2

16 4 6
                                    

اقتربت منه من والدتها بقلق واضح في نبرة صوتها : هل انتي بخير امي هل تشعرين بشئ
بسيمه: لا تقلقي ابنتي فقط إرهاق لاني لم اتناول
شئ من الصباح
نظرت منه بعتاب وقالت : لماذا امي لم تتناولي شئ هل تريدي أن يحدث لكي شئ
السيدة زينب : كيف حالك الان هل تتألمين اتحدث مع الدكتور محمود الذي يسكن في الطابق الرابع
نظرت سميه لها بامتنان علي عرضها وقالت لها لا
داعي
: لقد تكلمت مع إمام الجامع علي التغسيل والتكفين وأجريت اتصال بخالك  صبري و باقارب زوجي حتي
يجروا اجراءت الدفن
منه : حسنا وايضا الجو تحسن لا توجد مطر ولا رياح
هذا سيسهل علينا نصب العزاء في الشارع للرجال
بعد نصف ساعه كان قد وصل اقارب والد افنان وهم
السيد متولي وابنه باسم صاحب  الثامن والعشرون
عاما
أجري السيد متولي إجراءات الدفن بمساعدة باسم
بعد أن انتهوا  حضر صبري شقيق سميه وتمت
مراسم الدفن واقام العزاء في نفس الليله في
الشارع الذي أمام العمارة توجد كراسي كثيرة علي
جانبي الطريق يجلس عليها الناس ويقف في مقدمه العزاء السيد متولي وباسم والسيد صبري
ام في الشقه فهي مملؤه بسيدات يرتدن رداء اسود
مخصص للعزاء
انقض العزاء سريعا نظرا لتأخر الوقت ورجع الجميع
الي منزله
صعد السيد متولي وابنه الي الشقه دخل وألقي
السلام واقترب من السيدة سميه وقال لها : البقاء
لله
قالت هي: ونعم بالله
باسم موجها حديثه الي زوجه عمه : البقاء لله يا زوجة عمي قالت : ونعم بالله
جلس السيد متولي هو وابنه  علي الاريكه المقابله
لسميه وأكمل حديثه قائلا : اريد أن اتحدث معك في موضوع هام
اؤمأت هي له لاستكمال حديثه اكمل هو حديثه قائلا : يجب عليكي انتي والبنات أن تعيشوا معنا فلا يصلح أن تعيشوا بمفردكم
سميه بمعارضه فهي لا تستطيع ترك بيت زوجها
التي سكنت فيه أكثر من عشرون عاما كيف ستترك
هذا الشقه التي تحمل اجمل زكرياتها فكل جزء
يحكي قصه مرت عليها الزمان اه لو تعلمون كم احب زوجي لكنتم لم تقولوا لي اتركي المنزل : لا استطيع
ترك منزل زوجي وهذا أمر منتهي بالنسبه لي ولا
تجادلني سيد متولي
أومأ لها السيد متولي بتفهم فهو يعلم كم تعشق
زوجها لقد اختارته من بين الشباب مع أنه كان فقيرا لم تشكو يوما لشخص استأذن منها للرجوع الي
محافظتهم قبل بذوغ الشمس أردف هو قائلا : اذا
كنتي تريدين اي شئ فقط أجري اتصالا بي وسأكون في الحال لديكم ألقي التحيه هو وابنه وخرجوا
قاصدين القطار المتجه الي بلدتهم
في الشقه يجلس صبري علي الاريطه وينظر بحزن الي سميه وما حل بها أخذ يقاوم النوم الذي اجتاحه الان ولا يستطيع أن يقاومه 
سميه وهي تنظر إلى صبري الذي اوشك علي النوم
بسبب قلة النوم فهو يعمل بالنهار بائع خضار في
احدي الشوارع الشعبيه في القاهرة متزوج من فتاة
يحبهالديها ثلاثين عاما الان  انجب منها ولد وبنت
توأم لديهم  خمسة أعوام قالت: الن تذهب الى
منزلك ربما زوجتك قلقه بشأنك هي واولادها  صبري بحنو واضح في نبرة صوته   : لا تخافي اختي العزيزة
فهي كانت تريد أن تأتي ولكن أنا منعتها فالطفلين صغار ولا يمكن تركهم بمفردهم اومأت له بتفهم
وقالت له : سوف اجلب لك غطاء ثقيل  لتنام على
الأريكة الجو شديد البرودة الان
دخلت هي الي غرفه زوجها فهذة اول مرة تدخلها
وزوجها لا يكون موجود بها تنهدت بحزن وسقطت
دموعها مرة واحدة اقتربت من خزينة الملابس
أخرجت ثوب لزوجها اخذت تستنشق رائحته وتحتضنه تذكرت أخيها الناطق بالخارج توجت الي الجزء
الخاص
بالاغطيه الثقيله اخذت واحدة ثم توجهت الي خارج
الغرفه ومسحت دموعها  من علي وجنتيها وقفت
أمام الأريكة لقد نام أخيها من شدة التعب وضعت
الغطاء عليه واحكمته جيدا نظرت إلي ابنتها منه
وجدتها وكأنها في عالم آخر تنظر إلى نقطه ما في
الفراغ اقتربت وجلست بجوارها وتحدثت : منه
انتفضت منه من مكانها ثم جلست مرة أخري لقد
كان عقلها مشغول : نعم امي
سميه بحنو : اقفي ابنتي لتنامي في غرفتك فإنكي
لم تنامي من الصباح الباكر  وهذا ليس جيد لصحتك
منه : وهل يهم صحتي ليت ابي أخذني معه لارتاح من هذا العالم القاسي ضمتها والدتها  وأخذت تفكر
كيف ستكون حياتها بعد فقدان زوجها من هو الذي سوف يصرف عليهم أخيها دخله يكفي بصعوبه أهل بيته فكيف يساعدنا ألقت حملوها على ربها
: عزيزتي انا سوف اذهب لاخلد الي النوم اغسلي وجهك واذهبي الي نومك ذهبت سميه قاصدة غرفة ابنتها افنان لقد قلقت عليها لأنها لم تفق بعد اقتربت من الفراش اخذت الي ملامح وجهها الحزينه وضعت
يدها على جبهتها ربما تكون حراراتها مرتفعه ولكنها جيدة نظرت إلي النوافذ أحكمت غلقها فالرياح
اشتدت مرة أخري وبدأت نزول السيول خرجت من
الغرفه الي الغرفه المجاورة أغلقت الباب خلفها
وارتمت علي السرير تبكي بحركه علي كل ما حل بها تذكرت ابنها ألياس اه يا بني لقد اشتقت لك كثيرا
فلقد توفي ألياس في حادث طائرة عندما كان متجها الي اوربا للعمل فلقد توسط له أحد معارفه بهذة
السفريه لذكائه في العمل لقد توفي كل الموجودين بالطائرة ألا بعض المصابين والبعض الآخر لم يعثروا علي جثتهم وكان ابنها من الذين لم يعثروا علي
حقتهم حتي وهو ميت لم تراه اخذت تبكي بصمت
حتي لا يسمعها أحد كيف ستنام الليله وحيدة أصبح المنزل بلا طعم ولا رائحه لقد تعاهدنا أن نموت
سويا  ولكن الموت يسرق منا اعز أحبابنا
في الحمام تغسل منه وجهها وتنظر الي وجهها في المرأة الذي شحب لونه وأصبح كالاموات هل احد
شعر بما اشعر به الآن لقد سلب الموت اعز شخص
وهو أبي اه لا أستطيع أن انطقها الان ولمن اقولها فلقد رحل صاحبها لم أشعر بهذا الشعور إلا الان الآن فقد عزرت زملائي عندما يبكون عند حضور آباء جميع
الفصل الا هم فالفراق صعب التصديق نشفت وجهها وخرجت
في غرفه افنان كانت غارقه في أحلامها لا تريد أن
تستيقظ فوالدها وشقيقها في منامها لما
الاستيقاظ اخذت تبتسم لهم وهم يدردشون مع
بعض علي مائدة الطعام هذة اخر مرة جلسنا جميعا علي مائدة واحدة وبعدها الكل تفرق انتهي الحلم
وهي تضحك مع شقيقها ويضمها ابيها
خرجت منه توجهت الي المطبخ لشرب كوب ماء
انتفضت سميه مفزوعه علي صوت صرخه خرجت
مسرعه قاصدة غرفة ابنتها افنان وتبعتها منه
والقلق واضع عليها هل فعلت افنان لنفسها شئ
أدارت امي مقبض الباب ونحن قلوبنا تكاد تتوقف من شدة القلق  دخلنا انا وامي تسمرتا مكانا ً مما رأينا
وجدنا افنان تجلس على الأرض ودموعها تهبط علي وجنتيها بغزارة وممسكه باليد اليسار صورة لوالدها وباليد اليمين صورة لشقيقها ونظرها معلق بهم
اقتربت سميه بحذر حتي لا تفزعها فهي لا تشعر بهم ضمتها الي صدرها وقالت : اهدي عزيزتي سيصبح
كل شئ بخير افنان: اه اه يا اخي كم اشتاق الي سماع صوتك ومشاكستك معي لماذا الذين نحبهم يتركونا امي لماذا اخذت سميه تضمها بحنان حتي شعرت
بها غطت في النوم سميه موجه حديثها الي منه :
نامي بجوار اختك ربما تستيقظ وتفعل في نفسها
شئ نندم عليه اومأت لها منه وحدثت نفسها قائله لا اعلم هل اواسيها هيأم اواسي نفسي ثم وضعت
رأسها على الوسادة وغطت في نوم عميق

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: May 16, 2022 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

اين انتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن