- 01

32 5 30
                                    


- مُذكرةَ " صَفحةُ 109"

كِيفَ أَنسىِ ؟ ، واَناَ في كلُّ مرةٍ أتُركُ النَّظرَ للفَراغِ تجدَنيِّ اَسترجعُ كل ما هبَّ و دبَّ فيِّ ركنَ المَاضيٍ ، لما ؟ ، هلَّ هو النَّسيانُ بهذا الشيءِ السَّهل ؟ ، أَننيَّ أشبهُ بالَّسفينةٍ تحاولُ النَّجاةٍ منَّ عواصفِ أَمواجُ البَْحرِ التيَّ تصارعُ كلَّ غريقٍ حتى الموتَ ، شمسٌّ ساطعةٌ بينما النُّسيمُ البَْاردُ يلفحُ صَفحاتُ وجهيِّ ظنّاً منهُ أَنهُ سيغيرُ شيئاً ما فيَّ حياتيّ ، غرفتيَّ ليستَ ملونةٍ كماَ طلبتُ في التاسعةَ من عمريَّ ، الطُّعامُ يختلفُ كلياً عمَّا كنتُ أتناولهُ في بيتِ أُميَّ ، النَّزهاتُ هُناَ مملةٍ ليسَ كما يعتقدُون والديَّ ، هلَّ أنَا فعلاً مَجنونةٍ ليتمُّ وضعيَّ فيَّ هذاَ المكانِ ؟ .
11-11-2017
الأَربعِاءَ

أغلقت المذكرةَ بعدماَ كتبت ما جلَّ فيَّ خَاطرِها من ضِيقٍ ، ثمَّ حركتَ أنمالهاَ تنتشلُّ المذكرةِ واضعةً إِيِاهاَ في الدرجِ المعتادُ بجانبهاِ ، تنهداتٍ خرجت من فَاهاَ بطريقةٍ غير مباشرةٍ توحيُّ بالقليلِ من المعاناة التيَّ كُرست في حياتها ، اَشاحتَ نظرهاَ للحائطِ الذيَّ ركنَ أَمامهاَ بملامحٍ خاليةٍ تمامٍ من المشاعرِ فورماَ تذكرت بعضٍ من ذكرياتِ ،فَـقاطعَ شرودهاَ طرقِ البابِ ؛ لتنتبه لنفسهاَ ولتعاودُ الاستلقاءِ على الفراشِ متصنعةٍ النومَّ ، دخلَّ بهدوءٍ نحو غرفتها وأغلقَ البابِ بهدوءٍ ، تمشى نَحوهاَ ، وها هو يجلسُّ على الكرسيَّ الذَّي مكثَ بجانبِ سريرهاَ ، وضعَ قدمٍ فوق قدمٍ ، ينظر لتقريرها الطبيَّ الذي بين يداهـُ ليقرأ محتواهُ بعينهِ :

- الاَسمَ : آيِڤاَ لُبستروُ
- العمرُّ : عِشرونَ عاماً
- نبذةٍ عن الشَّخص : آِيڤاَ لُبستروُ ، فتاةٍ مكثتَ طفولتها فيَّ كورياَ ، ثمَّ انتقلتَ إلى كنداَ في سنَّ مراهقتهاَ ، فأصلُهاَ من مدنُ أوروباَ حيثُ النرويجِ ، و انضِمتَ لعدةٍ منَّ النواديَّ الترفيهية ، وَاحرزتَ على جوائز قَيِمةٍ ، بينَما هيَّ كانتَ تواجههُ انتحارهاَ من جهةٍ وشعبيتهاَ من ناحيةٍ آخرى .
- المرضَّ : اكتئابِ نوعهُ الاضطراب ثنائي القطب ، وتعانيَّ فوبيا من الأسِترافوُبياَ .

تنهدَ بخفةٍ ليغلقُ التقريرِّ ناظرٍ للتَّي جالسةٍ بنصِ ظهرٍ على السريرِ ليبتسم بعفويةٍ ، لينطقُ بلطفٍ وبعضٍ من الدفئَ :

- أُدعىَ الطبيبُ باركَ جيمينَ ، يمكنكِ مُناداتيَّ بجيمينِ ، والانَ أَخبرينيَّ آيڤاَ مالذيَّ جعلكِ على هذا النحوُ ؟ " وجهَ كلامهُ لهاَ لتنظر لهُ بهدوءٍ وبعمقٍ فيَّ عيناهِ ، ترددتَ بالنطقِ ، فلقد شعرت بشوكٍ ما في حنجرتهاَ لتتكلم صداً لكلامهُ "

- أَوه ، هلَ تَعتقدُ أنَّيَ مريضةٍ برأيكَ ؟ ، لا أعلمَ لما أنَا هنا أساساً ، فلا تختبرنيَّ بغبائكَ " حكتهاَ بصوتٍ هادئ مع نظراتِ حادةٍ نحوهُ، ليتنهد الآخر بدورهُ قائماً ، ليشابكُ يداهُ مع بعضِهم البعض خلف ظهرهُ"

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jul 14, 2022 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

عَالجِنَْيِّحيث تعيش القصص. اكتشف الآن