💮

777 3 0
                                    

أصبحت ألتقي رشا كل مساء تقريبا ، أقف في الطريق المؤدي لمنزلها وانتظرها ، وإذا سألتني عن سبب تواجدي ، فسأقول أنني أنتظر سيرين ،بما أن لديهما نفس الطريق.

نتبادل بضع كلمات،نتكلم عن أي شيئ ، غالبا ما تروي رشا قصصا عن تجاربها في الحب، أنا أحب التحدث معها لكنني نوعا ما أنزعج من هذا الموضوع ، غيرة غبية.

أتذكر أنني أخبرتها أنني معجبة بشخص ما ، حاولت إعطائها تلميحات ، لم أستطع الاعتراف. ينتابني خجل شديد منها ، هذه ليست عادتي.

أنا شخصية قوية في الواقع ، مستعدة للشجار دائما ، وحل المشاكل بالقبضات،لذلك كانت هذه أول مرة يظهر فيها جانبي الضعيف واللطيف ، الجانب الذي يحمر لرؤية محبوبه ، وينبض قلبه بجنون لسماع صوته.

استمر كل شيئ في هدوء ، صداقتنا تتطور شيئا فشيئا ، لكن...ذلك اليوم ، غير كل شيئ.

للأسوء

ما حدث ببساطة ، هو أنه في آخر أيام الدراسة في الفصل الثاني ، طلبت مني رشا أن أمشي معها ، وبالطبع فعلت ، لم أهتم أبدا بحضور أي حصة ، وجودي مع رشا جعلني أنسى كل شيئ .

كنت أمشي بجانبها ، وأدعو أن لا تسمع صوت قلبي ، وأنا متأكدة أنه كانت هناك ابتسامة غبية على وجهي .

بعدها التقيت سيرين مع صديقتها رحاب ، ولسبب ما، رحاب بدأت تضايقنا و تقول أنني ورشا نبدو كزوجين محببين ، كان وجهي يحترق ، شعرت بأنني في أنمي أو شيئ كهذا ، كان غريبا كيف بدأت رحاب فجأة تدلي بهكذا تعليقات.

لاحقا ، اكتشفت أن رحاب تعرف أنني معجبة برشا، الآن هذا يفسر كل شيئ.

ذهبنا نحن الأربعة إلى قسم فارغ ، وبقينا نمزح و نضحك ، وكانت هناك أوقات تغادر فيها رحاب و سيرين عمدا كي يتركاني وحيدة مع رشا، على أي حال ، كان كل شيئ هادئا ، إلى أن–

-"حسنا حسنا،أنتي تحبينها وهي تحبك ، الموضوع بسيط ،صحيح؟" بدون أي مبالاة بالعالم ، تكلمت رحاب كما لو أنه الشيئ الأكثر وضوحا في العالم.

توقفت خلايا مخي عن العمل ، نهضت بصمت ، وغادرت القسم ووقفت تحت المطر ، كان ذلك جنونا ، قلبي لم يعد في مكانه ، كنت أرتجف ، ماللذي يحدث ؟

تبعتني رحاب بعد دقائق ، تصحبها سيرين ، فقط ليشرحا لي أن رشا تحمل مشاعر لي أيضا.

كان كل شيئ مفاجئ و سريع ، رشا تحبني ؟ هل يعقل أن تكون الحياة لطيفة معي هكذا ؟ ، شعرت بسعادة ، لكن بخوف ، بقلق ، مشاعر مختلطة و غريبة ، عضضت شفتي السفلية ، لم أستطع فعل شيئ، كل ما قمت به هو الدخول والخروج إلى القسم ، وفي كل مرة تذكر فيها رحاب موضوع الحب أمام رشا فإنني أبدأ بالتوتر و التصرف بحماقة.

كانت رحاب تبذل جهدها لجمعنا معا، لدرجة أنها استدعت رشا لتحادثها بسرية ، وقامت دون علم منها بتسجيل المحادثة.

جائت رحاب راكضة نحوي بالهاتف ، ورشا تلاحقها كالمجنونة و احمرارها لا يخفى على أحد، لم تنجح رشا في جعل رحاب تحذف الفيديو ، بعدها, انفردت برحاب لكي أسمع المحادثة

كانت مفاجأة حقا،لم أستطع التصديق ، كانت رشا تقول في التسجيل أنها تحبني أيضا ، وأنها كانت تخطط لمغازلتي في الاسبوع القادم .

توقف عالمي عن الدوران ، أردت الصراخ ، أردت أن أقول كل كلمة شكر موجودة في القواميس ، عانقت رحاب و سيرين لدرجة أني اعتقدت أن عظامهما قد تنكسر في أي لحظة.

وطوال الفترة القادمة ، أنا ورشا كنا محرجتين للغاية ، ولم ننظر أو نكلم بعضنا ، باستثناء أنني كنت أسترق النظر إليها لثوان ، وهو ما قامت رحاب بفضحي عندما أمسكتني متلبسة . لاحقا، غادرنا المدرسة ، وذهبت سيرين و رحاب لمنزليهما ، بينما بقيت رشا للدردشة مع صديقاتها ، وبقيت أنا ورائها أحدق فيها.

كنت سعيدة ، أخيرا يمكنني التحديق بها دون القلق من أنها قد تكشفني ، وقد تبادلنا الكثير من النظرات والابتسامات المحرجة ، وبالطبع ، لم أستطع النظر في عينيها لفترة طويلة ، لذلك ينتهي بي الأمر بإدارة رأسي بإحراج،وهو ما فعلته رشا أيضا ، يا الهي لم أستطع التصديق.

لكن الوقت تأخر لذلك رجعت على مضض إلى المنزل لكن ليس قبل أن أحدق في رشا للمرة الأخيرة ، ثم انطلقت وأنا أتطلع بغباء إلى رؤيتها مجددا ، و امتلئ عقلي بالافكار لما يحمله المستقبل لي، ولم أهتم بالابتسامة الضخمة الحمقاء التي ترتسم على شفتي.

لكنني أبدا لم أنتبه ، إلى تلك الضحكات المتبادلة بين رشا والبنات حولها ، لم أنتبه ابدا عندما حدقو نحوي ثم انفجرو ضاحكين ، لم أعلم ،  أن هذا كان نذير سوء.

القلب المكسورحيث تعيش القصص. اكتشف الآن