الفصل الرابع : حب أم شفقة

332 14 0
                                    

استغرقت في نومها دون أحلام، إلى أن أرسلت شمس الصباح أشعتها عبر النافذة، فتحت عينيها لتجد ألسي بانتظارها تستقبلها بقبلة وضعتها على خدها .

استحمت كارين ثم ارتدت الجينز و قميصاً و تبعت ألسي نحو المطبخ حيث قابلتهما سالي :
ـــ صباح الخير ... برايان قال إنه سيعود عند العاشرة هل ستنتظرينه لتتناولي الفطور معه ؟

ـــ أجل سالي .

مدت يدها إلى كرسي توقفت ألسي عنده فاصطدمت يدها بجسد صغير مكسو بالفرو أخذ يتلوى بسعادة، فصاحت سالي :
ـــ بوتش توقفي ... هذه كلبة السيدة كالدويل الصغيرة يا كارين تتركها هنا لأنها تخرج من المنزل كثيراً، و ابنتي ميرا تعتني بها .

فضحكت كارين، و مدت يدها تداعب ألسي ثم احتضنت الكلبة الصغيرة و قالت :
ـــ ما رأيكِ بها يا ألسي ؟

تقدمت ألسي لتتفحص الكلبة الصغيرة بأنفها، فاستجابت لها بوتش بسعادة، و أخذت كارين تضحك، ثم سمعت صوت برايان :
ـــ يبدو أن الجميع مستيقظ باكراً اليوم، و الفضل يعود «لبوتش» .

ـــ إنها طريفة ... هل هي الكلبة الصغيرة الوحيدة التي تملكها هنا ؟

ـــ أجل ... بولدن من النوع الألماني كما عرفتِ، و هناك كلبان بلجيكيان لرعي الغنم يبقيان بعيداً في المزرعة، لكنكِ ستجدين أنواعاً مختلفة حول المزرعة يملكها بعض الجيران .

لمس كتفها و هو يتقدم ليجلس على المقعد خلفها .

بعد الفطور قادها إلى الخارج ليجلسا في شرفة مسقوفة تواجه على ما تعتقد سلسلة من الجبال، و لما سألته عن ذلك أجابها :
ـــ نعم، ثمة سلسلة جبلية .

توقف قليلاً عن الكلام ثم أردف :
ـــ ما رأيكِ بالسباحة اليوم و بعدها نفكر بما سنفعله غداً ؟

ـــ يبدو هذا رائعاً ... لكن هل ستبقى متسكعاً مدة طويلة، ألا يفترض أن مزرعة كهذه تحتاج إلى الكثير من العمل ؟

ـــ كم مساحتها بحسب رأيكِ ؟

فكرت للحظات :
ـــ إذا كنا قد سرنا في السيارة حوالي عشرين دقيقة من سانتا فاي في أملاكك إضافة إلى أننا امتطينا الخيل في أملاكك و سرنا فيها أميالاً عديدة من الجهة المقابلة لطريق سانتا فاي، فهذا يعني أن المساحة كبيرة جداً .

فضحك :
ـــ أكنتِ كمبيوتر في الحياة الأخرى ؟ إن لكِ القدرة على الحساب العقلي و بإمكانكِ تذكر اتجاهات لم تريها يوماً أفضل مما أتذكرها أنا الذي أراها باستمرار .

ـــ ما عليك سوى الإنتباه و ستُحلّ معضلتك .

سألها و هو يقودها عبر الردهة الباردة :
ـــ ما رأيكِ بشرب شيء ؟ لذيذ و بارد ؟

ـــ طبعاً، إنما بعد نصف ساعة .

ـــ حسن جداً .

توجهت إلى غرفتها وزألسي دليلها، فاغتسلت ثم أخذت الفستان الأصفر من التعليقة حيث وضعته سالي و ارتدته بعد أن جففت شعرها جيداً و مشطته ثم رشت بعض العطر عليه و على كتفيها، ثم أخذت تتحسس في الحقيبة الصغيرة بحثاً عن الصندل الذهبي الملائم للثوب و لما لم تجده صاحت :
ـــ اللعنة ...

ليل المرايا // روايات أحلامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن