" نار عظيمة تلتهم القصر و ساكنيه.. من كلّ صوب هاجمت قاطنيه تلتهم أجسادهم و تحرقُ أرواحهم، تذيب معها ارادتهم و تأكل كل ٱمال أصحابه لتترك اليأس و الموت مصيرهم.
و في أعتاب الباب المشتعل باللّهب الأحمر وقفت جماعة صغيرة من بضعة أشخاص كلهم يصرخون بهلع، برعب، بهستيريا يحاولون الاندفاع للموت أمامهم رغبة بإنقاذ أسيادهم.
سيارات الإطفاء تأخرت و جميعهم قد صار موقناً قطعا انها لن تأت و لكنّه الأمل الميّت كالشبح الهائم ينهش عقول الجماعة البائسة لينتظروا المساعدة.
و من بينهم سقط ذاك الأربعيني أرضا منهارا يبكي متوسّلا بيأس، يصبح في الهاتف بيده باستمرار و بلا كلل مترجّيا
«سيدي تماسكوا، اتوّسل إليك فقط جدوا طريقة ما و ابقوا ٱمنين حتى وصول النجدة..أتو..سّل إليك..»وصله صوت الأنفاس المرتجفة من الجهة الأخرى للهاتف فزاد هلعه هلعا.. يسمعه يهمس متحشرجا له بصعوبة «لا فائدة مايكل،فقط اهتمّ بهم.. أرجوك..»
صرخ معترضا يضرب الأرض ليدمي أطرافه تتعالى شهقاته وسط صيحات رفاقه اليائسين لدرجة محاولتهم إخماد الوحش الملتهب الضخم مستخدمين الدّلاء الصغيرة.
خفف بكاءه يستمع بالكاد للصوت المرتجف يحدثه من عمق الجحيم الأحمر أمامه «لسنا خائفين من موتـ.. نا و لكن انت.. تعلم، من سيحمي..المـ..كـان من بعدنا، إنها مـ.. مؤامـ.. رة..»عض الرّجل لسانه بقوّة يكتم أنينه و شهقاته بقوة أثر النار التي زحفت نحوه و بدأت تلتهمه حيّاً.. تابع همسه بصعوبة و هو مُلقى بلا حراك ولا حول ولا قوة يوصى بٱخر كلماته لحارسه « حاولوا قدر.. المستطاع منـ.. منعهم من أخذ المكان.. إن.. إنها أرض.. مشؤومة، و احمهم حتى يكـ.. بروا على الأقل.. أرججـ وووك»
و مع اتمامه لكلماته وصل لسمعه صدى ضوضاء ما لشيء يسقط من الجانب الٱخر، تلاه انقطاع الخطّ لينهض مايكل مصدوما يصيح مبحوح الصوت بكل قوّته
«لااا.. لاااا لاااااااا لااااااااااا»
و في لحظة جنون كاد يلقي نفسه وسط النّيران لولا تمسك رفاقه به بجنون.. بكاءه تعالى و شهقاته مع البقية مُحيتْ وسط الضّوضاء يائسين يتابعون اختفاء القصر، أقوى و أرقى و أغنى عائلة نبيلة في البلاد اختفت مع أصحابها محترقين في لحظة غدر.
و مع التهام النار لكلّ معالم القصر و طمسها وسط الرّماد وصلت سيّارات الإسعاف، و كل من كان حاضراً هناك يقسم أيمانًا أن وصولها بعد انتهاء الأمر الٱن ما كان صدفة قط . "
أنت تقرأ
ثانوية الرعب
Fantasy" أرضٌ مَشؤُومَة، على تُرَابِها أرْوَاحٌ سَقَطَتْ.. و حَيَوَاتٌ سُلِبَتْ، لـ كَسْرِ شُؤْمِها تَخَلّى عن كَوْنِك إنْسَانْ "