الفصل الثاني❤️❤️

22 4 0
                                    

*الفصل الثاني ❤️❤️

دارت العربة حول نفسها عدة مرات قبل أن تتوقف بشكل مفاجئ محدثة صوت انفجار شديد.
كان الهلع يكاد يمزق وجوههم من هول ما عايشوه، وخاصة حين هبط فهد من العربة ليفتش أسفلها وحولها، وعيناه من الدهشة تكاد أن تتدلي من محجريهما، ثم نظر لهم في جنون قائلًا: لقد ظهر أحدهم أمامي فجأة ولم أستطع التوقف، لقد رأيته بعيني وهو يصطدم بمقدمة السيارة وحين حاولت التوقف حدث ما رأيتموه.
خرجت فيروز من العربة واقتربت منه محاولة تهدئته رغم زعرها وهى تقول له: اهدأ يا فهد، لربما قد خُيل لك، يبدو إنك لم تنام بشكل جيد وأرهقك طول الطريق.
هبطت ليلى وانضمت لهما في الحديث هي الأخرى قائلة: لم يحدث شيء، أهدأ، يمكنني أن أقود السيارة بدلًا عنك، على كل حال لقد اقتربنا من وجهتنا.
زفر فهد بضيق وهو مغمض عينيه للحظات ثم فرك جبهته وتقدم من صندوق السيارة ليفتحه ويخرج منه إطار أخر قائلًا: لقد أصبحت بحال أفضل الأن، لا تجزعن وعدن إلى السيارة لنكمل طريقنا.
عادت كل منهن إلى مقعدها وبعدما بدل فهد الإطار البديل بدأ في التحرك مرة أخرى والصمت يسود الأجواء بينهم، فكسرت داليا هذا الصمت والقلق يبدو في صوتها قائلة: لقد خُيل لي أنا أيضًا إنني قد رأيت أحدهم يركض أمام العربة، ثم مر من أمامها فجأة قبل أن تدور العربة حول نفسها بلحظات.
فتدخلت ريم قائلة باستنكار متأففة: ها نحن قد بدأنا بقول الترهات.
فنظرت لها ليلى بحنق وقالت: لا أحد طلب منكِ تصديق الأمر، وحتى أضيف شيء جديد لمعلوماتكِ، يقال إن هذا الطريق بالفعل تسكنه الأشباح من القتلى الذين ماتوا أثناء الحرب العالمية الثانية أو البدو الذين انفجرت بهم الألغام، أو بعض المارة الذين قتلوا في حوادث السير وكل أرواح هؤلاء يخرجن ليلهوا على ذلك الطريق قاصدين مضايقة المارة.
كان الجميع يتابع حديثها وقد بدا القلق جليًا على وجوههم، فأكملت ليلى حديثها وهى ترفع أكتافها لأعلى قائلة: لكني أظن إن هذا يحدث بالليل وفي الظلام فقط وليس نهارًا وفي وضح النهار هكذا.
فقالت لها داليا وقد تلونت وجنتيها حمرة من أثر الاضطراب والخوف: هلا توقفتِ عن قول تلك الأشياء، لقد بدأت ضربات قلبي تعلو وتزيد.
ضحكت ليلى، فقاطعت ضحكاتها ريم وهى توجه لكمة على كتفها قائلة: اعلم أنكِ سخيفة ولن تتوقفي عن سخافاتكِ، إنكِ تتعمدين دائمًا إخافتنا وأنتِ السبب فيما حدث بعدما بدأتي حديثكِ المشؤوم هذا عن الأشباح وقتلى الحروب.
التفت لهن فيروز حين أحتد بينهن الحوار قائلة: اهدأن قليلًا يا فتيات ودعونا نغلق الحوار في هذا الأمر، لقد اجتمعنا سويًا لنمرح وليس لنتعارك، أرجوكم ألزما الهدوء حتى نصل ولا توترن فهد اكثر من ذلك.
ثم التفت إلى فهد وقالت له بلهجة مرحة: فهد، أرجوك أرحنا من ثرثرتهم وأدر لنا مشغل الموسيقي لنمرح قليلًا.
وبالفعل أمتثل فهد لأمرها وأكملوا طريقهم وهم يتمايلون على أنغام الموسيقي العالية حتى بدأ يلوح لهم البحر بزرقته في الأفاق.
        ***********★***********
توقفت السيارة أمام المنتجع السياحي الهادئ، وهبط الجميع حاملين حقائبهم ثم دلفا إلى بهو الفندق الذى كان يمتاز ببساطة وذوق ذو طراز قديم نسبيًا.
بعد لحظات تقدم منهم أحد الموظفين وقام بإتمام إجراءات الوصول، ثم رافقهم إلى جناح تم حجزه خصيصًا لهم يقع بعيدًا عن مبني الإدارة نسبيًا، وقريب من شاطئ البحر الذى تحده الجبال والصخور من كل جانب في شكل جمالي بديع.
كان هذا الجناح مكون من دور واحد به ثلاث غرف للنوم ودورة مياه، وملحق بهم مطبخ مفتوح متصل بصالة كبيرة جدرانها زجاجية تكشف زرقة المياه والشاطئ من خلالها.
دلفت فيروز وأصدقائها إلى الجناح ووضعوا حقائبهم في الغرف، ثم بدلوا ملابسهم سريعًا، وخرجوا جميعًا  ليتفقدوا المكان بحماس.
كان المنتجع ذو موقع متميز على شاطئ البحر الأزرق برماله الذهبية، كما يتميز بطرازه القديم الذي يعطى له انطباع يوحي بالفخامة والأصالة، وخاصة إن قلة النزلاء به اكسبته هدوء وخصوصية تعد من أهم مميزاته، فلم يكن بهذا المكان الفسيح سوى هم وزوجان سائحان أخران يبدو عليهما أنهم من محبي الاستجمام والعزلة.
مروا الأصدقاء عبر الممر الخالي من المارة وصولًا بمطعم الفندق الخاوي، فاتخذوا طاولة وضع لهم عليها الطعام الذى بدأوا يتناولونه وهم يتضاحكون.
بدأت ريم حديثها وهى تنظر للطاولات الفارغة حولها قائلة بملل: يبدو هذا المكان مملً جدًا، فلا يوجد أحد هنا سوانا، نحن والزوجان  اللذان رأيناهما على الشاطئ منذ قليل.
فردت عليها داليا وقد بدا صوتها مرتعشًا قليلًا وقالت: ليس مملًا بالقدر الذى أشعره مرعبًا، لا أتصور كيف سيكون هذا المكان حين يخيم علينا الليل وحدنا هنا، ثم نظرت إلى ليلى وأكملت قائلة: أين عثرتي على هذا الفندق؟ ألم تجدي مكانًا أخر، فالساحل بهذه المدينة بأكمله به فنادق كثيرة، وتمتلئ بالنزلاء والحياة.
ضحكت ليلى وقالت لهم بحماس: لقد قمت بحجز هذا المكان خصيصًا بعدما قرأت عنه الكثير، ثم من الذى يضجر من هذا الهدوء والخصوصية، فيمكننا اعتبار هذا المكان لنا فقط، ثم نظرت لهم جميعًا وقالت بحماس: سنكمل طعامنا ونذهب للسباحة حتى غروب الشمس، وحين يحل الليل سنسهر على الشاطئ فلدينا نشاطات وألعاب كثيرة سوف نقوم بها سويًا.
فنظر لها فهد وهو يضيق عينيه قائلًا بريبة: لا أثق كثيرًا باختياراتكِ يا ليلى، فلجنونكِ وتهوركِ سابقات غير مطمئنة معنا أبدًا، ثم عاد يأكل من طبقه وهو يكمل قائلًا: لكن دعينا نرى ما الذى تخبئيه لنا هذه المرة.
ضحكت فيروز وقالت لهم وهى تكمل طعامها مسرعة: هذا المكان يروق لي كثيرًا اختياركِ مميز جدًا يا ليلى، ثم نظرت لهم جميعًا وقالت بمرح: هيا تناولوا طعامكم سريعًا فالبحر قد أشعل حماسي حين وقعت عيني عليه وأريد ان اركض كي أسبح به سريعًا، هيا ودعكم من تلك الثرثرة.
أنهى الجميع طعامهم ثم عادوا لجناحهم حتى يرتدوا ملابس السباحة، وركضوا للشاطئ، وظلوا يسبحون ويتراشقون بالمياه في مرح حتى رحلت الشمس عن كبد السماء.             *************★**************
حل الليل وخيم الظلام على الشاطئ عدا من ضوء البدر الذى أحتل كبد السماء، مرسلًا أضوائه الفضية لتلمع على صفحة مياه البحر المتراقصة.
كانت فيروز تجلس على مقعدها الخشبي أمام البحر وهي تضع  سماعات الأذن خاصتها تستمع للموسيقي، بينما جلس بقية أصدقائها على رمال الشاطئ أمامها يلعبون بأوراق اللعب.
بعد قليل لملمت ليلى أوراق اللعب من أمامهم في ملل قائلة: ألم تملوا من تلك الألعاب السخيفة؟
فقالت لها داليا في سخرية: وماذا تريدي أن نفعل؟ اقترحي علينا إحدى سخافاتكِ إذًا أم ستقُصِين علينا إحدى قصصكِ المرعبة التي تمضين ليلكِ في قراءتها.
تأففت ليلى وقالت لها بغيظ: انا لا أمزح لقد بدأت أضجر من تلك الرتابة، وأنتم لا تشجعن أحد على أي فعل غير مألوف أو مميز، لذا  دعونا نفكر في شيء أخر نفعله أكثر حماسًا.
فقالت لها ريم بحماس: إذا دعونا نلعب لعبة الزجاجة الدوارة ونقوم بطرح الأسئلة على بعضنا البعض.
نظرت لها ليلى ولم تتحمس للفكرة، ورغم ذلك أومأت رأسها بالإيجاب، ثم أشارت لفيروز أن تنضم لهم ليبدأوا اللعب.
اقتربت منهم فيروز بحماس وجلست معهم بشكل دائري، بينما التقطت ريم زجاجة الماء وبدأت تدفعها لتدور بشكل دائري، ثم توقفت بعد لحظات ومقدمتها تشير إلى فيروز بينما قاعدتها في اتجاه فهد.
فصمت فهد للحظات محاولًا ترتيب أفكاره وإيجاد سؤالًا ليطرحه عليها، ثم قال لها بعد لحظات قليلة: لماذا امتنعتِ كل تلك الفترة عن العودة لمصر حتى في زيارة؟
تنهدت فيروز برتابة مقطبة الشفتان، كأنها تخشي أن يفلت من داخلها ما لا تريد أن تبوح به، فردت عليه بشكل مختصر قائلة: كما تعلم، فأنا مثل الجميع الذى لديه انشغالات والتزامات من دراسة وعمل والتي لا تمنحك الفرصة لفعل شيء، وخاصة حين يمر الوقت وتفر السنوات وتُسحِلكَ الدنيا في طواحينها.
نظر لها فهد بعد اقتناع ثم قال: وما الذى جَدَ حاليًا ؟! فقد جئتِ الأن وأنتِ لم تنهي دراستكِ ولم تستلمي عملكِ بعد.
بدا الضيق والتوتر جليًا على وجه فيروز فصمتت للحظات كأنها لا تريد الإجابة، فتداركت داليا الأمر قائلة لفهد وهى تعيد تدوير الزجاجة: هل ستحتكر الأسئلة جميعها  لنفسك؟ من أصول اللعبة أن تسألها سؤالًا واحدًا وليس استجواب رسمي.
دارت الزجاجة استدارة كاملة وتوقفت مقدماتها أمام ليلى، ففركت داليا يدها بحماس وقالت: أخيرًا سوف أقوم أنا بالتسخيف عليكِ بدلًا عنكِ دائمًا.
ضحكت ليلى بمرح وقالت: لما كل هذه السعادة! أسأليني أولًا عن ما تريدين معرفته، ومن ثم أفرحين بتسخيفكِ عليّ.
فقالت لها داليا بفضول: لمَ أصريتِ على ترتيب هذه الرحلة من حيث اختيار المكان وحجزه دون أن تخبري حد أي تفاصيل حتى وصلنا هنا.
ضحكت ليلى ونظرت لها بخبث قائلة: كان من الممكن إن أخبرتُكم  عن تفاصيل المكان لكنتم رفضتم المجيء.
ارتبكت داليا ونظرت لها بارتياب قائلة: ماذا تقصدين، لمَ كنا سنرفض المجيء، وما به هذا المكان؟
ابتسمت لها ليلى بخبث وهى تعيد تدوير الزجاجة قائلة: لقد اتفقنا إنه سؤال واحد فقط وليس أكثر.
مد فهد يده وقبض على الزجاجة لتتوقف عن دورانها قائلًا بتململ: لقد قمنا بلعب تلك اللعبة مرارًا وتكرارًا حتى الأسئلة باتت متكررة، ألم تملوا؟
اومأت فيروز رأسها بالإيجاب وكذلك ليلى، فقالت لهم ريم بفتور: وماذا سنلعب إذًا، تلك الالعاب التي اعتادنا عليها؟
زمت ليلى شفتيها إلى الأمام وبدأت تطلق صفيرًا منغمًا وهى تفكر، فقاطعتها داليا بفضول قائلة: ليلى، لما قُلتِ منذ قليل إننا إذ عرفنا بذلك المكان قبل المجيء له لربما رفضنا.
رفعت ليلى حاجبيها وعيناها لأعلى قائلة  بتردد: هل تريدي معرفة السبب حقًا ولن تخافي؟
بدا القلق على وجه داليا، فقالت ريم موجهة حديثها لليلى: لا تتلعبي بها، إذا كان لديكِ شيء فأخبرينا به.
صمتت ليلى ونظرت لهم بتردد، فقال فهد: إنك تحاولي إثارة فضولنا وليس إلا.
فضحكت ليلى وقالت له: أقسم لك لم تكن تلك نيتي أبدًا، ولكني لا أريد أن أشغل عقولكم بحديث لا تؤمنون به وليس مؤكدًا لي بعد،
كانت فيروز تستمع لهم صامتة كعادتها دائمًا، لكنها تدخلت بالحديث قائلة: ليلى، كلما تحدثتِ تثيري فضولهم أكثر، أخبرينا أمر هذا المكان وينتهي الأمر.
فردت عليها ريم قائلة: هكذا هى ليلى دائمًا تحب ان تثير الجدال حول أشياء لا يؤمن بها أحد غيرها وأظن الأن إنني عرفت ما تُخفيه.
كانت ليلى تتردد في أمر اخبارهم لكن مع إلحاحهم قالت لهم بجدية: تعلمون إنني أحب التطلع إلى أمور الماورائيات وخلال هذا كنت قد صادفت في إحدى المجموعات التي أتابعها على موقع إلكتروني والتي تختص عن هذه الأمور بإن هذا المكان من أحد الأماكن التي يثار عليها الشائعات.
نهضت داليا عن مجلسها في ضيق وهى تقول لها بتوتر: إنكِ تحاولين إخافتي مثلما تفعلين دائمًا، ولن أبقى معكم لأسمع هذا الهراء.
ثم ركضت عائدة إلى الجناح خاصتهم، بينما بقى الباقية وهم ينظرون لليلى بعدم تصديق، فأكملت ليلى قائلة: لقد تم بناء هذا الفندق منذ قرابة قرن كامل تقريبًا، وتم قصفه خلال أحداث الحرب العالمية الثانية وقتل كل من به، ومن بعدها ظل مهجورًا لفترة طويلة من الزمن حتى تم عرضه للبيع مرة أخرى، والشركة التي قامت بشرائه قامت بترميمه وأعادت فتحه من جديد، لكن قيل فيما بعد نقلًا عن بعض النزلاء والموظفين إنهم شاهدوا أشباح القتلى يسيرون ليلًا بين أروقة الحجرات وفي الممرات،  والكثير منهم يستيقظون مفزوعين ليلًا على أصوات الانفجارات والقصف لكن حين يستيقظون لا يجدون شيء،  وهناك الكثير من محبي الإثارة والماورائيات أتوا إلى هنا وأقاموا به لعدة ليالٍ حتى يشاهدون ما يردد عن هذا المكان.
كان الجميع يستمعون لها بانتباه وهم مشدوهين، وحين انتهت قالت لها ريم بضيق: وبما إنكِ تعلمين كل هذا لما جئتِ بنا إلى هنا دون علمنا.
فقالت لها ليلى وقد بدأ يعتريها إحساس بالخجل: لقد كانت بداخلي رغبة عارمة بتلك المغامرة والتجربة وإن كنت اخبرتكم لكنتم رفضتم.
ردت عليها ريم بغضب وقالت: اهتماماتكِ ببعض الأمور وشغفكِ في تجربتها  ليس مبرر أبدًا على خداعنا، وأنت تعلمين إن البعض منا لا يحب تلك الأمور بل يخاف منها أيضًا.
حاولت فيروز أن تُهدأ من حدة النقاش قليلًا، لكن فهد سبقها قائلًا بعدم اقتناع:  انا لا أصدق هذه الأمور، ثم إننا هنا منذ الصباح ولم نري شيء غريب، وكان قبلنا نزلاء أخرين مؤكدًا لم يروا شيء بدليل إنهم يكملون إقامتهم، والموظفون أيضًا مستمرون بعملهم.
فقالت له ليلى: على قدر معرفتي إن هذه الكائنات لا يمكن رؤيتها أو الشعور بها من قبل أي شخص.
كانت فيروز تتابع حديثها باهتمام فسألتها بفضول قائلة: وأي شخص يمكنه رؤيتهم دون غيره؟
فسبقتها ريم وردت عليها بغيظ قائلة: أن يكون شخص مختلًا بغيضًا مثلها تمامًا.
تجاهلت ليلى حديثها وردت على فيروز قائلة باهتمام: هناك أشخاص لديهم طاقة روحية عالية ويملكون شفافية تؤهلهم للشعور بالكائنات الأخرى ويطلق علي هذا الشخص زوهري، ثم صمتت للحظات مترددة قبل أن تقول: يمكننا أن نجري تجربة كنت قد قرأت عنها سابقًا وبها يمكن أن نعرف هل أحدنا يمتلك تلك الميزات أم لا.
نظرت لها فيروز بفضول وقالت: كيف؟ وما هذه التجربة؟
فقاطعتها ريم قائلة بامتعاض: هل ستتبعين تلك المختلة!
نظرت لها ليلى نظرة مستنكرة ثم قالت لها لتثير غضبها: لا تسخفي من حديثي فقط لأنكِ تتخبطين رعبًا.
حدجتها ريم بغيظ وقالت لها عنادًا: أنا لا أخاف وعلى استعداد الأن لتجربة ما تهزي به لأثبت لكِ إنه مجرد هراء.
تنفست ليلى بعمق وعلى وجهها ابتسامة منتصرة وقالت لهم: هناك تعويذة يطلقون عليها تعويذة الأبواب المغلقة، وهى تعويذة سنلقيها بطقوس معينة لكي تفتح لنا الأبواب وتزيل الحواجز بيننا وبين العوالم الأخرى ومن بعدها تستطيعِ رؤية الكيانات التي كانت لا تستطيع عيناكم رؤيتها سابقًا.
تحفز الجميع من حديثها فنظرت لهم مؤكدة وقالت: هل سيتراجع أحدكم؟
فأومأ لها الجميع مؤكدين في عناد قائلين: لا، لن نتراجع فلنبدأ الأن.
ابتسمت ليلى بحماس ونظرت إلى السماء قائلة باستحسان: القمر الليلة في حالة اكتمال ، أظن أن التجربة سوف تجدي نفعًا.
ثم التفت لهم وأمرتهم أن يجلسون بشكل دائري وأكثر تقاربًا بحيث يكون كل شخص ملتصق بالأخر ويغمض عينيه، بعدما يمسك بيد الأخر بقوة على ألا يفلتها مهما حدث.
وضعت ليلى كوب زجاجي فارغ في الوسط بشكل معكوس وأمسكت يد فهد وريم، ثم أغمضت عينيها وبدأت تقرأ التعويذة بصوت مكتوم بدأ يعلو شيئًا فشيئًا حتى أصبح يصدح في الفراغ والسكون حولها.
مرت اللحظات عليهما ببطء شديد وليلى مستمرة في تلاوة التعويذة، بينما ضربات قلبهم تصيح رعبًا، لكن فجأة سحبت ريم يدها وهى تنظر لليلى بذعر فنفجر الكوب الزجاجي وتناثر شظاياه، ولم تمر لحظة إلا وجاء صراخ داليا مدويًا من داخل الجناح..
يتبع
#آية_سمير
#ما_لا_تراه_أعينكم

ما لا تراه أعينناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن