1 | Beginning Of The End

1K 37 35
                                    



الفصل الأول؛ بداية النهاية.

كان الجو عاصفاً والمطر يشتد، بدى كما لو أن هذا اليوم أبديٌ لن ينجلي. غطى اللون القرمزي الناتج عن الدماء الأرض، بدت تلك الساحه كبحرٍ أحمر ممتلئ بالجثث.

كان يمشي بينهم مُتقطع النَّظير، يرى جنوده؛ من كانوا في الأمس كالأسود قد أضرم فيهم الحماس نيراناً لكي يفوزوا، جثثاً متكتلة الآن بسببه.

خلفه، وقف عدوُّه في النّهار و حبيبه في الليل، يقطر الدم من جبينه، دم جنود محبوبه، متسائلاً؛

"هل أنت راضٍ الآن؟ أُبيد من كان قد أباد كل ما امتلكت يوماً"

التفتْ بينما شعرُه الأسود غطى نصف ملامِحه، ابتسامةٌ رقيقة غطت شفتاه، تخالف الجو حوله، تخطى بالفعل موت من ادعى أنهم كانوا جنوده.

كل شيء سار كما هُو مخطط له، لقد أبادوا له أهله وعشيرته وكل ما كان يمتلك يوماً، ثم سمحوا له ببساطة أن يكون واحداً منهم، أي نوعٍ من الاشياء هو هذا؟

ارتمى بين ذراعي الآخر، يُقهقه بينما يستشعر صدره العريض فيما يدفن نفسه فيه براحة، أخيراً يجِدُ السلام.

"فعلت كُل هذا بعينٍ واحدة بينما الأُخرى مغلقة، تُرى ماذا كان سيحصل لو كُنت تستعمل الاثنتين، إيريس؟"

دفن الآخر رأسه بشعر من توسط حضنه، يستنشق بعمق، لقد أباد جيشاً و قهر امبراطوريةً للتو رفقة عشيرته ومحبوبه المضموم بين ذراعيه، ما كان ليتم شيءٌ لولا عزيزه.

"أصُب لَك روحِي ترويك، لابد أنك ظمأت بعد كل هذا الطحن، رُولان"

"لِنعُد للمنزل، انتهى كل هذا"

كما مشى الاثنين متشابكي الأيدي، كانت السماء تزيد من هطلها فوقهم، هدير الرعد  يكاد يصم الأذان. بدى كما لو أن السماء غاضِبة، تُزمجر رعداً و تزجُر برقاً.

كان هذا هلاكاً، إبادة ساحقة لم تشهدها الإمبراطورية منذ عهد هاي شوان.

مُتجاهلين صراخ الطبيعة حولهما، كانا يمشيان فوق تلك الجثث البشرية، يعبران بحر الدماء، تحفتهما الفنية الخالِصة، إنتقامهما الكبير. يستشعران هالة الموت و الهلاك التي ألمَّت بمن تحتهم.

"أخبرنِي، قطعة اليشم خاصتِي. هذا.. أليس هذا هُو ما حلمنا بِه دائماً؟"

بِلُطفٍ سأل إيريس رُولان فيما كان بِرقة يشد على يد محبوبه المحبوسة بخاصتِه حِين ‏رأى أنه كان هادئاً، أفعالُه الرقيقة وهمساته الهائمة تُخالف كل ما يحيط بهما من جو مأساوي.

"إنهُ تماماً كما تقُول، هذا هُو نصرنا"

أردف رولان بينما كان يميلُ مستنداً على صدر الآخر، لطالما كان الوضع هكذا سابقاً.. لطالما كانا عدوين أمام الجمِيع، و حين يختلي بِه محبوبه فأنه يرمي ما يثقله على صدرِه مستنداً عليه، كان يشعُر بالعاطفة في هذه اللحظة.

إيريس كان موجوداً دائماً لأجلِه، الآن و بعد هذا، هُما لن يضطرا للتظاهر بالعداوة بعد الآن، سيكونان معاً أينما حلَّا و اينما احتلَّا، لا وُجود بعد اليوم لنهارٍ يدَّعيان فيِه أنهُما الفهد و الغزال.

"أنا فقط كُنت أُفكر، الآن وقد إنتهى كُل هذا، لن أكُون مضطراً للتمثيل أكثر. لن أكون مضطراً لكبح نظراتي العاشِقة، ستتفشى مُخبرةً عن ما كان طي الكتمان لسنوات، سأستوطِن احضانك فِي أولِ الصباح و مُنتصفه و في أخِر الظهيرة حتى مغيب الشمس ثم شروقها تالياً"

كان يبتسِم بهدوءٍ حين قال ذلِك فيما كان قلبُه يشتعل بمجرد التفكير في الأمر، لم يسمح لنفسِه سابقاً في التفكير كثيراً بهذه التخيلات خشية اللا تتحقق يوماً، أجَل؛ لقد أمتلك رولان تِلك المخاوف.

"نحن لن ننفصل مجدداً، إيريس"

ابتسامتُه.. ابتسامتُه هذِه هِي كُل ما يُريد إيريس إفناء عُمره في صنعها و تأملها، كانت كالخيوط الأولى لبزوغ شمس الفجر، دافئة، واضحة، و تبعث شعوراً هائلاً بالسلام لقلبه.

رُولان كان شمسَهُ التي عثر عليها في مُنتصف الليل، كان النُور في أخِر النفق، كان مِرآةً لأحلامِه و السماء التي احتضنته و كأنه الطائِر الوحيد فيها.

"هل تُحاول إخباري أنك ستكون في احضاني حِين أُلقي خطابي للجيش؟"

قهقه رُولان بشدة دافناً رأسه في حُضن الاخَر مُخفياً وجهه عن رَجُلِه الذي بات أحمقاً فجأة بسبب هذا الموقف، تشرَّب وجَه رُولان بالحمرة كالبحر الأحمر أسفلهما حِين تخيل ذلِك.

"الآن و أنت تقولها كهذا، سيكُون حقاً أمراً مُثيراً فعل ذلِك"

Years of Scarlet Winter [红色冬季的岁月]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن