في تلك المشفـى و تحديـداً في الطـابق الرابـع
قبـعت سبـع حجـرات لـأطفالٍ مراهقيـن وُضعـوا في حالـة شديـدي الخطـورة..
و تـم شهـد إنتـحارهم جميـعاً في نفس الليـلة
و بـأكثر الطـرق شنـاعة و وحشيـة
لكـن..
أكـان إنتـحاراً بـالفعل؟!
أم هذا فقط ما ذكـرته الص...
من مذكـرته: يومٌ آخـر بلا طعام.. بلا غطاء يأوي الجسد.. بلا هندام مرتب.. بلا حضن يحتوي المرء.. نعم أنا أتحدث عن ملجأ الأيتـام..
حيث ترعرعت أنا.. بين مربيات الملجأ القسـاة لا ماضي لي أنا هنا منذ ولادتي
سمعت كثيـراً كونـي إبن غير شرعي، إبن الزنا، إبن العواهر.. ألا يعلمون كم تلك الكلمات مؤذية لأطفال مثلنا؟! نحن نُضرب، نجوع، نمرض، نموت..
و ما من إهتمام من أي شخص لا أهل ، لا صحبة ، لا رعاة ، لا شيـئ نحن كـ قمامة المجتـمع..
حتى وليّت رئيسة ملجأ جديدة كنت لأول مرة بـحياتي أرى الحب و الدفئ في حياتي بين أحضانها و في رعايتها لي و تبسمها في وجهـي
كنت أشعر بالنعيم رغم مهاجمة الأطفال لي حسداً لكنـي فقط مستمتع بـحنانها و لا أنفك عن التواجد قربها.. و لكن كل ذلك مات مع موتها في حادث سير..
تكومت فوق سريري المهتـرئ أبكي قهراً على رحيـلها و الكل بي شامتـاً.. صارت تأتيني الكوابيس و بعض الهلاوس و نوبات الهلع.. بطبيعة الأمر لم يهتم أحد لي أنا أتكيف مع ذاتي و الهلاوس و النوبات..
حتى جاء اليوم الذي حضر فيه أحد الأغنيـاء لـيتبرع للدار كالعادة و دخل بـهندامه و حاجياته التي تساوي مئات الدولارات.. حينـها وقع السؤال في رأسي؟!
لمَ؟ لمَ هم يعيشون في هناء و رفاهية و غنى و هـهنا نحن يؤكل منا حتى التبـرعات؟!
لمَ هم يعيشون في قصور أكبر من ذاك الملجأ أضعافاً على فرشٍ مصفوفة و هـهنا نحن نعاني من المراتب المهتـرئة المتآكلة؟!.. لمَ هم و نحن لا؟!
لم أكـره في حيـاتي مثل هذا المجتـمع القبيـح.. و من يومـها إتخذت قراراً قاطع.. أننـي لن أصمت بعد الآن.. لن أذرهم ينهبـوننـي ليستمتـعوا بـحياتهم..
و سرعان ما تمردت على المربيـات و كلما وقع عليّ عقوبـة صديتـها و وصل بي الأمر أنهم حين كادوا يضربوننـي إستقمت لأعاركهن أجمعيـن.. و قد كسـرت ساق إحداهن حتى تم طردي من الملجأ في زقاق الباب الخلفي..
حينـها رأيت المطر يتساقط على رأسي و كأنه يحاول إطفاء اللهب الذي إشتعل بـرأسي.. إنـه لهيـب الإنتـقام..
سـأنتقم من الجميـع سـأنتقم من كل من تركنـا في هذا الجحيم دون أدنـى مبالاة.. سرقة ، نهب ، إعتدائات حد القتـل..
قتـلت كل من يقف في طريقي و إنتـهى بي الأمر من سجن القاصرين إلـى مستشفى الأمراض العقليـة للمراهقين بعد أن قتلت أحد المساجين معي حين تنمر عليّ و لوحظت الهلاوس و نوبات الهلع التي تأتيني..
لم أُضع في العنابر العادية قط وُضعت فوراً في طابق الخطرين في حجرة منفردة..
هم يستحقـون.. جميـعهم يستحقـون المعانـاة كما عانيـت أنا.. قُتلت طفولتي و ها هم يقتلون مراهقتي.. هم يقتـلون كل شيـئ إلا الأجساد.. فـإن كان قتل النفـس هو مسموح و قتل الجسد هو ممنوع..
فلبئـس السماح هو.. و لأذيقنهم بئس الممنـوع..
الصفحة التاليـة_ بعد إسبـوع من تقييـده في الفراش كي لا يسبب أي أذى*
الظلم هو أسـوء شعور يصيب الإنسان على الإطلاق أنا مظلوم دون إرتكاب أي شيئ..
أنا مظلوم حتى في ولادتي لو لم يكونا يريداني.. فلمَ أنجباني؟!
كل هذا كان خطأ من البداية مكاني ليس هنا.. العالم أقبـح بكثيـر مما على طفلٍ يتيم بريئ أن يتخلل فيه..
أنا سـأصلح ذلك الخطأ.. لأريح ذاتي و الجميع إلى الأبد
أنا على العهد..!
___________
وجـدت الحالة مين يونغي متـجرعة العديد من الحبوب أدت لـقتله و قد كان يمثل أخذها ثم يدفنها تحت وسادته كما وجدت معاصمه مكسورة و بها الكثير من النزيف نظـراً لمحاولته كسر الأصفاد عنوة..
توفي ليلة 11 من شهر نوڤمبر 2022
يُتبَــــع...
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
