ننساهم لكيلا نفقدهم

644 18 1
                                    

ننساهم لكيلا نفقدهم

تأليف
حسين عبد الحسن محسن

أُحاول أن أقول شيئًا مهمًّا ، نعم سأُحاول فقط ، شيئًا لن يخطر على بالك مهما حاولت أن تقول شيئًا مهمًّا مثلي .
غثيان حِبْريّ مفصَّل حسب تفاصيل الهروب الواثق بنفسه .
تلك شقوق الارتماء لذلك البُنِّيّ السحيق .
التقط صورة لقوس قزح ؛ لا مزيد مِن الشبهات .
آخِر أوقات العَدَم ؛ هل تقصد انه يعتمد على لون معروف .
اختر بصمت فلا نريد أن نُقلق الاشتهاء وَحِدَّة النبرة المتفائلة .
انك على الأرجح تشكِّك في صلابة النفور .
ما الذي دفع صداعك المتّزِن لعرض بعض المناسبات الطارئة على جمهور الأبعاد الأربعة ؟
كنتُ أسير في منتصف الطريق حيث التقاء الجانبين مع الأهداف والقارعة وشرطي المرور .
لماذا انكبس وتكلَّس الصمت حين ضجّ لسانك باللعاب .
سأبيع كلبي ولن أتسوّل ؛ فقط عَلَي أن أنهض مِن الكرسي الذي وُضِع على رأسي بهدوء .
لن توقفك سيّارة فالطريق على وشك العبور .
عليك أن تتذكّر الآن ، نعم شعرت ان لدي قدرة جبّارة على حَلْب القَلَم .
ليتك تشاهد مقاومة الإغراء حين تضجّ القاعة بسخرية الممثِّل مِن خفّة حركات لا تنتمي للنص الأصلي .
صَفَّقَ الجميع فصفّقتُ معهم كي يتساقط الغُبار عن راحتاي بعدما نظّفتُ بهما مقعدي ؛ كنتُ جالسًا في الأخير أستمتع بمشاهدة المتفرّجِين ؛ قدّموا لي فنجان شاي ، يا إلهي فنجان واحد لا يكفي رغم انني ما أنهيته .
اكتملي أيتها الحيلة يا آخِر نوع مِن الأقزام العابرة بارتياب قدّيس .
الصدى الناعم بإمكانه أن يغوص في الأعماق .
ذلك العَنْبريّ المشبوه ؛ تلك الفريسة ذات الآذان الضخمة تحاول أن تشقّ طريقًا في البحر الغائم .
يتحسّس الماء ، ربما كان الغريق هو الضوء الأزرق ، يا لها مِن أصابع مضمومة ، ينبتُ تحت أظفاره أوردة لدائنية .
كم حاولت أن أجد تلك المهجورة غير المعزولة ، تلك الباردة الشمعية المتسرّبة في أشعة المياه ، شفاه ملتصقة بمشابك تنعيم الشراب .
إلى أين يغوص ذلك الذي لم يتبقّى منه سوى الذيل ؟ تتابع هزّاته ثمّ ينجرف مذهولًا .
هناك ريش في القاع ، لا بل زناد مغطّى بالزيت ، أتقصد انه الأخير مِن نوعه .
قيء في كلّ مكان ؛ الرماح تغطّي سطح البحر بينما كانت السفينة تختبئ خلف الأمواج .
الأسنان مشرقة والهدايا ثمينة والنسيان ركن مِن أركان التخلّي الحُرّ .
القيء المغسول حديثًا بالدموع .
ارفقي بسكّينكِ أيتها الأداة المعدنية .
لن تتصاعد الغيوم مِن هذه المرآة المحنَّطة بِشُكْر قديم .
عجبًا أتنزلق الأسماك بزعانفها على شكل اندفاعات متتالية للمريض الوسيط .
لن أنتظر سفينة أُخرى ولا ضفدع آخَر فجميع أشكال السقوط لها لهجة العَمَى .
أين تسقط ؟ هلّا تحدّثتَ معي قليلًا قبل أن تخدش لمعان السِّكِّين ...
إذًا انتظرني فهناك لغة بعد لغة وسقف تحت سقف وشمس تحت شمس .
فلترضِع صغارك قبل أن تهبّ العاصفة ويمتحننا الله بنجوم مِن زَبَد العَدَم .
قراصنة المنفى يرشّون المِلْح على بعض الأزهار الناعمة ، لا تقلها ، لأجلك فقط .
ليس لهذه المرآة صَدًى فلنغرق كلانا وإلّا فاتنا الكثير مِن المشاهد البحرية .
أنت يا هذا اختر انتحارًا لا ينتقص مِن شأن السكينة ، بينما أنا سأختار إلهًا حياديًّا .
أمّا أنا سأختار إلهًا ينتصر للكلّ مِن أجل لا أحد وهذا اللاأحد هو بعينه .
تلألؤ النجوم وارتعاشة المساء والفرشاة التي هذّبتها السِّنين .
ان كنت ابن اللوحة فأنا أُجادِل السقوط الحُرّ مِن أجل اتّزانها .
ينقصنا الكثير مِن الرؤوس ذات الجمجمتين لمعرفة أعظم عيد ميلاد هنا ؛ لأنك ان أشعلتَ شمعة بأُخرى واستطعتَ أن تثبِّت الدُّخان على إيقاع واحد ، حينها ان فتحتَ النافذة وأعدتَ النظر في ترتيب الغيوم قد ترى قوس قزح بلون واحد .
لا مهرب مِن ذلك الرسول الذي ينتظر في الأسفل حيث الرشق بالاعترافات التي لن يفهمها أحد .
كم أنا مسرور بالنزول إلى بطن الحصان ذو الساق المعدنية .
اختر ما شئت لملكتك المعذَّبة مثل إكليلها الخيزراني .
أحدنا يحاول أن يغنّي بدل أن يكذب .
دعنا الآن نقلِّب الوجه الثالث لقناع السِّكِّين المتصبِّبة عرق أحمر .
اختر أيّة ذاكرة تروق لك ، هل تظن ان الرمح المسنَّن بإمكانه الصمود في أعقاب الإلهام العَفِن للصيد الجائر ؟
لقد قلت كثافة الثلج فازداد الانهيار حِدَّة .
قارنت نفسي بالتدحرج وأنا مغمض العينين ، إلى مَن سيهتفون انه صيّاد ، صيّاد .
يطير الحمام ولا صدى إلّا للقَشّ .
كونوا حذرِين مِن هذا الضباب ذو المناقير الزرقاء أيها البَحَّارة .
العَمَى التقليدي يسيطر متأمِّلًا في آثار سفينة نصفية لم تبحر بعد .
ما عساه يفعل ذلك العجوز الذي يصطاد الأسماك بلحيته الطويلة .
وهن العظم وتكاثف الغُبار الأبيض فهل أنتم مستعدّون لحرب عالمية بين الأُولى والثانية .
كم يبلغ عمق هذه الخصوصيّة ؟
هيّا طاردوني ، حلِّقوا معي ان شئتم نحو جُزُر الظلام الثابت على حقيقة واحدة .
ابحثوا عن حقيبتي فهي أعمق مِن تثاؤب السِّكِّين .
لن تخدشوا حياء الإسطبل ولا تمثال حصاني المجنَّح ؛ أمّا إذا كنتم في ريب مِن المتحف الطبيعي فهناك الكثير مِن خمرة سكرة الموت للحفريّة الجديدة المستبسِلة مع التنقيب الزماني .
يتنهَّد ارتضاء الشوق فهل ستأخذني إلى هناك حيث الشاطئيّون ؟
لقد خذلونا يا صديقي ! حتى أُولئك الذين نعصر لهم دموعنا خمرًا عندما يتألّمون ! ولكنهم نسوا انني مؤرِّخ لا يجافي الحقيقة أبدًا ! سأُدوِّن تاريخكم الخائن البائس مثلما هو دونما تلفيق وتزوير .

29 يناير 2022


🎉 لقد انتهيت من قراءة ننساهم لكيلا نفقدهم 🎉
ننساهم لكيلا نفقدهمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن