صدِيـّق

1.2K 38 21
                                    


لا تفلتِ يدي الأن ، لقد إرتفعنا كثيراً ... إبتعدنا عن اليابِسة كثيراً و ليست لدي منطقة أمان غيرك هنا .
سيكونُ السقوطُ قاتلاً بِهذا العلُو ، لن أتحملّه بالتأكيد

دعك هُنا معِي .

ــــــــــ    

« ستبكي بأقصى ما تستطيعين ، وستنامِين و الدموع تغزُوا خديّكِ ، ولكن عندما تستيقظِي ، ستقاتلين بكل ما لديك . لأن تِلك كانت أيامًا سيئة، وليست حياة سيئة . خذي نفسًا عميقًا قبل كل شيء ، و بالطبع خُدي خطوة صغيرة في كل مرة , لا يُمكنك قيادة دراجة نارية قبل قيادة دراجة هوائية أولاً ! »

كلامُ والدِي يرنّ و يرنّ بعقلِي ، غير سامح لي بالتفكير بشيء آخر . حسناً هذا ليس شيء بِيدي لأقرره ، لطالما فكرتُ كثيراً بأي حديث دار بيني و بين والدي و خاصةً عن الطريقة الصحِية للتعامل مع مشاعري و التِي بطريقة أو بأخرى ينتهي بي الأمر بِتجاهُلها فقط و ردعها ثُمّ وضعها جانباً بصفوف الذكريات الثقيلة

بطريقة أو بأخرى تلك المشاعر سواء كانت سيئة أم جيدة ، بالطبع مُتواجدة بصندوق ذكرياتي , لا أتذكر تلك المواقف السيئة حقاً لكنني أتذكر أثرها السئ على صحتي النفسية

« مرِري هذه الأوراق لِزُملاءك يَا أستير » قاطع تفكيري صوتُ الأستاذ جين , على أيّ حال كان علىّ أحدهم إخراجي من تلك الدوامة اللانهائية

يَا للملَل ! نفس اليوم يتكرر إلى حد ما ، الدراسة ثُمّ الدراسة ثُمّ الدراسة مجدداً و يبقى وقت قليل جداً على مُمارسة هواياتِي الكثيرة ، مَا العمل اليوم أيضاً ؟ بعد نِهاية الدَوام أُغادر نَاحية المنزل ، رُوتين مُمل كل يوم ! هَاه ، النُعاس يغلبُني

أمسيتُ لا أملك القدّرة على تحريك أطرافِي من الملل و الرُوتين المُتكرر نوعاً ما ، جررتُ قدماي بِقاعة الدراسة أُوزّع أوراق التحّرير ، إنتقلّت عيناي من شخص إلى آخر و أخدتُ أُحدّق بزُملاء دراستِي

و ما إستوقفنِي حقاً هو أول صديق صنعتّه هُنا ، وهل هُناك بالأصل صداقة بين الجنسّين ؟ حسناً هذا يعتمد على الكثِير من الأشياء ، الصداقة المبنية على الإحترام و حُسن النية و المودّة يُمكن القول نعم ، علاقتِي بِريتشارد رُبما كانت بين زُملاء و أصدقاء ، حتّى بدأت بالإعجّاب بِه ، هُناك إنسحبتُ ، لأننّي مُتأكدة مِن أننِي لن أجعّل حُبي الأول يضِيع على شخص هكذّا ، أودهُ أن يجعلنِي أحيّا و ليس الإستمرار بِلعب الألغّاز معِي ، لكن هذّا كان بالماضي

. لِي مِين رِيتشارد .

- شُكراً لك . إبتسامة خفِيفة إعتلت فمه ، يُعيد خصلات شعره الكستنَائِي للخَلف بسُرعة ، إبتسمت فِي مُحاولة لإشعاره بالراحة و بعد تمرِير الورقة له إكتمل الوضع هكذا حتّى إقتربتُ من طاوِلة هارو ، و بينما يعُّم الضجيج الفصل بأكمله ، يعُمّ عالمه الهدوء

MY CLASSMATEحيث تعيش القصص. اكتشف الآن