🤍🤍🤍

1.8K 81 11
                                        

في صباح يوم جديد، استيقظت نازلي على صوت خافت منبهها، فتحت عينيها ببطء، وشعرت بتيار خفيف من الهواء البارد يلامس وجهها، كان الضوء يتسلّل من النافذة معلنًا بداية نهار جديد. مرّت أسبوعان ثقيلان، أحداثه كانت كافية لتهزّ جبلًا، لكن ها هي اليوم تستعد للعودة إلى جامعتها، إلى مقاعدها، وإلى حياتها التي كانت تحاول أن تبنيها قطعة قطعة.

دخلت ريم بهدوء إلى غرفتها، فوجدتها واقفة أمام مرآتها، ترتب وشاحها الأسود برقة، عيناها رماديتان تلمعان بشيء من التصميم والهدوء، رغم أثر التعب الذي لم يغب كليًا عن ملامحها.

قالت ريم بابتسامة مشجعة:

"أخيرًا قررتِ العودة... الجامعة اشتاقت لكِ، وأصدقاؤك أيضًا."

أجابت نازلي بنبرة دافئة، لكنها هادئة:

"أظن أنني اشتقت لها أيضًا... لا أريد أن أتوقف عن حلمي، مهما حصل."

اقتربت ريم منها، رتبت أطراف وشاحها، ثم طبعت قبلة صغيرة على جبينها وقالت:

"أنا فخورة بكِ... جدًا."

بعد دقائق، نزلت نازلي إلى الأسفل، فوجدت علي بانتظارها عند الباب، يرتدي ملابس بسيطة، أنيقة كعادته، عينيه تنتقلان بتوتر بين هاتفه والطريق.

لما رأته، توقف عن ما يفعله وابتسم لها ابتسامة خفيفة، لكن عميقة، ثم قال:

"جاهزة؟"

هزّت رأسها بهدوء:

"نعم."

في الطريق إلى الجامعة، لم يتبادلا الكثير من الحديث، كان الصمت بينهما هذه المرة مريحًا، كأنهما اكتفيا بوجود بعضهما البعض.

عندما وصلا إلى بوابة الكلية، التفت علي نحوها وقال بصوت منخفض:

"إذا شعرتِ بأي تعب... أرجوكِ لا تتجاهليه. أخبريني فورًا."

أجابته بنظرة ممتنة:

"أعدك."

ترجلت من السيارة، ووقفت للحظة، تتأمل مبنى الجامعة أمامها، شعرت بأنفاسها تعود للحياة شيئًا فشيئًا، تنفست بعمق، ثم دخلت بخطوات واثقة.

في القاعة، دخلت نازلي وسط نظرات الطلاب، منهم من تفاجأ، ومنهم من ابتسم لها، جلست في مقعدها المعتاد، وأخرجت دفاترها. أتى الأستاذ بعدها بلحظات، بدأ المحاضرة، ولم تمضِ دقائق حتى رفعت نازلي يدها للمشاركة، شرحت فكرة طبية معقدة بطريقة سلسة، جعلت الأستاذ يومئ برأسه إعجابًا:

"ممتازة كالعادة، نازلي... شرحك دقيق وواضح."

ابتسمت بخفة، وكتبت ملاحظاتها بصمت.

عند نهاية الدوام، خرجت من القاعة، متوجهة إلى بوابة الجامعة، حيث كانت سيارة علي تنتظرها في مكانها المعتاد.

ملاكي الحارس 12:01حيث تعيش القصص. اكتشف الآن