هَاوِيةَ

304 37 60
                                    


༺༻
.

.

.

و بمن كان له مكانة في قلوبنا و نفقده...هناك خدش سببه فراقك~

كنتُ اعتبر ذاتي سيء الحظ دائماً لا القدر يساعدني و لا حظي يفعل اقرب الاشخاص الى قلبي يعانون الكثير و اراهم يختفون و تسكن ارواحهم السماء

و ما كان الاسوء في الأمر انني اعرف انهم سيبتعدون و لا استطيع فعل شيء...فهي إرادة الرب و لا مجال للوقوف مانعاً لها

ارى شرارة صغيرة من النار تُزهر داخل قلوبهم و تدريجياً و عندما كانت تتحول تلك الشرارة الصغيرة لنار قوية كانت في النهاية تحرق الروح و تجعلها تغادر الى حيث السماء

لم اكن اعرف سبب امتلاكِ لهذه القدرة برؤية النار التي تعني ان صاحبها سيموت، ما المغزى بمعرفتي الوقت القليل الذي يتبقى للشخص الذي أراه؟ كل تلك الاسئلة انا بذاتي لم امتلك اجابة لها

"اخي سأفوت الموعد مع اصدقائي اوصلني اليهم ارجوك"
نظرت حيث شقيقتي التي تصغرني بعامين تحمل حقيبتها و الابتسامة المشرقة تزين محياها، تركت الدفتر الذي كتبت فيه ما يحدث معي و طلبتها ان تنتظرني لأرتدي سترتي

خرجت برفقة 'يورا' متوجهان لركوب سيارتي و طوال الطريق استمعت لثرثرتها عن المشروع المدرسي الذي تعمل عليه مع اصدقائها

توقفت امام منزل صديقتها حيث يعملون على المشروع و مقابل قيامي بتوصيلها قامت يورا بوضع قبلة على وجنتي تلوح لي و تهرول لدخول المنزل، المشكلة انني ارى تلك النار بقلبها و ليس بإستطاعتي فعل شيء...

منذ مدة شبه طويلة لاحظت تلك النار كانت شرارة صغيرة و اليوم هي واضحة و اخشى فقدان شقيقتي في أي لحظة، اجبرتها على القيام بكل انواع الفحوصات لأتأكد انها ليست مصابة بأحد الأمراض الخبيثة و قد كانت بخير تماماً

ليس بيدي أي حيلة و رغم ذلك احاول تجنب التفكير بما سيحدث مستقبلاً...احاول

منذ ادركت معنى هذه القدرة فقدت كل سبب لأعيش الحياة بشكل طبيعي...قدرتي على معرفة وقت موت الاشخاص سبب لي عقدة و كثرة التفكير تمنعني عن تجاهل ذلك و الاستمرار

الأمر ليس مؤلماً بشكل جسدي لكنه مؤلم عاطفياً ربما...

توجهت الى حيث المطعم الذي اعمل فيه و ترجلت من السيارة داخل المكان حيث الزبائن كُل يجلس في طاولته المخصصة و زملائي النُدل يتجولون حول الطاولات بسلاسة

هَاوِيةَ | تشوي يونجونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن