كناي

فضول

ثم عاد ( كناي) للكوخ مع اشقائه بعد رحلة الصيد. مارين وسط الاشجار الضخمه ليعودوا في هيئتهم البشريه. لابد لهم من الراحه فأن الذئب رغم قوته يحتاج ايضا للراحه.ولكن هل الراحه الجسديه فقط؟ 

لا يعلم (كناي) ما الذي يحدث. لكن تلك الرائحه المألوفه التي دخلت الي انفه، هو متأكد انه يعرفها جيدا.

استيقظ من شروده على صوت شقيقه (بيتا) ليستدير له بكل غضب صارخا به الم اقول لك الا تلهو بالفريسه اثناء الصيد؟وان تنتهي سريعا.و ظل يلقي عليه الكلام و القوانين فهو في هذا الشأن متشدد ولا يغفر اي خطأ يحدث.تاركا له (كناي) المكان ليغادر وهو في نوبة غضب كي لا يؤذي شقيقه. ولم يمر وقت كثير ليقف خلف شجره ضخمه متحولا لهيئة الذئب.و تسلل ليرى تلك المجموعه.فهم الان سبب انشغال وقته.

ليرى تلك الفتاه ذات الرائحه المألوفه تتسلل لتخرج خارج حدود المنطقه الامنه و هو يتابعها بعينيه.الي ان تخطت منطقه الامان و بدأت بالدخول للغابه المحظوره.لقد دفعها فضولها للخطر !!!ظلت تمشي و تتعمق الي ان قفز ذئب بني اللون ضخما امامها.تسمرت في مكانها واتسعت حدقه اعينها و فرز جسمها رائحة الخوف الذي استطاع الذئب شمها بقوه. ولكنها ظلت ساكنه مكانها لم تركض برغم الخوف الذي يتملكها و حدقت في أعين الذئب و حاولت مد يدها لتلمس رأسه!!!ولكنه تراجع للخلف مكشرا عن انيابه و يطلق صوت الزمجره عليها و ركض سريعا بالابتعاد عنها كي لا يؤذيها.

كل ذلك وسط ذهول(سول) التي حادثت نفسها اه ما مشكلة فضولي كلما انتابني اقع في المشاكل .ولكنها ظلت ساكنه مكانها تنظر للفراغ لا يوجد في رأسها اي كلام يقال او افكار وكأن انعدم من داخل دماغها كل شئ. ثم فاقت من هذه اللحظه و استدارت و عادت للمخيم.

عند عودة (كناي) شرد لبعض الوقت وهو يتوسط مجموعه اشجار ضخمه.سائلا من تلك انها كانت في الغابه مثل الورقه البيضاء. مميزه وسط الاشجار واضحه ولامعه ذات رائحه مألوفه. انها تجعلني اصمم على ان اعرف من هي. ولماذا لم تخاف مني؟ فهل يرى البشر كل يوم ذئب ضخم؟ انها فتاه غريبه و مثيره ولكن فضولها سيؤدي بها للمشاكل حتما.

و مر باقي اليوم بسلام الي ان جاء الليل فإن هذه الليله مختلفه. انها ليله القمر المكتمل. وهذا يحمل معه الكثير من المعاني؟

وفي المخيم جلست المجموعه سويا يتحادثون و يشغلون وقتهم. 

وفي المنطقه المحظوره خرج(كناي) و اشقائه فإن اكتمال القمر يعني لهم الكثير !!! ركضوا بسرعه الي الغابه متحولين في هيئة الذئب. محدثين ضوضاء وارتباك حتى للطبيعه نفسها و كأن الهه القمر القت عليهم تعويذه للجنون.الي ان نظروا للقمر و تواصلوا بالعواء جميعا في وسط سيطرة الليل بهدوئه و غموضه و فرض هيمنته. شق صوت عوائهم قلب الليل. ليصل الصوت للمجموعه لينتابهم الخوف و القلق.شد ذلك أنتباه (سول) اهذا له علاقه بذلك الذئب الذي رأيته؟ ولماذ لم اشعر بالخوف وقتها والان ايضا لا اخاف؟