك "

وبعد برهةِ زمن استوعبتُ انه تبقى لي القليل حتى اصِل واستمررتُ بنفسِ اللهفه ويَكسوني الأمل وتدورُ في رأسي تخيلاتٍ عديده عَن ماينتظرني في الأسفل ..عن مَصدر الضوء .. عن سِر هدوء صديقي الوحيد ..النّزيع..

وعندَ نُقطةٍ معينة واثناءَ انغماِسي في الحديثِ مَعه لكي لا يفقد وجودي .. بدئتُ ألحَظُ توتر الضوء واختِلال وضُوحه فزدتُ من حدةِ صوتي وحمّلتُ نفسي ذنبَ ذلك ..وفجأة اختفى مرة أخرى !!!
اختفى مُعيداً لي فزعي الأول ..ونبضاتُ قلبي المتسارعة..
....ساد الظلام  ....
وبدئت ُ بالذعرِ حقاً .. بدئتُ اصرخ معدداً محاسننا معاً ..ذكرياتِنا معاً  .. عَطفي عليه .. حُبي الكبير له ..
وفي المقابل؟
-صمت-
حتى انه لم يُضئ لي ولو بشكلٍ خافت ولم يتحرك اي ساكن ..

استحل الخوف قلبي .. وبدئت ف الصراخ بصوتي المُتهالِك
..
"انا هُنا في داخِلك اخترتُك انت ولم اكُف ابداً عن محاولتي في الوصول اليك.. انت املي الوحيد وامنيتي الوحيده ..انت اخر ذرة حبٍ تَبقت لي في العالم اجمع.. انت صديقي المقرب والوحيد ..أماني ومأمني سَكني وسَكينةُ قلبي ..انت سَعدي ومُهجتي .. بِك آنستُ وحشتي لا تتركني لها .. ارجوك اضئ لا تنطفئ وتطفئني معك !"

حاولتُ التمسُك لوقتٍ طويل حتى خَارت قوايَ وزَلت قدمي  وماهي ثوانٍ حتى سَقطت!

ولا اذكر انه كان موجعاً بقدر ماكان قلبي متوجعاً
كان سقوطاً لكل شي لأحلامي وآمالي وأُمنياتي ..

دخلتٌ في نوبة بُكاءٍ مَرير

  اذكرُ حينها أن جسدي كان مُنهكاً وقدمي لا تقوى على الحَراك مهما بذلت ويدي غيرُ ثابتةٍ ابداً وأنيني في استمرارٍ وتزايد
....
جُل تفكيري كان في تساؤلاتي..
هل هان عليه سقوطي وخذلاني وانطفائي معه؟
هل استحقُ بعد كل عَطائي وحُبي المُتفاني هذه القسوة القاتِمة؟
هل ما أدى بي الى هذا القاعِ المظلم اندفاعي وفضولي ام محبتي ؟
هل كان وهماً ماشعرت بِه معه ام حقيقة؟
هل هذا عقابٌ لي لسوء فعلته؟
وبكل أسى اخذت نفساً عميقاً واغمضت عيني مدركاً ..
تحالفَ حُبي الوحيد مع عالمي السيئ ضدي وأَني اصبحت حبيس خذلاني وانكسار قلبي.

- انتهى-

النَّزيعحيث تعيش القصص. اكتشف الآن