الجو شديد البرودة والرياح شديدة في أيام الشتاء البارد تبدأ نزول المطر علي هذه الفتاة ذات العشرون عاما وهي تسير الشارع بسرعه غير عابئه للمطر الذي بلل معظم ملابسها ويعوق حركه سيرها علي الارض التي امتلئت بالماء حينها كانت الساعه السابعه مساء تحتمي من المطر في جوانب الطريق وتحت المنازل
تجري ودموعها تسبقها علي وجنتيها اختلطت
دموعها مع المطر وعقلها لا يتوقف عن التفكير
يجب أن تذهب الى الصيدلية لجلب الدواء لأبيها
المريض بالقلب
تنهدت براحه عندما وصلت إلى مشارف الصيدليه
وقرأت الافته المدون عليها صيدليه الدكتور حمدي وهو رجل طيب لديه ٦٥ عاما
افنان بصوت لاهث من أثر الجري : من فضلك دكتور حمدي اريد الدواء الخاص بأبي بسرعه ارجوك
الدكتور حمدي: انتظر ثانيه هنا يا بنتي واجلسي يبدو علي شكلك الإرهاق
افنان بمقاطعة : شكرا ولكني مستعجله
أومأ لها الدكتور حمدي بتفهم
دخل الي داخل الصيدليه لجلب الدواء المخصص
للقلب وبعد مدة رجع وهو ممسك بعلبتين من
البرشام
ثم وضعهم في شنطه
الدكتور حمدي: تفضلي ابنتي
ومد لها يده بالدواء
اخذت افنان الدواء وأخرجت المال
افنان : تفضل وشكرا لك
الدكتور حمدي: انتظري خذي هذه الشمسيه
والجاكت لحمايتك من المطر
نظرت له افنان بامتنان فهي كانت تحتاجه هذا
الجاكت لأنها بدأت تشعر بالبروده
شكرته افنان وانصرفت من أمامه ارتدت الجاكت
وفتحت الشمسيه وعدلت من وضع حجابها حتي لا
يسقط منها وهي تجري
اخذت تجري بسرعه وكأنها بطله في الجري
حمدت ربها أن الشوارع والطرقات خاليه من الماره
لتجري بأريحيه ففي هذا الوقت جميع الناس داخل
منازلهم بسبب سوء الجو تنهدت براحه عندما وصلت إلى البنايه التي تقطن بها في احدي الحواري
المتوسطه دخلت البنايه ثم أخذت تصعد درجات
السلم بسرعه كبيرة وكأنها في سرعه مع الزمن
وصلت إلى الطابق الثالث فتحت باب الشقه ودلفت
الي الداخل وهي تقول: امي لقد اتيت وجلبت الدواء معي قبل أن تصل إلى غرفة والدها رأت والدتها
وشقيقتها منه صاحبه الثامنه عشر عاما يجلسوا على الأريكة وواضح علي وجوههم الحزن
نظرت إليها منه نظرة لم تفهم معناها
واخيرا تكلمت
افنان وهي تنظر إلى والدتها: لقد جلبت الدواء امي ولكن اعذريني علي التأخير فالجو بالخارج سئ للغايه
ثم انتظرت رد من والدتها ولكن لم تتلقي رد نهائيا وكأنهم في عالم آخر
افنان بقلق: ما بك امي هل حدث شئ سوف ادخل
لابي لاشربه الدواء
التفت لتدخل الي والدها المريض ولكن أمسكتها
والدتها من معصمها تمنعها من الدخول الى غرفه والدها وكأنها لا تريد أن تعرف ابنتها ما حدث
سميه والدة افنان بصوت مخنوق يكاد يكون منعدم
من آثر البكاء: اعطني الدواء سوف ادخل له انا
اجلسي انتي تبدو متعبه
افنان وهي تنظر إلى والدتها بتفحص وبعض الشك
: ماذا بكي يا امي وماذا بصوتك هل كنتي تبكي لا
تحزني سوف يشرب ابي الدواء ويتعافي ويضحك
معنا اعدك امي ولكن ولا تريني دمعه واحدة فأن
دموعك غاليه جدا
نظرت لوالدتها وجدتها ذادت في البكاء حينها
تسرب الشك الي قلبها هرولت مسرعه الي والدها
فتحت باب الغرفه ودخلت مسرعه الي الداخل
ونظرت لوالدها فوجدته مغطي بالكامل حتي وجهه امسكت الدواء بيد
وباليد الأخري كوب ماء واقتربت من الفراش ووضعت الدواء جانبا ورفعت الغطاء عن وجهه والدها وقالت بصوت يملؤه الحنيه : ابي استيقظ لقد جلبت لك
الدواء نظرت إلي والدها بقلق عندما لم تلتقي رد
منه ضربت بخفه علي وجنتيه والدها لكي يستيقظ
ولكن لا فائدة تسرب الشك والقلق الي قلبها وعند هذه النقطه دب الرعب في أوصالها وعقلها يصور
لها الف شئ لا لا يمكن أن يحدث هذا امسكت
والدها من أكتافه وهزته جامد ثم امسكت بيده
وجدتها بارده كالموتي اتفزعت وأخذت تهز فيه
وتصرخ بأعلي صوتها فأبيها تركها مثل أخيها لا لا
يمكن أن يتركها كفي الذين رحلوا
من الذي سوف يضحكها ويداعبها من سألت نفسها هذا السؤال تعلم أن والدتها سيدة حنونه ولكني
كنت احب ابي جدا فالحقيقة مؤلمه نعم يوجد
حقيقه لا نريد أن تصدقها لانها سوف تأذينا نفسياً
خارت قواه وسقطت علي رقبتها انزلقت دموعها
على وجنتيها كشلالات مياه مالحه تحرق وجنتيها
وقالت بصوت مرتفع يا الله كيف سأعيش بدونه
سمعت والدتها صوت بكائها فتركتها وحدها حتي
تهدأ ولكن عند صراخها قامت من علي
الأريكة بسرعه متجه نحو غرفه زوجها دخلت الي
داخل الغرفه رأت ابنتها جالسه علي ركبتها بجانب
سرير والدها وجسدها ينتفض وتبكي بمراره حزنت
السيدة سميه علي ابنتها ربما موت والدها سيجعلها تدخل في حاله نفسيه سيئه اقتربت من افنان ونظرت لها وميحت دموعها بأطراف أصابعها وقالت بصوت مخنوق ولكنه يملؤه الحنين: صغيرتي لا تبكي والدك في مكان افضل
افنان: لماذا يا امي تركنا هو قال لي أنه لن يتركني إلا إذا انا تركته لقد فسخ وعده لي اقتربت سميه
واختها بين ضلوعها ومسدت علي ظهرها بكف يدها : هذا الشئ يا ابنتي ليس لنا حكم عليه فهو يأتي في أي وقت وبدون استأذان أحست سميه بثقل جيد
ابنتها علي كتفها رفعت وجه افنان وجدته ازرق
اللون لقد فقدت وعيها من أثر الصدمه نادت هي علي منه دخلت منه مسرعه قالت لها والدتها ساعديني
في حملها الي غرفتها ساعدتها منه في حمل افنان وضعوها علي السرير ثم جلبت منه غطاء ووضعته
علي شقيقتها ودثرتها جيدا تحت الغطاء قالت لي
امي احضري كأس ماء بالسكر هرولت مسرعه الي
المطبخ فتحت باب الثلاجه أخرجت زجاجه ماء واخزت تبحث علي السكر اين هو اين ذهب ليس وقت
اختفائه الان وجدته وراء علبه شاي أخذته ووضعت
ثلاث معالق سكر داخل الكوب قلبته جيدا ثم رجعت
الي والدتها واعطته لها اخذت سميه الماء ورفع رأس افنان وأخذت تشربها بعد أن شربتها نصف الكوب رفعت يدها من تحت رأسها ووضعت الوسادة
وحكمت الغطاء جيدا عليها وامسكت بيد ابنتها منه وخرجت من الغرفه
جلس سويا على الأريكة صامتان كل واحد منهما في تفكيره قطع وصلت التفكير هذه عندما سمعوا صوت قرع علي باب الشقه قامت منه بتكاسل وفتحت باب
الشقة السيدة زينب والسيدة سوزان يقفان امامها
علي وجههم علامات التسأؤل تحدثت السيدة سوزان بتسأل: ماذا هناك سمعنا صوت مرتفع هل كل شئ
بخير اتت سميه وهي تقول من الطارق يا منه اقتربت من الباب وجدت جارتيها يتسألان عما يحدث
تحدثت السيدة زينب وهي تنظر إلى سميه : ماذا بكي سميه لماذا تبكين هل السيد ايهاب بخير عند ذكرت السيدة زينب اسم زوجها زادت في بكائها وتحول الي صراخ وقفت السيدتان لا يفهمون شئ مما يحدث
نظرت منه لهم وقالت : لقد توفي ابي اليوم
نظرت السيدتان الي سميه بشفقه خارت قوة سميه
بعد عدم تناولها الطعام طوال اليوم بسبب ملازمه
زوجها وسقطت على الأرض مغشيه عليها أسرعت
منه إليها وعاونتها السيدتان علي حملها ووضعوها علي الاريكه تتمت ببعض الكلمات الغير مفهومه
رأت في منامها أنها رأت شابا طويل القامه ولكنه
يوليها ظهر فلم تره وجهه كلما اقتربت ابتعد وكأنه هو لا يريد أن اري وجهه
قطرت السيدة سوزان بعض الماء علي وجه سميه
تمللت هي وفتحت عيونها كانت الرؤيه في الاول غير واضحه وضحت رأت ابنتها منه وجاراتها يقفان
ينظران إليها اخذت تتسأل لماذا الجيران هنا اخذت
بعض ثواني حتي تذكرت ما حدث معها ليتها لم
تستيقظ علي هذا الوضع المرير اقتربت منه من
والدتها
أنت تقرأ
اين انت
Romanceعن فتاة يتوفي شقيقها ثم والدها وتعيش مع والدتها وشقيقتها ولكن بعد أن تركها رأته أنه حي