بسم الله
°°°
نمط الحياة في هذا العصر سريعٌ جداً، مشتتٌ جداً، صاخبٌ جداً ومليئٌ بالدوامات، انستغرام، فيسبوك، واتساب، يوتيوب، مدرسة وجامعة، مسلسلات وروايات، افلام وأغاني، مجتمع واقعي ومجتمع افتراضي، مؤثرين وقنوات اخبار، كلام كلام كلام كلام كلام كلام كلام والكثير من الأفكار ... انشغلنا بالتفاصيل بل عشنا داخل التفاصيل ونسي أغلبنا الحقائق الكبرى البديهية، ما عدنا نعرف ما هي الأشياء الأهم التي عليها أن تبقى في أعلى قائمة اهتماماتنا، ما عدنا ندري من نحن وإلى أين نمضي وما النهاية، نسير فقط مع الأيام تائهين أو خاضعين، أو حتى مُجبرين رغم رفضنا ...
الأمر يشبه أن يكون هناك قصر يحوي ١٧١ غرفة، دخلناه ثم مع كثرة الغرف والدهاليز والمداخل والطوابق تعودت أعيننا على الداخل، منا من عاش في غرفة أعاد طلائها واختار أثاثها وملئها بالأجهزة الكهربائية التي أبقته فيها صباح مساء، ومنا من استوطن الرواق وزرع فيه موزاً ولاعب قرداً وباع المثلجات، وبعضنا عاش على السطح بعد أن انشئ عليه مطعم أسماك، ثم إذا التقينا في غرفة الطعام وسألنا بعضنا من أين أنت
قال الأول
أنا من الغرفة ١٠٨
وقال الثاني
أنا من الرواق رقم ٧
وقال الثالث
أنا من الزاوية اليمنى للسطحاختلفت اجاباتنا، لكننا كلنا تشابهنا في شيئٍ واحد، أننا نسينا أننا داخل قصر، وأنا ننتمي للمدينة لا لبناء القصر
هذا الكتاب أشبه بالخروج خارج القصر والابتعاد خطوات للوراء وصولاً لأعلى التل؛ كي نرى المدينة كاملة
ونتذكر أننا ننتمي لها لا للقصر، والقصر مجرد مكان نأوي إليه وليس كل الحكاية
°°°
هنا قصاصات قصيرة لا قصص
لنفهم مسائل إما نسيناها أو لم تتح لنا الفرصة بفهمها من قبل
في كل فصلٍ سأحاول توضيح قضية واقعية لكِ عن طريق اقصوصة قصيرة كمثال، بعض تلك القضايا سيكون كبيراً جداً وبعضها الآخر صغير لكن عدم معرفته سبب لتعاسة أغلبنا
تلك القضايا التي عندما فهمتها على حقيقتها ... وجدت طعم الطمأنينة ولذة الحياة وسط ركام الأيام، ووجدت نفسي
فتمنيت لو أن أحدهم أخبرني عنها منذ وقتٍ طويل
°°°
اسم الكتاب مقتبس من الآية
{واضرب لهم مثلاً أصحاب القرية إذ جائها المرسلون}ولأنني أحب أسلوب كلام الرحمن تعالى في كتابه الكريم حين يضرب لنا الامثال لتصل لنا المعلومة بأوضح وأبسط طريقة، واستمتع بقراءة أمثال القرآن أردت أن أتبع نفس الأسلوب
°°°
لن أقول منشن لأحد كالعادة
فالمنشن سيكون على كل فصل حسب الاقصوصة لمن ترونهم سيسعدون بقرائتها