هي... حسناء

24 5 0
                                    

كانت فتاة متعلمة، فطنة زكية، رقيقة القلب، مرهفة الحس، رقيقة المشاعر، يسكنها الحياء كما تسكن النجوم السماء،حلوة اللسان إذا نطقت، كان صوتها كهمس النسيم على أوراق الشجر الندي، حلوة المنظر، تكسو عيناها زرقة الماء وصفاء السماء فى ليلة صيف قمرية، وكان لوجهها الحَسنُ حسنٌ آخر إن بدت نواجزها، تلألأت عيون الناظرين إعجابا ، كانت تنتقي الكلمات إنتقاءالزهور من أغصان الشجر ، تتلفظ بأجمل الكلمات وأحسنها،وألينها واسهلها على أذان السامعين، وابلغها لقلوبهم، كانت إذا نظرت بعينها أصابت شغاف القلب فيرق لها ويطمئن، وإن تحدثت نصت السمع لها والروح، لها دلال يسبقها دون دلال، مرحة بلا زيف،بلا تكلف متناغمة كألوان الطيف فى تدرجها، وكأن حروفها التى تنطق بها الحديث أنغام لحن يُطربُ سامعيه،وتهدأ الأنفاس من دفئ معانيه، فاتنة فى الحسن والجمال والحياء،فما بالك إن تدللت، هي الوقار بطبعها.
جائت للمرة الأولى منذ يومين، تسأل عن شجرة التين، كيف تحصل على نبتة صغيرة منها، لتغرسها فى حديقة منزلها المجاور لبيتنا.

قلت فى نفسي حينها، لابد من الظهور بمظهر الشهم الذي يعرض خدماته لجيرانه واهل بلدته، لا يمكن أن تخبرها بمكان المشتل وتتركها تمضي هكذا.
- تقصدين مشتل النباتات وأشجار الزينة؟

-هذا ما أقصد.
وأي زينة ستظهر فى وجود بستان الزهور المتحرك فى حضور نجوم الليل وقمره المنير على رقعة خضراء على شاطيء البحر ونسيمه العليل الذي يلفح قلوبنا بعبيره.
وكم شجرة تريدين.
لا داعي لأن اثقل عليك، فقط أخبرني أين أجدها، وكل الشكر لك.
حسنا سيكون من العار علي أن اترك فتاة مثلك، تسكن جوارنا حديثا، ان تذهب وحدها، عيب علي، سأذهب معك، تفضلى
شكرا ولكنن..... ى
تفضلي لنسير الى المشتل، لا داعي للتبررير او المجادلة.

حسنا هيا بنا أستاذ؟
حسن، إسمي حسن.
حسناء أنا
حسناء جدا
عفوا.... اسمي حسناء.
إسما ووصفا ورسما، ما شاء الله.
...

قصاقيص ورقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن