مش مشكلة أبدًا لو مرينا بفترة اضطرابات نفسية، أو تقلبات مزاجية؛ جسمنا الأنثوي خاصةً بتحصل فيه تغيُّرات هرمونية رهيبة، وطبيعي تحصل تغيُّرات في المزاج أو التصرفات بأشكال متفاوتة.
المشكلة مش هنا، المشكلة في وصم الستات بالعار عشان حاجة مش بإيدهم، والتقليل منهم لمجرد إنهم بيتصرفوا على طبيعتهم إللي هي أصلًا معقدة ومختلفة عن الرجل، ونسينا إنه لولا التقلبات دي، ولولا الهرمونات مكناش هنبقى موجودين؛ مكانتش هتبقى في بشرية ولا تزواج، أيوة مضبوط، كنا هننقرض!
وبالمناسبة، معلومة بديهية جدًّا: الهرمونات عندنا كلنا، رجالة وستات، فميجيش حد خفيف يقول الستات بهرمونات وههه وكدا؛ لإنه جسمك شغال بهرمونات برضو يا خفيف مش سولار.
وحكاية إنه هرموناتنا هي إللي بتتحكم فينا وإحنا مجبرين على حاجة زي كدا دي هتدخلنا في أمور وجدانية فلسفية في التسيير والتخيير، ودا مش موضوعنا حاليًّا، بس بشكل أو بآخر جسمنا بتحصل فيه تفاعلات كيميائية وإحنا بنتأثر بيها عادي مش عيب، ودا مش مبرر إننا نعمل حاجات غلط وقتها، لأنه إللي بيمر بتقلبات مزاجية أخره يتعصب أو يكتئب، ودي بتكون حاجة مؤقتة، والسبب مش دائمًا بيكون مبرر.
والرجالة برضو بيمروا بفترات تقلُّب نفسية زي الـ(PMS)، إللي هي متلازمة ما قبل الحيض عند الستات. الرجالة عندهم (IMS) ممكن يتسبب في انخفاض هرمون التستستيرون ويأثر بشكل سلبي على المود بتاعهم، هو ملوش وقت معين ولا بيحصل بشكل متكرر، لكن في نهاية المطاف بيحصل لنا كلنا عشان إحنا بني آدمين مش ماكينات مصنع ألمانية.
كذلك في علاقة ما بين هرمون التستوستيرون والعنف، بس مش علاقة مباشرة للأمانة، بجانب إنه برضو هرمونات الذكورة بيكون لها تأثر بالدور الاجتماعي للرجل، مثلًا لو راجل كان في مستوى معيشي أقل شوية واتغني، ممكن تلاقي هرمونات الذكورة ارتفعت في جسمه، بس دا مجرد مثال مش حاجة نعمم بيها.
ولو تسألوا حد بيدرس طب عن أصعب المواد هيقولك واحدة منهم مادة النسا والتوليد، ليه؟ لأنه ببساطة جسمنا معقد جدًا أو زي ما بنقول عليه (complex structure)، حاجة كدا متكاملة سواء من ناحية بيولوجية أو سيكولوجية.
حابة أنوه تنويه مش هكرره تاني رجاءً.صحيح إنه آه في أفعال غريبة جدًّا هنتناولها، وقد يهيأ لك بعد قراءة الكتاب دا إنه الستات دول مجرد ناس مجانين في حالة استثارة عاطفية شبه دائمة، وفي المقابل الرجالة هم الكائنات الرصينة العاقلة الراسية.
لكن دا مش صحيح لإنه مش كل البنات خاضت التجارب دي، ولا حست الأحاسيس، دي هم آه قلة بس ميمنعش إنهم موجودين، وفي بنات عاقلة جدًّا، بس إحنا بنتكلم بالأخص على الفئة إللي بتواجه مرحلة مراهقة متأخرة، أو هم بالفعل مراهقين وبيورطوا نفسهم في علاقات غير صحية أو تصرفات متهورة عشان يشبعوا احتياجهم للاهتمام عن طريق أساليب رسمتها لهم نظرتهم غير الواقعية عن الحب.
فمن المهم إننا نكون صرحاء مع بعض ونقول إنه المشاكل دي منتشرة في مجتمع البنات عشان نقدر نعالجها ونفهم أسبابها، لكن دا مش معناه إنه البنات مجانين، أو أنا بقلل من بنات جنسي عشان أبان جامدة وكول وكلام من دا، وشغل الـpick me girls دا، بالعكس أنا ضد حاجة زي دي.
سو عزيزتي اللِّيدي، افتخري بنفسك وبهرموناتك زي ما بيقولوا، ودي مش إهانة خالص إنه حد يوصفنا بحاجة طبيعية ليها الفضل في وجوده، لو هنعيَّب على الهرمونات هنعيب على إنها تسببت في وجود العقليات دي وللأسف مبتقدرش تتنبأ بعقلية الشخص وتختار.
إياك تحسي بالنقص أبدًا، أنت أداة الله في الخلق وبَثِّ الأرواح، أنت المأوى والمسكن. ♡
أنت تقرأ
سيكولوجية وردية
Non-Fictionهرمونات؟ تنويه: الكتاب لا يناقشُ حقائقَ علمية مُطلَقة؛ إنَّما هي ظواهرُ مُجتمعيةٌ نرويها بشكلٍ ساخر لا يهدف إلى التقليل من شأن أحد. Cover by: Nancymedhat7