ميول انتحارية

114 8 4
                                    

19/ التاريخ قبل 7 اشهر 

( عنوان الصفحة - مذكرات نفسية -) بقلم " تشونغ هي "  / 26 سنة 

انها الميول الانتحارية مجدداً ، لقد ظننت انني تخلصت منها منذ امد بعيد ، لكنها لا تنفك الا ان ترتفع الى السطح مرة تلو المرة ، 

لم تعد اسطح المباني مجرد اسطح ، بل منصات استطيع القفز منها  الى حتفي، ولم يعد الغاز وقوداً لصنع الطعام فقط ، بل ربما طريقة مثالية اختنق بها ثم اموت في سلام ..

السكاكين 

الجسور

السيارات 

كل الجمادات من حولي لم اعد افكر فيها بطريقة طبيعية بعد الان ، فكلهم ادوات  يمكنني استخدامها لتوصلني الى هدفي .." الموت "!

هكذا فكرت وانا انظر من الاعلى الي السيارات اسفل مبنى عملي ، ياترى هل لاحظني احد ، هل ان لاحظوني قلقوا علي ؟..، ام ربما اطرد من عملي بتهمة انعدام الاتزان النفسي ..

يالها من  فكرة سيئة ..

ان اموت هنا ..

وبتلك الطريقة ..

انها بعيدة كل البعد عن الموت بسلام ، فأن  يجتمع طلابي في الخارج بعد سماع الصراخات الفزعة ، ليروا جسدي الدامي ملقاً على الرصيف متهشماً ، هو مشهد سيتركهم مضطربين نفسياً ، ربما يصاب بعضهم ب PTSD ( اضطراب ما بعد الصدمة ) ، وربما بعضهم الاخر يصاب بنوبة هلع ، وحتى اقساهم قلباً ستراوده على الاقل الكوابيس ، كوابيس تحوي جثتي المتكسرة ، ووجهي الازرق من انعدام الاكسجين 

لست شخصاً مثالياً ، لكني لا اود ان اكون بتلك الحقارة وافعل ذلك بهم ..

وللامانة المحضة ، لا اود بعد موتي ايضاً ان اتلقى اللعنات والسباب من ابائهم وهو ينتظرونهم خارج عيادة الطبيب النفسي 

لذا نزلت بهدؤ من قرب السياج ، اتفقد المكان حولي ، واعود لعلبة غدائي الباردة ..، لم تعد قابلة للاكل ، فاغلقتها وعدت الى ممارسة دوامي كأن شيئاً لم يكن ..

+++++

في السادسة مساءً عدت الى شقتنا ، مسكن مشترك بيني وبين صديقتي " كيم - يون " لم تكن موجودة ، فاعددت لنا الطعام سريعاً دجاج ، دكبوكي اعدته امي مسبقاً وخَزَنْتُه في المجمد ..، وبعض العصير

الامر مثير للسخرية ، هي من تعمل طباخة ، لكن من يطبخ العشاء غالباً هو انا .. 

لم يمض وقت طويل حتى سمعت  دوران المفتاح في الخارج ، بينما انا اقف في المطبخ اغرف الاطباق ، فعلمت انها وصلت 

" يبو "

لسبب ما انها مصرة على اطلاق اسم الدلال " يبو " علي ، تستخدمه ممازحة لنشر بعض الاجواء المرحة في روتيننا الملل ، او روتيني انا الملل بالتحديد ، عكسها 

فحياتها ..مشرقة ، جميلة ، ، متجددة ، ومبهجة ، ..مثلها 

بينما حياتي ..معتمة ، غريبة ، روتينية ، مملة  ، فقط  مثلي 

لقد اقتربت لاحتضاني ، قائلة بعض كلمات الشكر على طهي للطعام ، فاغلقت يداي حول ظهرها ادباً ..دون ان اشعر بشيء 

لا شيء على الاطلاق ، بالرغم من انه دافيء ، وبالرغم من ان كلماتها تبدو صادقة 

للحظة وددت لو اخبرها ان مستقبلاتي للسعادة معطوبة ، اردت ان اصيح في اذنها القريبة .."كيم يون ان بي خطب ما ! " 

 ، لكنني لم افعل ، فقط ابتعدت لاسلمها طبقها الخزفي الابيض وقد احتوى الاكل الحار كما تحبه ان يكون 

+++++++++++

( يبو ..لفظ يقصد به عزيزي ، وهو غالباً مستخدم بين المحبين من الازواج ) 

( نوبة هلع : هي نوبة تصيب الشخص من كثرة الفزع ، فتضطرب عملية التنفس وتحصل ردات فعل تلقائية مستهجنة ) 


يتبع ! 🔥




ويب تون " مطاردة الوحش "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن