2- لا انت حبيبي ولا ربينا سوى

8 0 0
                                    

"لا انت حبيبي ولا ربينا سوى "
فيروز

في صباح اليوم التالي توجهت نبض لدار النشر التي تعمل معها دائماً منذ روايتها الأولى، بعد تلقيها اتصال من مدير الدار وأخبارها أنه يريد التحدث معها عن أمر ما وربما يتحدثون أيضاً عن روايتها الجديدة.

-صباح الخير
-صباح النور، قررتِ أن تأتي أخيراً
-كما تعلم أنا لا أحب الخروج من المنزل كثيراً يتطلب الأمر الكثير من التفكير
-بالطبع أعلم هذا، إذا لنتحدث في الأمر الذي أردت رؤيتك من أجله
-ما هو
-لدينا دعوة للدار بشكل عام و لكِ بشكل خاص لحضور حفل تسليم جوائز لأبرز الكتاب في الثلاثة أعوام الماضية .
-أين ؟
-لندن
نظرت له قليلاً قبل أن تنفجر في الضحك بطريقة جعلته يصمت حتى تنتهي ليفهم لماذا تضحك
-هل تمزح معي؟ ما شأني أنا بلندن
-كما توقعت وكعادتك تقللي من شأن نفسك دائماً، أنت لديك بالفعل ثلاثة روايات ترجم منهم اثنين لأكثر من لغة ونالت استحسان كبير في الدول التي ترجمت فيها ومنهم إنجلترا وبالتحديد روايتك الأخيرة ألم تري عدد النسخ التي بيعت هناك؟
-ليس مبرر! ثم انها المرة الأولى التي أسمع فيها عن هذا الحفل
-إنها المرة الثانية لهذا الحدث لذا لا تناقشيني كثيراً، ثم إنها فرصتك لتأخذي استراحة من حياتك المتكررة هنا
-من سيذهب أيضاً
-أنا وشخص أخر لم نحدده بعد
-دعني أفكر
-لا تطيلي التفكير يا نبض لا تفكري كثيراً فتخسري فرص قد لا تأتي مرة آخرى
-متى أصبحت عميق هكذا يا قاسم
-منذ تركتني
-ااوه حقاً ! حسناً فعلت بك خيراً
-لن اسامحك على هذا فقد كنت شخص تافه واحب تفاهتي تلك، لن اسامحك لكني سأظل انتظرك.
قالها بدرامية مزيفة فأجابته هي بنفس الأسلوب
-لقد ألمت قلبي حقاً، لذلك سأذهب الأن لمنزلي لأبكي على ما فعلته بك.

أردتُ مد يدي فأمسكها الشخص الخطأ، افلتها مسرعة ليس كرهاً وإنما فضلت السقوط بمفردي على أن اؤذي شخص آخر بإعطائه أمل زائف لن يستطيع التخلص منه فيما بعد...

قاسم كان من الناس الذين شعرت نبض أنها ظلمتهم بوجودها في حياتهم، أحبها من كل قلبه حقاً بعد التعامل معا في نشر روايتها الأولى، وكانت مدركه لذلك حتى أنه تقدم لخطبتها وأخبرها أنه سينتظر ردها ولو بعد سنوات، بالطبع كانت رافضة لأنها لاتزال تفكر بذلك الراحل لكن مع إصرار الجميع وإقناعها بأنها إن اعطته فرصة ربما حينها تحبه أو في أسواء الظروف تنسى يعقوب عند رؤية حب شخص آخر لها.
قررت أن تعطيه فرصه لربما تعطي لنفسها أيضاً طريقاً للنجاة من قلبها، لكن الأمر لم يسر كما توقع الجميع وزاد عليها في ذلك الوقت إصابتها بالسرطان الذي زاد من شعورها بأنها عقبة في حياة الجميع وبالتحديد قاسم الذي لم يشكوا يوماً من عدم قدرتها على معاملته بنفس طريقته ولم يشكوا أيضاً حين علم بمرضها بل تمسك بها أكثر ولكن ضميرها لم يسمح بذلك .

هوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن