3

830 51 6
                                    


*عاد يزيد الي مكتبه بعد الظهيرة لتستوقفه مديرة مكتبه قائله:
_حمدلله ع السلامه يامستر يزيد..أستاذ تامر ابن خال حضرتك منتظرك جوه في مكتبك.
*توقف قليلاً ثم قال وهو يؤمي لها براسه:
_تمام يامدام ياسمين شكرا.
*ودلف يزيد الي غرفة مكتبه ليجد تامر يقف بالقرب من النافذة وبيده كوب كرتوني من القهوة السريعة بالتأكيد
فأبن خاله المدلل يرفض الشرب في اكواب اخري غير
الكرتونية تبسم وقال من خلفه:
_لسه بتقرف مش هتبطل العادة ديه يابني.
*التفت له تامر ضاحكاً:
_لا مستحيل وبعدين الكافيتريا عندك في الشركه عرفوا طلبي مجرد ماطلبت القهوة جتلي كده...كنت فين ياعم.
*جلس يزيد خلف مكتبه بعد أن خلع جاكيت بدلته وعلقه فوق المشبج ثم رفع سماعه الهاتف وقال بنبرة واثقة:
_قهوتي من فضلك ياياسمين.
*رفع تامر حاجبه هامسا:
_جميلة ياسمين مش عارف مش واخد بالك منها إزاي .
*هز يزيد رأسه بوجه متجهم وتمتم بصوت حاد:
_أنا متعودتش اشوف الموظفات عندي بنظرة تانية متخصش الشغل...المهم أنت اخبارك ايه وخالي ومرات خالي.
*مط تامر شفتيه وتنهد قائلا:
_بخير الحمد لله.
*ثم التفت بجسده ليستند بمرفقيه فوق سطح مكتب يزيد
ونظر له مطولاً ليقل:
_يعني مسألتش عن أثير ولا انت مش مقتنع لسه انها بقيت من العيلة .
*برقت مقلتي يزيد وتوهجت زرقة عينيه بنيران الغضب واسند هو الاخر مرفقيه واقترب من تامر يهتف:
_تقصد ايه؟ ممكن توضح كلامك أكتر.
*رفع تامر حاجبيه وقال باستهزاء:
_لو وضحت كلامي اكتر من كده يمكن اجرح شعورك يابن عمتي.
_تجرحني !!
*كلمة واحدة خرجت من فم يزيد باقتضاب...ليعقد حاجبيه
هو الاخر قائلا بوضوح:
_ايه اللى عندك يابن خالى قوله من غير لف ودوران.
*بدأت ملامح تامر يظهر عليها التملك الشرس وهو يقول
بغضب:
_كان في حاجه بينك وبين أثير.
*صاح يزيد هو الاخر بغضب وهو يضرب علي سطح المكتب بكفيه واقفاً:
_ايه الكلام المتخلف الوقح اللى أنت بتهلوس بيه ده حاجه بيني وبين أثير جبت الكلام المتخلف ده منين؟
*وأوشك ان ينقض علي تامر لولا طرق باب مكتبه ودخول
عامل الكافتيريا بقهوة يزيد...ثوان علي الجمر انتظرها حتي خرج العامل وأغلق الباب خلفه فصاح من جديد
في إبن خاله يسأله:
_جبت الكلام ده منين انطق؟
*امامه وقف تامر واقترب بشراسة من يزيد وهو يهتف:
_جبته من احساسي اللى أنا واثق فيه وأنت أكدته اكتر لما
بعدت من يوم كتب كتابنا بترفض تكون موجود في اي
مناسبة عائليه بتكون واثق انها هتكون فيها...جبته منها
لما قالتلي انها هتيجي تسحب ملف أوراقها من هنا لأنها
مش عايزه تكمل هنا جبته من برودها وبعدها عني.
*ضم يزيد قبضتيه وصمت قليلا قبل ان يقل بهدوء:
_أنت بتوهم حاجات في راسك مش موجوده من الأساس
لو اللى في دماغك ده صحيح ليه أثير وفقت عليك من الاول مسألتيش نفسك ليه؟
_سألت...سألت عارف وفقت ليه عليا عشان ملقتش منك أي خطوة ومن الواضح أنها طبعا حبيت تغيظك تقوم تغيظك مع مين معايا أنا...
*دمدم تامر وهو يصرخ في وجه يزيد الذي شحب فجأة
ليبتلع ريقه الجاف وهو يتسائل لتلك الدرجة كان أعمي و
أصم عن عشق أثير له أي رجل هو حتي تامر يؤكد له ما
يحاول انكاره...صمت يزيد نهائياً عن الحديث وهو يشعر
بالضأله أمام نفسه بل أمامها هي كيف لم يشعر بها كيف
استطاع جرحها بهذا الشكل واثبت لها بالدليل القاطع بأن
لا مكانه لها في حياته:
*بجهوم غاضب دمدم تامر:
_أنا حاسس اني حمار وغبي وكل يوم بكتشف اني اغبي من اليوم اللى قبله.
*رفع يزيد رأسه ورمقه بدهشة قبل ان يقل:
_اسمع كويس أنا واثير عمرنا ماتكلمنا في حاجه بره حدود الشغل يعني مفيش داعي تقول علي نفسك انك حمار لان
مفيش اي حاجه بينا تخليك كده.
*التوت شفاه تامر بنزق وسخرية ليتوجه نحو باب مكتب يزيد وقبل ان يفتحه ليخرج قال بتمهل:
_المشكلة مش فيك أنت يابن عمتي.
*انتفض يزيد من مكانه واقترب منه يسأله بقلق وجع قلبه:
_أنا مش فاهم حاجه؟ في ايه مخبيه عني.
*وضع تامر نظارته الشمسية السوداء وهتف قبل ان يخرج:
_هتعرف كل حاجه أصبر يابن عمتي...سلام.
*خرج تامر تحت أنظار يزيد الملتهبة بنيران الخوف ودون
تفكير اخرج يزيد هاتفه ليطلبها...وفي المصعد وضع تامر
هاتفه فوق اذنه ينتظر الرد ليجيب الصوت النسائي الذي
يهاتفه دائما:
_عايزه ايه؟ وبتعملي كده ليه؟
*ضحكت صاحبة الصوت النسائي قائله بدلال:
_عايزه مصلحتك وعايزاك تاخد بالك كويس خطيبتك هههه
اقصد مراتك مغفله حضرتك ع الآخر هي دلوقتي معاه في
***طبعا أنت متعرفش ولا حتي فكرت تقولك مكانها عشان
تاخد راحتها.
*بغل من بين أسنانه دمدم:
_هما فين قوليلي العنوان حالا.
*بصوت أخرجته من فمها وبهمس:
_تؤ تؤ كده مش هتعرف تاخد حقك...بس بكره الفرصة هتجيلك لحد عندك صدقني انا كمان عايزه انتقم لكرامتي
اكتر منك لأنها اخدت حبيبي مني للأسف يا تامر بيه أثير
عايزه كل حاجه...الحب والفلوس والجاه وأنا وانت ضحايا ليها.
_مش هصدق اي كلمه منك غير لما تقوليلي هما فين دلوقتي.
*قال تامر وهو يزفر بجنون:
*قالت بحزم قبل ان تغلق الهاتف:
_أنت ليه مش عايز تصدق انا ممكن اقولك دلوقتي هما فين بس ولا انا ولا انت هنستفاد اي حاجه بس بكره انا
عارفه ومتأكده انهم هيكونوا مع بعض لوحدهم...استني
تليفون مني بكره وهتشوف بنفسك.
*اغلقت ميس الهاتف ونظرت للشاب الجالس بجانبها تقل :
_بدأ يستوي ويصدق بس بكره انت هتعمل ايه؟ قولي.
تأملت اسمه بملامح منقبضة من شدة الوجع ثم أطرقت بوجهها وهي تقبض باصابعها علي الهاتف ببعض الارتباك
رمقتها صديقتها إسراء بطرف عيناها وهمست لها حتى لا يشعر أحدا:
_هو اللى بيتصل بيكي.
*هزت رأسها بنعم قائله:
_ ديه تاني مرة يتصل بيا اعمل ايه.
*قالت إسراء وهي تحاول تشجيعها:
_ردي طبعا عليه أثير اللى بتعمليه ده غلط لحد أمتي هتفضلي تهربي منه متنسيش انه قريب تامر مش شخص غريب عنكم...قومي ردي عليه.
*نهضت من مكانها لتأخذ نفسا عميقا تهدئ به البركان الثائر
في مرجل صدرها الموقد ثم اتجهت نحو نافذة المطعم المطلة علي البحر وفتحت الهاتف ليأتيها صوته الحبيب الذي اشتاقت الي بحته:
_السلام عليكم أثير..احمم..
*ابتلعت ريقها ترد تحيته بصوتها الرقيق:
_وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته..يزيد.
*تعجبت من همسها اسمه دون ألقاب للمرة الاولي ولكن نبرته الحنونه محت خجلها عندما قال بلهفة:
_أثير انتي كويسة؟
*ارتعشت عضلة في خده وهو يقاوم شعورا هادرا يسيطر عليه لأول مرة...يشعر بنفسه كمراهق يحظي بسماع صوت حبيبته التي اشتاق لها بجنون كم يود الان لو يعترف لها بحبه وندمه علي تفريطه بها:
_الحمد لله كويسة حضرتك أخبارك ايه...أنا عارفه إني لآزم اجي الشركه علشان ملفى و....
*قاطعها واحساس ضاري باعترافه لها يتمكن منه..فقال:
_أثير مش بكلمك عشان ملفك ولا عشان الشغل أساسا انتي عارفه ان مكانك محفوظ في الشركة وفي...
*صمت وطال صمته حتي شعر بتنهيدتها الحارة تصله ارتعش من نبرتها وتخبط قلبه وهو يسمعها تهمس:
_وفين تاني..يامستر يزيد.
*تنهيدة عميقة خرجت من صدره بينما اغمض عينيه وتراجع للخلف يستند علي طاولة مكتبه يقبض علي حافتها بقبضة يده...لكنها لم تتحمل صمته تلك المرة فصاحت فيه بغضب:
_ممكن اعرف بتتصل بيا ليه طالما مش حاجه تخص الشغل.
*رد بملامح منقبضة قاسية يقسي بها علي نفسه وعلى قلبه:
_عشان أطمن عليكي تامر كان عندي ولاحظت في كلامه ان في زعل بينكم عشان كده حبيت أطمن عليكي.
*ادمعت عيونها النيروزية وهتفت بقسوة لايتحملها منها:
_احنا بخير مشكلة زي أي مشكلة بتكون بين اتنين مخطوبين متقلقش نفسك وشكرا علي سؤالك واهتمامك.
_أثير أنا...
*قاطعته بقوة قبل ان يكمل:
_اسفة مستر يزيد انا لازم اقفل مع السلامه.
*نادها بصوت يائس مبحوح ولكنها لم تسمع نداء قلبه قبل صوته واغلقت الهاتف سريعا قبل إن تبكي وتترجاه ان ينقذها من بئر عميق على وشك أن تغرق فيه:
*خرجت أثير برفقة صديقتها من المطعم بعد تناول الغداء ولكنها اعتذرت عن حفل السينما فقد تعكر مزاجها بعد اتصاله وسماع صوته...وقد أثار اعتذرها استياء وغضب صديقتها وكادوا ان يتراجعوا عن حضور الحفل ولكن أثير أصرت عليهم لتكملة يومهم السعيد وودعتهم بحب...
واثناء سيرها الي سيارتها حيث المراب تفاجئت بوجدي يظهر أمامها من جديد دهشت ونظرت له باستغراب فقال وهو يبتسم في وجهها بسعادة متفاجئ:
_أثير ايه الصدف الحلوه ديه بتعملي ايه هنا.
*أبتسمت في وجه بحدود تقل:
_كنت مع اصحابي بنتغدي.
_اااه بتحتفلوا طبعا...انا كمان جاي هنا اجيب هديه لخطيبتي.
_خطيبتك؟ انت خطبت.
*سألته أثير بدهشة واضحة...فقال وجدي بهدوء:
_ايوه بنت صاحب بابا...انسانه مثقفة جميلة بجد الاستقرار شئ جميل جدا يا أثير.
*كان ينظر إليها بعمق شديد وهو يقترب منها ببطء...هزت أثير برأسها قائله بعد فترة صمت:
_مبروك ياوجدي بجد فرحتلك جدا..عن اذنك.
*هتف وجدي من خلفها:
_أثير ممكن اطلب منك طلب.
*التفتت اليه وقالت بخجل وهي تمط شفتيها:
_اتفضل.
*تبسم بخجل وهو يمرر انامله بين خصلات شعره الناعمه وقال برجاء:
_أنا عايز اشتري خاتم لخطيبتي ممكن تيجي معايا تختاري
حاجه علي ذوقك هي مقاس صبعها نفس مقاسك تقريبا.
*شبح ابتسامة ارتسم فوق شفتيها وهتفت بتهذيب تعتذر:
_أسفة ياوجدي مقدرش انت عارف...
*زاد رجائه وهو يبتعد عنها قليلا ويضم كفيه أسفل ذقنه:
_أثير من فضلك عايز احس انك مسمحاني وبتسعديني في خطوة جديدة في حياتي متعرفيش هتفرحيني ازاي لو قبلتي تساعديني من فضلك.
*وتحت تأثير إلحاح وجدي المهذب وبراءة قلبها ومشاعرها التي لاتحمل اي ضغينة له وافقت أثير علي مصاحبة وجدي الي داخل المجمع التجاري لشراء خاتم الماس لخطيبته المزيفة الذي اختلقها عقله الفاسد ليغتنم الفرصة في البقاء معاها أطول فترة ممكنة...ومن خلفهم كان فريد صديق وجدي وكاتم أسراره يلتقط صور لهم بكل مكان...وبعد قليل كانت الصور ترسل لتامر الذي جن جنونه وبقا يصرخ ويهشم كل ماحوله وهو يردد:
_ياحقيرة ياقذرة يابت الكلب...

يتبع

لست خطية حيث تعيش القصص. اكتشف الآن