اقتباس

31K 506 78
                                    

بتردد شديد، تقدمت نحو الداخل بصعوبة، قلبها ينبض بسرعة تكاد تصم أذنيها ،كانت تدعو الله بداخلها أن تكون ظنونها خاطئة.
لكن، ما إن دخلت المنزل حتى صُدمت مما رأته الثياب مبعثرة على الأرض في كل مكان بصالة المنزل !!

اتجهت نحو تلك الغرفة التي كان بابها مفتوحًا قليلًا، دفعته بيدها لتكتشف ما زاد من صدمتها !!

صدرها يرتفع وينخفض بشكل متسارع، تحرك رأسها بنفي غير مصدقة ما تراه...هو، هو نفسه يتوسط الفراش وبين أحضانه فتاة أخرى، وصوت أنفاسهما العالية يملأ الغرفة، وكانا في حالة من الانغماس التام

تراجعت إلى الوراء، لم تبكِ، ولم تنهار، بل ظلت تحدق في الغرفة وعيناها متسعتين من الصدمة الدموع كانت عالقة فيهما، لكنها لم ترد أن تنزل صدرها كان يرتفع وينخفض بشكل ملحوظ

في تلك اللحظة، أدركت أن شعور الخذلان لا يضاهي اي شعور سيء بالعالم لقد راهنت عليه وخذلها !!

سقط الصندوق الصغير الذي كانت تحمله بين يديها، وبخطوات سريعة خرجت من المنزل دون أن تغلق الباب خلفها

نزلت إلى الأسفل، وأثناء ركضها لمحت أيهم وأركان يدخلون البناية برفقة امرأتين يرتدين ملابس غير لائقة !!

صُدم الاثنان بشدة عند رؤيتها، لكنها لم تعرهما اهتمامًا وواصلت الركض في الشوارع، دون وجهة محددة، فقط كانت تدرك أن عالمها الوردي قد انهار

مشت في الشوارع تتجول بين الناس بتوهان، غير قادرة على تحديد مكانها أو الوقت

عقلها توقف عن العمل، وأصبحت غارقة في أفكارها كل ما كان يدور في ذهنها صورته وهو في أحضان امرأة أخرى

جلست على أحد المقاعد على الطريق، واستجابت لتوها لرنين هاتفها الذي رن أكثر من عشرين مرة، لكنها لم تكن تسمعه

أمسكت بالهاتف بيدين مرتعشتين، لتجد أن المتصل هو جدها....أجابت بصعوبة :
جدو، تعال خدني من هنا !!!
.....
على الجانب الآخر، نهض من فوق الفتاة، ومشاعر الاشمئزاز تملأه...كان يشعر بالضعف، فقد استسلم لشهواته ولم يحافظ على الحب الذي يعلم تمامًا أنه لا يستحقه

ارتدى بنطاله، وجذب قميصه من الأرض، ثم خرج إلى الخارج، وهو يشعر بالضيق وبالشعور السيء الذي اجتاحه

ما إن خرج، وجد أيهم وأركان يدخلون من باب المنزل المفتوح ، عبس في وجوههم بتعجب فسأله أيهم بسرعة عندما رأى الفتاة تخرج من الغرفة خلفه، وهي ترتدي قطعة ثياب تكشف اكثر ما تستر :
جيانا، عملت إيه لما شافتك مع البت دي !!

عبس في وجهه باندهاش وسأل بتوتر و خوف :
جيانا، ايه اللي هيجيبها هنا وفي الوقت ده !!!

ابتلع أركان ريقه بصعوبة وأجاب :
لما كنا طالعين مع البنات، شوفناها خارجة من العمارة وشافتنا، وكمان الباب كان مفتوح، فدخلنا

كأن أحدًا صب فوق رأسه دلوًا من الثلج في أكثر ليلة باردة، وقف متجمدًا في مكانه، يحاول استيعاب ما يُقال !!
هل كانت هنا؟
هل رآته مع تلك الفتاة، والأكثر سوءًا، أنها رأته في وضع مخزٍ للغاية ؟

ذهب بسرعة إلى الغرفة التي كان بها قبل قليل، دافعًا الفتاة جانبًا ليأخذ هاتفه الملقى على الأرض، وفتح كاميرات المراقبة المتصلة بهاتفه

راقب الفيديو بسرعة، وهو يدعو الله أن لا تكون قد رأته في تلك الحالة

لكن، للأسف، لم يتحقق ما تمناه !!

فقد شاهد عبر كاميرات المراقبة دخول جيانا إلى المنزل ورؤية الفوضى التي عمت الشقة
رأى صدمتها عندما فتحت الباب، ورآها وهي تخرج مسرعة والصندوق الذي سقط من يدها !!

القى الهاتف على الفراش ثم ذهب إلى الصندوق و التقطه بيدين مرتعشتين تحت أنظار الموجودين
عاد إلى الغرفة، أغلق الباب خلفه، وجلس على الفراش، وفتح الصندوق ليكتشف ما بداخله.......
......
مستنية رأيكم
دمتم سالمين يا قمراااااااتي ♡

رواية ليتني لم أحبك.....بقلم شهد الشورى حيث تعيش القصص. اكتشف الآن