استيقظت في مزاج مختلف عن باقي الأيام السابقة،كان عقلها غائبا عن الواقع نظرت إلى سقف المستشفى بلونه الأبيض ثم تركزت نظراتها الحادة على السرير المجاور ترقد عليه طفلة محاطة بالأسلاك بعد أن خضعت لعملية قامت بها بنفسها
فحمدت الرب أنها استطاعت أن تعيد لها النبض بعد ذالك القصف على منزلها من قبل قوات الإحتلال
FLASH BACKغفت تلك الليلة و كان شعور الإطمئنان قد انبثق داخلها ليرمم خرابا خلفته أوضاع الحرب ؛شعرت بطعم الإنتصار فقد استطاعت إنقاذ عائلة كاملة من هجمات الجنود
سقطت دمعة من عينيها الزمرديتين لتزحف على خدها الأبيض . مسحتها،عاينت الصغيرة،عدلت هيئتها لتخرج و تحضر لنفسها كوبا من القهوة المرة لتستفيق و تتجهز ليومها الذي سيمر كالعادة بين غرف العمليات و مناطق القصف في حال ترتب عليها و على زملائها الخروج لمساعدة الجنود الفلسطينيين الذين مات أغلبهم و هم يدافعون عن المستشفى الوحيد الذي بقي في مدينة جنين و الذي تحاصره إسرائيل منذ مدة لقطع آخر أمل للعلاج لدى الفلسطينيين.
و لعل الأخطر من كل هذا هو تعمد استهداف الأطباء و الممرضين و المسعفين لإبادتهم من المنطقة للحصول على أكبر عدد من القتلى والجرحى و عدم إيجاد فرصة لمداواتهم
ابتسمت بسخرية عند تذكرها لكل هذا و أكملت طريقها للمكتب .
أنت تقرأ
الرحمة
Short Storyقصة جديدة تجمع أبطالنا الياغهاز في سياق الدراما و الغموض تابعوها لتغيبوا في عالم من التضحية و الحب و الإثارة