Part 3

505 48 95
                                    


ساندرا pov

كنت على مكتبي اقرأ مذكرات ايرين .. التفتُ للنافذة ورأيتُ السماء تمتلئ بالنجوم البرّاقة .. لقد حلّ الليل دون ان اشعر .. امتدت يدي لكوب القهوة اريد ان اشرب .. اخذتُ رشفة ولم استسغها .. القهوة ايضا اصبحت باردة دون ان اشعر .. مدّدّتُ اطرافي ومِلتُ برقبتي يميناً ويسارا .. هذا ما يحدث عندما اضع جُّل تركيزي على امرٍ ما .. نهضتُ واعددتُ لي كوبا آخر فيبدو اني سأقضي الليل كله هنا

كنت افكر في كل سطرٍ اقرأه وخطر في بالي مقولة ديستوفيسكي .. " من خواص قلبي انه يلتصق بمن يحب وبما يحب لدرجة تدعو فيما بعد الى انتزاعه وعلاجه "

قد يكون فقدان ايرين للذاكره ردة فعل مناعية كي لا يتذكر الشخص الذي يحب ، وربما كانت ذكراه مؤلمة فكان النسيان هو الحل

وانه لأمرمثير للدهشة اختلاف الخصائص الفيسيولوجية من شخص لآخر.. ربما كانت هذه طريقته للدفاع عن نفسه

لم يسبق لأحد ان فقد ذاكرته بسبب المناعة العقلية سوى في الحوادث المؤقتة ولكن سُرعان ماتعود الذاكرة للمصاب

فتحتُ الصفحة التالية من مذكراته لأكمل وانا ارتشف قليلاً من القهوة قبل ان تبرد كبرودة اطرافي في هذا البرد القارس

" الحب مصطلح معقد .. وانا انبذ كل ما من شأنه ان يعّقّد حياتي ، رأيتُ اصدقائي يقعون في الفخ ، وقد تعمّدت تسميته بالفخ ، لأن قد تنقلبُ حياة المرء رأساً على عقب ، وانا رجلٌ اسعى خلف النجاح .. فكان الحب مرفوضاً في حياتي

لستُ ضد المنطق ولا ضد قوانين الحياة ولابد لي في يوم من الأيام ان اسير على نهج البشر.. لكن ليس الآن ولا في وقت لاحق ولا حتى في العشر سنوات المقبلة

هذا ماكنتُ أُفكر فيه وانا ذاهبُ لمقابلة تلك الفتاة التي تدّعي أني وقعتُ في حبها .. من تظّنُّ نفسها !!

كان عليّ ان اذهب بنفسي لأضع حداً لأي شائعة تمسُّ مبادئي ، ولأنقض كل حاجز يحول بيني وبين اهدافي

وانا في الطريق توقفت السيارة بسبب حادث مروري ، كنت اشعر بالملل بسبب التوقف فألتفتُ يمينا اشاهد المارة وأتأملهم عبر النافذة الزجاجية

كان من النادر ان احظى بهذا السكون فأنا مشغول طوال الوقت .. وفي غمرة تأملي لفت نظري ان مجموعة من المعاقين بعكازاتهم كانوا يحاولون دخول احد المراكز العلاجية لكن مجرى المجاري كان عائقا لدخولهم

كانت ممرضتهم في حيرة من امرها .. عجزت عن مساعدتهم لتجاوز المجرى .. كنت اهّمّ بالنزول للمساعدة .. لكن فتاة سبقتني اليهم .. كانت في غاية الجمال والبراءة او بالأحرى لم ارى مثيلا لها في حياتي من قبل .. بعد ان ساعدتهم كانت تريد المغادرة لكن احدى الفتيات شدت كُّم قميصها فأستدارت إليها واقتربت منها .. كانت تظّن ان الفتاة تريد ان تخبرها شيئاً .. وعندما اقتربت منها طبعت قُبلة على خدها .. فابتسمت الفتاة وابتسمتُ لا إرادياً وانا اشاهدهما .. كنت سعيدا وانا اراقبهم بكل حب لأستيقظ من عالمي الوردي بسبب صوت محرك السيارة

Fake love Where stories live. Discover now