الفصل الثاني

3.6K 299 2
                                    


  الفصل الثاني

في جو مزيج بين زرقة مياه البحر ورقه السماء

كانت تجلس مي التي تكبر حنين ب3 سنوات ترتل آيات القرآن الكريم بصوتا عذب يملؤه الخشوع فهو رفيقها الذي يأنس واحدتها

كانت هدي تنظر بفرحة علي تدين بناتها الذي كان دائما يوصيها زوجها بها ها قد نجحت بما أوصها به

وعلي الجانب الآخر كانت تجلس حنين بفستانها الأسود الفضفاض وحجابها السماوي بعيناها الشديدة السمار وبشرتها الخمريه شاردة في جمال المياه تتعجب من صنع الخالق عز وجل كانت تبدو كالملكه بجمالها البسيط. أخذت تفكر في أبيها الذي حرمت من أن تراه منذ 5 سنوات من أجل المال

ظلت تفكر في حال والدتها كم أنها كانت تعاني من أجل إسعاد بناتها وكانت دائما تحاول أن لا تشعرهم بفقدان اباهم. فهو تحمل البعد عن عائلته وحرمانهم من حبه وحنانه من أجل تجميع المال لجوازهم ومستقبلهم.

بحثت هدي عن حنين التي منذ أن صعدت الي السفينه وتحولت الي طفله تركض في كل مكان ظلت تبحث عنها حتي يتناولوا الإفطار فهم لم يتناولوا شئ منذ أمس بحثت عنها كثيرا الي ان وجدتها تنظر الي المياه بشرود.

هدي :_حنين انتي هنا وانا بدور عليكي

رفعت حنين عيناها وابتسمت قائله :_ طبعا ياهدهد هبقا هنا انا اول مره اشوف المنظر الجميل ده

جلست بجانبها تتنهد بحزن قائله :_ البحر منظره جميل بس غدار يا بنتي

حنين :_ليه بتقولي كدا بس

هدي :_دي الحقيقه ويالا تعالي عشان نفطر ومتبعديش تاني انتي فاهمه

قامت حنين وتوجهت الي المكان الخاص بهم مع والدتها

مي :_كنتي فين يا حنين احنا قلقنا عليكي

هدي :_كانت قاعده فوق بتتفسح كانها بيت ابوها

حنين بغضب :_ انا امشي برحتي مش دافعه ذيي ذي الكل ولازم اتفسح

مي :_هههههههههه

هدي :_عندك حق تضحكي عليها والله

ثم وجهت حديثها لحنين :_ يا بنتي احنا ستات لوحدنا معناش رجل يحمينا ولازم نتصرف بحذر لحد ما نوصل لابوكي بالسلامه

حنين بقتناع :_حاضر يا ماما

هدي :_ربنا يهديكي يا بنتي

حنين :_بس تفتكري ياماما اي ممكن يحصل لو سفينه زي دي غرقت بينا

هدي بصراخ:_اتفائلي الخير احنا عايزين نشوف ابوكي تقوليلي نغرق انا هقوم من وشك احسن

مي بضحك :_ بدل نبرتي فيها يبقا مش هنوصل بسلام

وبالفعل تناولت الفتيات الإفطار مع والدتهم في جو يملأه الحب والابتسامه وسعاده لقاء الغائب لسنوات

شعرت هدي بنغصه غريبه تحتل قلبها لم تعرف سببها ولكن تملك الخوف بداخلها لتشعر بعدم الأمان حتي انها احتضنت بناتها بخوف لم تعلم ماسبب ذلك الشعور الذي يلاحقها لا تعلم ما هو المجهول ماهو الشيء الذي سوف يحدث ويشعرها ذاك الإحساس المريب كل ما تعلمه أن عليها التضرع الي الله لينجيها هي وبناتها

أما علي الجهة الاخري كان يقف عمار علي أحد أسوار السفينه ينظر للبحر بتحدي كبير ينظر له بعين تعلن التمرد و التحدي كأنه شخص يريد سباقه فعمار شخص قوي شخصيه عنيده كون نفسه بنفسه بعيدا عن ممتلكات والده أبي أن يكون مع والده وأن يعمل بماله أراد أن يكون له مال خاص به فتحدي والده وغادر مع أصدقاءه ليعمل معهم بالخارج فهو يريد أن يثبت ذاته لنفسه ووالده لا يريد أن يعتمد ع مال أبيه

أخذ ينظر للبحر الذي يذكره بقسوه والده الذي فرض عليه رأيه في كل شي حتي الزواج لم يترك له الاختيار بل أراد أن يزوجه من ابنه عمه حتي لا تخرج الثروة خارج العائله حتي تزداد وتزدهر وها هو عمار يعلن تمرده علي ابيه وغادر البلاد من أجل إثبات ذاته

آفاق عمار علي صوت صديق دربه

علي:_ اي يابني مالك بتفكر في اي

نظر عمار بغموض الي البحر الخادع بمظهره الهادئ الجميل يجذب الأنظار اليه أما جوهره مخيف يهتز له الابدان خوفا

عمار بشرود :_ في ابويا

علي :_ماله

عمار :_بفكر لما يكتشف أن خالفت أمره وسافرت هيعمل ايه

علي :_انت غلطان يا عمار في حد يسيب العز والنغنغه ويسافر

عمار:_مش عايزهم يا علي انا عايز ابني نفسي بنفسي مش حد يساعدني عايز اتعب أحس أني عايش مش مجرد اني عايش بفلوس ابويا

علي بندهاش :_اول مره اشوف حد بيحب البهدله تما تاخد الفلوس وتديهم لاخوك الغالبان دا

أنا خاطب بقالي 4سنين ومش عارف اتجوز يا جدوعاان

جذبه عمار بالقوه قائلا :_طب تعال للقرش يأكلك يا خفيف

اتعلق علي برقبه عمار بخوف شديد لينفجر ضاحكا علي مظهره قائلا بضحك :_ جبان

*________________*  

أمواج العشق ..  آية محمد رفعتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن