[٤/٣ ١٠:١٤ م] زوزة اجبيل: "ألغربال"
3 ديسمبر سنة 1974 مرافق يوم ألجمعه كانت الحياة جيده
لا! بل كانت رائعه عندما كان عمري أنذاك 10 أعوام ألعب معا أطفال ألحي"نقيزه"لعبه (شعبيه مشهوره)
كنا نلهو ونصرخ بمرح وحماس فجاء لمحت إمرأة كبيرة في ألسن ولأول مره أراها في ألحي كانت تنظر إلي من فتحة "ألجرد" (رداء شعبي قديم) بنظرات غريبه ثم دخلت للبيت لم أفكر حيال ذالك وعدت ألعب معا أطفال الحي
دخلت تلك العجوز و قابلتها جدتي ألتي تعيش معنا وهي خارجه من المطبخ رحبت بها وبمجيئها ألذي جعلها مسروره وبادلتها ألأحضان دخلت العجوز فوجدت جدتي مجهزا مكانها ألمفضل في غرفة ألمعيشه قطعة قماش من ألرداء ألشعبي ألقديم منقوش بنقشات عريقه "وغربال"
و وعاء فارغ و"كسكسي" كان ذالك روتين مقدس بالنسبه إليها أو سنتها بالأحرى
تفجأت العجوز وتوسعت عيناها وقالت يا محاسن ألصدف في صباح أليوم كنت أقول لنفسي أشعر أني قد أشتهيت تلك ألأكله! دعيني أنا أغربل "ألكسكسي "
لم ترد لها إي طلب جدتي وجعلتها تقوم ماتريده جلست العجوز وبدأت تغربل الكسكسي في حينها شعرت أنا بالعطش الشديد دخلت لكي أروي عطشي فوجدتها تقوم بحركات دائريه بأستمرار وتهمس معا نفسها بتمتمه لأ أعرف بصراحه إذا كانت مشعوذا أم لا فقط ملامحها جعلتني أتوخا الحذر منها قلقت كثيرآ حيال ذالك رويت عطشي ثم عدت لألعب معهم وتركتهن يتناقشن معا بعضهن قالت لها جدتي مابك؟ تهمسين وانتي تغربلي ناظرتها بنظره حاده وقالت لها أني أضع وصفتي ألسريه وهي همساتي
[٤/٣ ١٠:١٦ م] زوزة اجبيل: أنتهت من عملها معا "الغربال" وجهزت جدتي لنا ألعشاء وخرجت لكب تنادي إلي لكي أدخل ونداءها عم أرجاء الحي دخلت للداخل فوجدت ذات العجوز تتجلى في غرفة المعيشه بأصطحاب جدتي جالسات على رقيق من النخله
كان شئ عريق جدآ ومتادول بين الشعوب "
[٤/٣ ١٠:١٧ م] زوزة اجبيل: وهيا تحدق بعيناها إتجاهي نعم أنها ألعجوز ذاتها كان المكان مليئ بالهدوء والتوتر الذي جعلنا في سكونٍ تااام قاطعت جدتي الهدوء بكلاماتها تلك! لا تنظرون إلى الطعام كهذا تفضلو جميعكم هنائآ عليكم
[٤/٣ ١٠:١٨ م] زوزة اجبيل: ومسكت جدتي ألملعقه ألمصنوعه من ألخشب وبدأنا في ألأكل و العجوز لم تتوقف عن ألنظر إلي هذه ألشئ جعلني أشعر بألم أعصاب ألمعده لم أعد أنظر إليها
شعرت في تلك أللحظات أن دقيقه تذهب كاساعه بقينا على هذا الوضعيه لمده تتراوح نصف ساعه او أكثر بقليل هدوء لا تسمع سواء أصوات ألملاعق على ألوعاء ألقيت ألنظر عليها وجدتها متمسكه بقطعة من أللحم بين يداها ألأثنتين وتنظر إلى أللحم وتهفت بكلام صعب أن تعرف معناه ولغته لا أعرف كيف تنطق فيه ولاكن كل ما أعرفه إن هنا إيقنت أنها بالفعل مشعوذا ودخولها إلى بيتنا لن يجعل اليوم يذهب بسلام قاطعت حبل أفكاري بكلمتها تلك وهي تبتسم أبتسامه كاذبه متلبسه قناع المحبه والود تفضلي "يافلانه" من يداي أتوسل أن لا تردي يدي كما هيا أبتسمت جدتي وكانت تريد أن تاخذ قطعة أللحم منها فجاء وبدون سابق إنذار وقفت سارعآ وصرخت لجدتي بخوف كبير " لا تأكلي قطعة أللحم تلك ستؤذيك جدآ"
نظرت جدتي إلي خجلإ من ألعجوز على تصرفي ألذي كان بالنسبة إليها تصرف غبي جدآ وكانت ألعجوز تحدق إلي بنظره مخيفه جدآ فوق ماتتصورون ولم تغض ألنظر عني أبدآ نظرت إليها جدتي بخجل شديد وقالت إسمحي لي أنه طفل كان يمزح معكِ فحسب خرجت من ألبيت وأنا أرتعد من تبك ألعجوز ألذي خيالها لايزال يلاحقني بين عيناي والعجوز تقول لجدتي لابأس حصل كل ألخير مجرد طفل لن أللوم عليه بقيا يتناولن ألغداء حتى توقفا جميعآ عن ألأكل وقفت جدتي لمي تمسك بالوعاء وتضعه في ألمطبخ لم تشعر إلا بدوار شديد في رأسها وعدم توزان خطواتها وقفت العجوز إليها مسرعا وهي تبتسم ومستنصرا بفعلتها ألشنيعه تلك إلا وجدتي أنزهمت و وقعت على ألأرض لم تتوقف العجوز عن ألضحك بصوت ظاهر وكل مالها يرتفع صوت ضحكتها ألشريره أما أنا عدت لكي ألعب وأجول في ألحي فشعرت بالعطش مجددآ دخلت للداخل كان في ذالك الوقت ألسماء شبه مضلمه على حلول ألغروب رأيت خيال عجوز واقفه كنت أعتقد أنها جدتي وظننت أنها لم تعد موجوده قلت لها هل ذهبت تلك ألعجوز المخيفه أم لا؟ ألتفتت إلي بشكلآ غريب ومخيف جدآ كانت طريقه إلتفاتها إلي كان شبيه بالبومه عندما تريد أن تنظر مافي خلفها أرتعبت جدآ لم أشعر في تلك أللحظه بقدماي أبدآ كأنهما متجمداتان وتوسعت عيناي من ملامح وجهها ألمخيف سألتها أين جدتي
قالت وهيا تبتسم بطريقه مرعبه وغريبه أنا هيا جدتك من ألأن هل تريد أن أطعمك من ألكسكسي؟