part 3 الجزء الأول

8.9K 182 2
                                    

تسريع للأحداث
مرت ثلاثة أسابيع وأصبحنا الآن فى نهاية الأسبوع الرابع
وكان الدوار على أكمل الاستعدادات فقد اقترب زفاف مهرة بينما تأجل زفاف ليلى لأنها ارادت أن تتجهز بتآنى وليس أن تسرع فى التجهيزات وأيضاً لتكون مع مهرة خطوة بخطوة
ولاكن عقد كتب كتابهما حتى يتثني له المجئ وزيارة ليلى كيفما شاء

_____________
كانوا يجلسون على البحر
ينظرون اليه بذهن شارد عقب مجيئهم من عند الطبيب
وسماعهم آخر جملة «للاسف.... الورم وصل لمرحلة متأخرة»
جمال بشرود: متقلقيش يا فريدة انشاء الله هتعدي!
فريدة وهى تنظر له وتقول ببكاء: جمال انا عارفة انى خلاص هموت... بس ارجوك متسبنيش ولو لدقيقة لحد ما....
قاطعها بغضب ليقول: متجيبيش السيرة تانى.... دا دكتور مش بيفهم هنسافر وه...
قاطعته لتقول: دا عاشر دكتور يا جمال وكلهم بيقولوا نفس الجمل
جمال: لا اكيد فيه حل
فريدة: متعشمنيش انا عارفة انى خلاص...
جمال ببكاء وهو يحتضنها: لا مش خلاص... مش خلاص انا... انا بحبك وهفضل طول العمر جمبك وانشاء الله هنلف العالم كله بس اشوفك كويسة وبخير
فريدة بابتسامة: فاكر لما اتقابلنا من ١٠سنين... فاكر بعديها بسنة لما وعدتني انك لما هتتخرج هتتقدملى على طول... وبعديها فعلا اتقدمتلى ووالدى رفضك وفضلت كل يوم تيجي وتترفض لحد ماوالدى وافق
جمال: ولو مكانش وافق كنت هخطفك
ضحكت فريدة لينفطر قلب جمال من الآلم
جمال: ارجوكي يافريدة متسبينيش... انتى متعرفيش انا بيبقي ايه احساسي لما كنتى بتباتى بره البيت
ما بالك...
صمت لتكمل وهى تربت على ظهره: بالعكس دانتا هترتاح من المستشفيات والحقن والسهر
جمال: كل دا ميهمنيش..
نفضها ليقول: يلا... مش هنسيب وقت للحزن... تعالى اما نروح الملاهى... احنا هنعالج الكانسر بالحب....
ضحكت لتقول: علاج جديد
جمال: ايوا
__________
كان فهد يعد حقيبته ليقول بتنهيدة: دي اخر مرة هشوفك فيها
ابتسمت فاتن لتقول: ازاى بقي مش وعدت خالتى هتنزل هنا لو فيه شغل!!!
فهد: ايوا بس عشان مزاحمش عليكي الشقة بتاعتك
فاتن وهى تشير للشقة: بالعكس حضرتك من احسن الناس اللى شفتهم فى حياتي واحد غيرك كان استغلنى بس انت حافظت عليا زي اختك
فهد بتأفف: اختى!!!!
صمت قليلا ليلاحظ خجلها فابتسم وقال: خلى بالك من نفسك يافاتن... وابعدى عن خالتك دى... تصوري انها قالتلى انها بنت خالتك وقالتلى انك بتاعة مشاكل وكمان مطرودة من شغلك
نكست برأسها فى حزن وقالت: انا بشتغل تلات شغلانات واتطردت من واحدة ساعة لما كنت جاي +انا عارفة ان مش بيهمها غير الفلوس... او انا اللى وحشة عشان كدا مش مهتمة بيا
فهد بعتاب: انتى من اطيب واحسن الناس الى شفتهم يا فاتن.. انا فخور بيكي... فخور ساعة لما كنتى بتتكلمى عن احلامك وطموحاتك برغم ظروفك القاسية مش بس فى الفلوس لا فى ان محدش ساندك ومع ذلك انتى مفقدتيش املك وسعيك فى الحياة
بحب خجلك وهدوئك حتى فى مشيتك
بحب انك مستغلتيش نفسك ولا عملتى اي حاجة تغضب ربنا لمجرد انك تتنقلى لمستوي احسن... لا عايشة فوق السطوح بس عارفة ربنا وعارفة الحرام م الحلال وصابره
فاتن: بتتكلم عنى كأنك عرفتني!.... انا مش عاوزاك تشوف انى مبهرة.. او تحس انى شخصية تانيه انا مببقاش كدا الا مع الناس الطيبة اللى زيك .. الحقيقة انى كئيبة من جوه ومطفية...
فهد وهو يستمع اى رنين هاتفه ليعلم ان السائق قد نقل المعدات وحان الان الرجوع الى الصعيد
فهد: هتوحشيني يافاتن... لو ربنا رايدلنا نتلاقى تانى هنتلاقى والكارت دا فيه رقمي عشان لو احتجتيني فى اي وقت
فاتن بابتسامة وهى تأخذ الكارت: حاضر... اشوف وشك بخير
_____________
دخلت الورشة لتجده يمضي اوراق شتي
رفع بصره ووجدها فابتسم لتبتسم خجلا
مهرة: زين... بوي شيعني عشان أچبلك الوكل لإن الغفير زي مانتا عارف عيان
اعطته الكيس الذى يحتوي على اطباق مغطاه من الطعام
زين: دا ايه اللى فى الكيس ؟
مهرة: فروچة
زين باستغراب: ايه الاكله دى!
مهرة: دى فراخ كيف مابتسموها عنديكم لاكن الفراخ عندينا حاچة تانية
زين: وايه هى!
مهرة: الفراخ ده بتاع الحمام لاكن وكلة تجيلة اكده عنجول عليها فروچة
ابتسم ليقول: تاعب مامتك صفية معايا كدهو
مهرة: تعبك راحة يولد عمي وبعدين انى اللى بطبخ اصلا.... مايتي بتساعدني بس فى البهارات لانى مش بعرف اضبطها ولا بعرف اضبط المجادير زين
زين بابتسامة: مكنتش اعرف انك ست بيت شاطرة كده!
مهرة: امال كيف هتچوز بعد سبوع!!!
بهتت ابتسامة زين لتقول مهرة بتوتر: فيه حاچة!!
زين ببهته: لا مفيش.... اتفضلى على الدوار عشان هنا فيه رجاله كتيره مينفعش وقفتك كدا
مهرة: حاضر... سلام
خرجت ليتبع بنظراته طيفها وهو يقول: وبعدهالك يازين
جاء جلال ليقول: هى مهرة كانت هنا ليه؟
زين: مفيش
صمت قليلا ليقول وهو يشير للكيس: خد الكيس دا ياجلال واعطيه للغفير عتمان انت عارف انه وحدانى وعيان النهاردة
جلال: حاضر
اخذ الكيس بينما اكمل زين امضته فى الورق

وبعد ٣ ساعات
عاد لزين الى الدوار
دخل ليجد محمدي يقف ويحدث احد الاشخاص ثم تركه واتجه لزين
محمدي: خلصت شغلك يا زين ولاهتعود ؟
زين: ايوا الحمد لله خلصت
محمدي وهو يأخذ زين: طب دلوج هنروح نجعد مع ناس ... چايبهم من مصر بيغنوا زين جوي وخصوصاً الاغانى الدينيه
زين: طب فين بقية الاهل!!
محمدي: چوه
دخلوا مع بعضهم وجلسوا ليروا ان من سيغنون متجمعون فى حلقة
محمدي: اجعد واسمع
بدأوا يغنون

«وَاللَه ما طَلَعَت شَمسٌ وَلا غَرُبَت

إِلّا وحُبُّكَ مَقرونٌ بِأَنفاسي

وَلا خلوتُ إِلى قَومٍ أُحدِّثهم

إِلّا وَأَنتَ حَديثي بَينَ جُلّاسي

ولا ذَكَرتكَ مَحزوناً وَلا فَرِحاً

إِلّا وَأَنت بِقَلبي بَين وِسواسي

ولا هَمَمتُ بِشُرب الماءِ مِن عَطَشٍ

إِلّا رَأَيتُ خَيالاً مِنكَ في الكَأس

وَلَو قَدَرتُ عَلى الإِتيانِ جِئتُكُم

سَعياً عَلى الوَجهِ أَو مَشياً عَلى الرَأسِ»
_______
دخل جلال ليري ان لا احد بالدوار
جلال باستغراب: هما فين؟
كانت تلك الفتاة تجلس على الاريكة وتضفر لبنت صغيرة شعرها
كرمة: وبعدهالك يا خلود.... كل مرة تچيني بشعرك اكده كانوا متعارك مع حد!!!!
خلود: نعملوا ايه ياكرمة مانى لما بلعب الهوا بينكشوا
كرمة بابتسامة حنونة: ولايهمك.. المهم ان هدمتك متتوسخش
خلود: متجلجيش
كرمة: يخوفي من الكلمة دى
ضحكت خلود لتنطلق ركضاً عقب انتهاء كرمة من تضفير شعرها لتلاحظ كرمة ذلك الشاب وهو ينظر لها بابتسامة
جلال: احم.... هما... هما بقية الدوار فين؟
كرمة: كنك من اهل البندر... لهچتك غريبه وهيئتك
جلال: هى الهيئة ايه يعني!
كرمة: متناش لابس چلبية يعني... المهم.. هما فى الدور التانى كلاتهم بيحضروا لناس مغنوتيه فوج
جلال باستغراب: زين مقاليش يعني
صعد للطابق الثاني ثم نظر من اعلى ليري ان كرمة ليس لها وجود
ثم دخل الى الغرفة ليجدهم يستمعون جميعهم للاغنيه التالية
جلال وهو يجلس: عاوز اشرب
محمدي بغضب لانه قطع عليه استمتاعه بالاغنيه: اطحلب من المطبخ
«اطحلب بمعني اشرب»
احد المتواجدين: يبني عكرته ليه وخليته متزرزر؟
جلال: والله معملت حاجة انا بقول عاوز اشرب
_________

زين الصعيدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن