(1)

36 1 0
                                    

كان ياماكان في توالي الأقدار وقسوه الزَّمان

كنتُ امشي وحيداً في عالمٍ اشبه مايكون بالمُهلك والمُفزع يسودُهُ الضوضاء والشقاء قررت ترك عالمي والبحث عن مكانٍ هادئ ومريح لأُريح قلبي وعقلي معاً ووجدتُ بئراً مليئاً مُغطى بالأَغصان ومحاطاً بالغُبار مكتوبٌ بجانبِه..

"جَفّ من شُح الحَنين وقسوَه العَابرين"

اخذَت نَظراتي ترمُقُ بدقة تفاصيلهُ المُلفتة للنظر وشكلهُ المُتهالِك بدء في شدِّ انتباهي وبدئتُ اقترب منه دُونَ تردد او حتى خوف وتحَسستُه لأطمئن عليهِ خوفاً من أن يسقط منهاراً

فشكله يُوحي أن لا حِمل لهُ لإتكائي واكتشافاتي

كان يبدو صامداً مُتحملاً لِخبَطاتي البسيطة الى أن وقع جزء مِنه!!واسرعتُ مُفزعاً في لَملَمتِه وبدئتُ أُصلح ما سَقط مِنه بسببي وألقيتُ وابلاً من الإعتذاراتِ والقُبلات بكل مافي قلبي من حنان حتى اطمئِنه وأُخفف جُرحه ,وحقيقتاً.. كُنت اعامله كما رَغِبتُ دوماً أن يتعاملَ معي عالمي !

بدئت اكتشفُ فراغاتِه وأملئُها بكُل رِقة وأَجبُر انكساراتِه المنتشرة في أطرافه بكُل اهتمام لم أمل ابداً وأنا أرمِمه وكرستُ جُل اهتمامي فيه أزلتُ ماكُتب بجانبه وكتبت..

"ازهَر من فرطِ الحُب حتى جَف واسكنَ الحنان جوفهُ حتى اثمَر"

كنتُ أُغني له.. أحكي له ..وأشكي له ..أهرب إليه يومياً ..أصبح جزئاً لا يتجزء من تفاصيل حياتي كان مُتسعي الوحيد والهادئ كان أملي الوحيد وصديقي الوحيد أحببتُ تفاصيلهُ الهادئه وسكوته المُطمئن للقلب وقررت يوماً بالإندفاع والقفز داخله لَملَمتُ قلبي وعقلي وشَتاتَ أمري وعند نظري لأسفله ..

رأيتُ ضوئاً قوياً يدلُ على انَ شيئاً مثيراً ينتظرني وظننتُ أنه وأخيراً اثمرَ عَطَائي وأنهُ اصبح صالحاً أن يكون مأوى لي
ولأَحزاني..

بدئتُ النزول اعمقَ فَأَعمَق يَملئُني الأملُ من مُقلتيْ الى اصغر اصبعٍ في قدمي .. كان ضوئُه يقتربُ ويَقترب ولكنَ قاعَهُ يبعُد ويبعُد لكنني لم استسلِم !
وكان إندفاعي له يشتدُّ أكثَرَ فَأَكثر ..حتى وجدتُ نفسي في المنتصف بعيداً اشدَّ البُعدِ عن فوهتِه واقربَ قليلاً لقاعِه وفجأةً!
بدءَ ضوئُهُ يَخفُت تدريجياً وبدئَت رُؤيتي تَنعدمُ تدريجياً ..
اخذتُ في التحدث معهُ والغناءِ له لعلهُ يَصحو ويضيئ !!
اعتقدتُ أن هُدوئي وانشغالي في النزولِ افقدهُ الشعورَ بي وبوجودي فَأَخذتُ أُغني وادندن و اتحدث بشغف كما في السابِق ..
ولكن بِلى ادنى جَدوى كان مازالَ مستمراً في الإنطفاء ..وبَعدها بِلحظات اخذَ الخوفُ يتسللُ قلبي وكنتُ مُحاولاً دَفع الخوفِ عن قَلبي استمرُ في مناداتِه حتى يُضيئ ..حتى لا اتعثر ..حتى لا يتمكن الخوف مني..

النَّزيعحيث تعيش القصص. اكتشف الآن