في قصر كبير جدا......
مليئ بالاثاث الفاخر..... والغرف الضخمة.....
والخدم والحراس..... يحكمها ملك حكيم.... يعرف بحنكته الرائعة..... عرفت كل شيء بهذا القصر.... احببت تفاصيله.....
وكل شيء فيه..... تظونني انني اميرته؟!!
لا... فانا مجرد خادمة وضيعة....
فقيرة.... اصارع هذه الحياة وحدي.....
امي توفت عندما كنت بالحادية عشر من العمر..... ولا اعرف من هو ابي.... ولقد باعني عمي لملك هذا القصر.. انه لطيف معي.... قبل ان تأتي زوجته الثانية من سفرها.....لتبعده عني.... ببطء شديد.... لأغرق انا في بحيرة الوحدة.... ولكن في يوم جاءت خادمة جديد....
اصبحت صديقتي..... اسمها جانيت.....
لطيفة... مرحة... شجاعة... وجرئية.... تقف دائما بوجه تلك الساحرة الشمطاء....
يوجد اميران في هذا القصر..... امير الزوجة الاولى واسمه تاسومي.....
وامير الزوجة الثانية واسمه جون.....
يشبهان والدهما في كل شيء عدا لون عيناهما.... وشخصياتهما.......
فتاسومي.... لون عيناه ازرق صافي.... وهو هادئ يحب القراءة......
واما جون.... فلون عيناه حمراوتان كالشعلة الملتهبة.... يحب مضايقتي..... ويعشق المشاجرة..... وامه دائما ما توبخه..... لانه يحوم حولي وتقول له: لا نريد الاخطلات بالطبقة المتدنية......
لقد كرهت اسمي من وراء صوتها البشع المقرف......
كل ما يدور حول سمعي صوتها وهي تناديني.....
ليزا.....ليزا...
ذهبت مسرعة..... قلت لها: نعم سيدتي.....
قالت لي: أيتها هل الوقحة.... لم اسمح لك بالدخول.....
خرجت وقلت:انا اسفة..... وانا اسكت غيظي منها..... اللعنة عليها كم اكرهها....
قالت لي: ادخلي يا حثالة.....
لماذا تهينني؟!!! لم افعل لها اي شيء....
اوشكت تلك الدمعة على السقوط..... ولكن كياني امسك بها....
دخلت...... لأجد جون يجلس بجوارها.....
قال لي: ما رايك يا ليزا... أليست ملابسي رائعا.....
قلت: اجل جميلة... ولم اكمل كلماتي ....
لتقول والدته: كيف تأخذ رأيها..... انها مجرد خادمة....
أيها الخدم....
خذوا جون وبدلوا له ملابسه.....
ذهب جون..... وبعد مدة عاد.....
قالت الملكة: ليزا... تعالي خذي هذه الملابس..... وارمي بها في القمامة......
امسكتها.... وذهبت بها...... وانا امشي في الممر.... سمعت صوت اقدام تمتزج مع صوت اقدامي.... ولكنها اسرع.....
وفجاءة ظهر صوت:ليزا... انتظري.....
لم اتوقف.... لقد كنت خائفة.... فانا لم اعرف من صاحب الصوت....
جاء إلي ووقفني... اغمضت عيناي....
قال :انا جون... افتحي عيناكِ..... انتِ هل حقا ستأخذيهم الى القمامة....
قلت: اجل كما طلبت الملكة.....
قال وبين حروف تجري السخرية: ولماذا لا ترتدينهم..... فانتِ تشبيهن الفتيان...
قلت: اصمت.... حبست دموعي بصعوبة بالغة..... واتجهت الى غرقتي.... التي اسميها حجرة النسيان..... فانا ارمي كل شيء هناك.. لتشرق في قلبي الامل.... ولكن بأسا متى سيأتي..... لقد تأخر جدا...... لقد انتظرت منذ دخولي قصر الجحيم...... انتظرت ثلاث سنين.
حمداً لله ان جانيت هنا وبجانبي....
أنت تقرأ
من احببت بصدق؟!!
Mystery / Thrillerبين مصارعة الحياة الصعبة... لا تفقد أملك.... فهناك من يراقبك.... ويحبك.... ولكن يخشى الاقتراب لانه خطر على حياتك.. فأنتظره بكل أمل