🌸

1.2K 5 0
                                    

-"انظري" توجه سيرين إصبعها بلا مبالاة إلى الزاوية حيث تقف رشا ، " هاهي فراشتك"

-"هييييي!" أمسكت ذراعها وجذبتها نحوي بذعر ، "لا تشيري نحوها! ماذا لو رأتني أحدق بها!"

تنظر سيرين نحوي ببرودة ، ثم تتراجع ببطء تجاه القسم ، " انتظريني!" أسرعت لألحقها ، لكن بعد أن اختلستُ نظرات أخيرة على رشا.

حسنا حسنا ، كيف بدأ كل شيئ.؟

                               *
                               *
                               *
                               *
                               *
                               *
                               *
                               *
                               *

بعد دخولي الثانوية ، لم يعد لدي شغف تشكيل صداقات كثيرة كما في السابق ، نضجت كثيرا ، واختلفت نظرتي للحياة.
لدي صديقتان عزيزتان، نور و سيرين..نور فتاة لا يمكنك البقاء جادا لثانيتين معها ، أما سيرين فهي من النوع الأبوي ، أشعر كأنها أمي الضائعة ، يمكنها حقا أن تكون سندا في الأوقات الشديدة ، ناهيك عن نصائحها التي أحتاجها دائما.

بعد أن اكتشفت ميولي للبنات ، بدأت أعجب ب نور ، لم أحاول إخفاء ذلك عنها ، كنت أقفز عليها كلما سنحت لي الفرصة ، لكن أحيانا...شعرت أني أجبر نفسي على امتلاك مشاعر حب نحوها ، لكنني تجاهلت الفكرة.

إلى أن دخلت تلك الفتاة حياتي

ذات مرة، أخبرتني سيرين أن فتاة ما مدحتني ، كان هذا جديدا بالنسبة لي ، خاصة أن مظهري الخارجي ليس حقا بهذه الجودة ، أردت رؤية هذه الفتاة حقا.
وبالفعل ، ذات يوم كانت تقف في رواق مع سيرين ، عندها تعرفنا على بعضنا بكلمات بسيطة ، كانت لديها ابتسامة ضخمة على وجهها ، لكنني في ذلك الوقت ، لم أعطي أي اهتمام للنبضات الخافتة والجديدة في قلبي.
" رشا " كان هذا اسمها ، بدأت بالتعرف عليها شيئا فشيئا ، خاصة بعد أن أصبحت تزور قسمنا أحيانا ، اكتشفت أنها من معارف سيرين ، كانت شخصيتها مُحبَّبَّة لي ، إنها من النوع الذي سأتأقلم معه بسهولة.
لم أنتبه أنني ، طوال الفترة التي كانت رشا تزورنا فيها ، كنت ببطء أفقد اهتمامي ب نور . أصبحت أتطلع إلى قدوم رشا أكثر من أي شيئ اخر ، إلى أن جاء ذلك اليوم.
ل ساعة كاملة ، كنت أنا ورشا بمفردنا في الحمام ، نتكلم عن حياتنا الشخصية ، ومشاكلنا في المجتمع ، على الرغم من أنها مجرد قصص عن حياة رشا ، إلا أنني وجدت نفسي أستمتع بالإصغاء لصوتها.
لم أكن فتاة غبية ، الرغبة في رؤية رشا ، انتظار قدومها بشوق ، التوجه إليها بمجرد رؤيتها ...كل هذه المشاعر جعلتني أعرف أنني قد وقعت في حب رشا بالفعل .
بالطبع، أخبرت صديقتيّ ، ولا يبدو أنهما أحبا ذلك، لسبب ما ، بقيت سيرين تحذرني من رشا ، وتنصحني بإيجاد شخص أفضل لي ، لكنني تجاهلت ذلك ، لأنني كنت مؤمنة بأن مشاعري لن يتم الاستجابة لها أصلا ، فلم القلق؟
و تمضي الايام ، وحبي لرشا يزداد بجنون ، وجهي يحمر بعنف بمجرد أن ألمح ظلها من بعيد ، والنظر في عينيها هو مهمة شبه مستحيلة بالنسبة لي ، ناهيك عن أنني أصبحت كالمطاردين ، ألحق رشا في ساحة الثانوية ، لكنني أكتفي بمراقبتها من بعيد فقط .
حاولت التقرب منها أكثر ، لن يضرني شيئ إن أصبحت صديقتها صحيح ؟
وبالفعل ، أصبحت أحضر مصاصات كل يوم ، بمجرد أن سمعت أنها تحبهم ، كنت أستخدمهم كفخ لأستدرجها نحوي و أجعلها تأكلهم ، وغالبا ما أنجح.
كما أنني اكتشفت أن سيرين و رشا لديهما نفس الطريق نحو المنزل ، لذلك اتخذت سيرين كذريعة لكي أنتظر رشا هناك .
كل شيئ كان جيدا ، كنا نضاحك و نمازح بعضنا البعض كلما سنحت الفرصة ،ووجدت نفسي أعشق ابتسامتها و ضحكتها ، كان هناك شيئ مميز في وجهها ، شيئ يجعلني أرغب في التحديق بها للأبد ، و من الغريب أنني كنت الوحيدة التي أعتقد أن رشا جميلة ، ولطالما تم السخرية مني عندما أمدح جمالها ، وانا بصدق لا أفهم كيف لا يرى الناس جمالها الساحر!
لم أحاول كبح مشاعري ، كنت متأكدة من أن كل شيئ بخير ، أنا أعلم أنه حب من طرف واحد ، وسيظل كذلك ، إذا لن أتأذى صحيح ؟

حسنا ..كان هذا خاطئا للغاية...

القلب المكسورحيث تعيش القصص. اكتشف الآن