"حطمتي قلبي..فأحببتك..كسرتني فأحببتك..بعثرتني إلى أشلاء فأحببتك..ضربت بعرض الحائط كل ما يمليه العقل والمنطق..وأحببتك..يا قطعة من وجودي ونفساً من روحي!!"
وقفت مكانها كتحفة جليدية تأبى الإنصهار وسط ألسنة النار ووهج الجحيم..هناك..تحدق بصمت بإعصار مقلتيه الجارف بتوباز عينيها الباهت...فهزّ رأسه وتابع باسماً بحرقة :" كلّ ما فيك مؤلم..خصلات شعرك المزاجية..رقة جسدك المؤذية..صفاء بشرتك التي لا يرحم..عينيك المهلكتين هاتين وانت تشهدين بلذّة باردة على انهيار انتظرته طويلاً.."
تقدّم بهدوء إلى أن باتت تقشع تلك القطرة اللامعة على جبينه المحموم، فارتعد ذلك المختلج المفتت في صدرها لتهمس بقسوة :" لقد حان الوقت لاعتزال ما يؤذيك إذن..أليس كذلك يا آسر؟؟"
تغضّنت ملامح وجهه المظلمة لوهلة قبل أن يقبض على ذراعيها يجذبها إليه ليوشوش لأذنها بعنف :" لعلّك قد نجحت في تحويلي إلى ركام يصعب التعرّف عليه..لكنّي سأعود لأتشكل من جديد..هذا وعدي ووعيدي لك يا راوية..يا حبيبتي البائدة!!"
أنت تقرأ
أغلال راوية
Romance"الماضي حصن من لا حاضر له، ولا مستقبل له" نقنع أنفسنا بأننا وليدي اللحظة ورهن المستقبل..وكم من أخطأ في الحسبة.. تعيش راوية في دوامة ماضٍ أحكم بخناق جبروته على روحها حتى باتت أسيرة ذكراه القاتمة...فاستنجدت بقوقعتها الجليدية تحمي بها حصونها الهشة وعاط...