آن ..
الساعة الان الثالثة فجراً نادوا طفلتي لكي تستريح قليلاً بعيداً عن والدتها من المؤكد انها تتألم وهي قريبة عنها ..
- حبيبتي انهضي لكي تنامي قليلاً هناك
- حسناً بابا
من شدة التعب الذي اصابها ذهبت سريعاً الى الفراش هناك في الغرفة المجاورة بعيداً عن منظر أمها وهي نائمة دون حراك تتوسط الغرفة وقنينة الاوكسجين المزعجة ( التي كانت ارهاقاً لاخوتها كل يوم صباحاً في البرد القارص يذهبون بها ويأتون بأخرى ) فوق رأسها ، استسلمت آن لنوم عميق ما ان لامس خدها الوساده
أيقظوها الان لترى وجه أمها لأخر مرة .. انها الساعة الخامسه ولم تنم الطفلة الا ساعتين ونهضت مسرعة وكأنها كانت تنتظر هذا اللقاء
ركضت نحو الغرفة دون اي صوت جلست هناك عند رأس الاميرة التي ستنام الى الابد ، امسكت بيدها المنسدلة ونظرت لها كانت الوانها الوان الفضاء الجميل لون الكحل لون الحب ( البنفسجي الذي احبته فطريا ) الممتزج بالاحمر الذي تجمد ولم يعد يسري في هذا الجسد الجميل رغم كل ما فعل به المرض ، والبرودة لم تكن غريبة على آن فأطرافها كانت دائماً باردة ، ظلت تنظر هذه الطفلة وبدأت دموعها تتسابق للهبوط في حضنها الدافيء الذي خرج من الغطاء قبل قليل ..
نعم الكل كان يبحث عن الدفىء حتى الدموع الساخنة ارادت حضن آن ووحدها آن من تمنت في تلك اللحظة لو امكنها ان تمسك بهذه اليد البارده الى الابد ففيها كل الدفىء الذي لن يعوضه ولو وضعت اغطية الكرة الارضية كلها !!
علمت انها ستبقى مرتجفة القلب الى الابد لو تركت هذه اليد الان لذا بقيت متمسكة اطول فترة ممكنة وكأنها تأخذ خزينا من الطاقة الدافئة لتعيش به هذه السنون القارصة الى ان تنتقل هي ايضاً حيث هذه اليد وهذه الام الرائعة ..